سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«نصائح مفتي الجمهورية عن مسئولية الكلمة»: المسلم مأمور بتحري ما يتلفظ به.. لا يجوز نشر أخبار دون التأكد من أثرها.. يجب ألا نكون أبواقا لكل ما نسمعه.. كثيرون جعلوا مواقع التواصل منصة شائعات
أكد فضيلة الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية- أن المسلم مأمور شرعًا بتحري ما يتلفظ به؛ لأنه مسجل عليه، كما قال الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}. وأضاف خلال استضافته بحلقة "من ماسبيرو"، على القناة الأولى المصرية، أن هذا القول الشريف من الله سبحانه وتعالى يلقي على الإنسان مسئولية كبيرة بضرورة التحري التام لكل ما ينطق به، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه فقال: «كُفَّ عليك هذا!» فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: «ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يَكبُّ الناسَ في النار على وجوههم -أو على مناخرهم- إلا حصائدُ ألسنتهم؟». مسئولية الكلمة وأضاف مفتي الجمهورية، أن في هذا الزمان تشتد مسئولية الكلمة أكثر؛ لأن التحديات تواجهنا من كل مكان ومن أطراف عدة، سواء عبر الكلام أو الكتابة أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن مسئولون عن كل ما يصدر منا، لافتًا إلى أن الإسلام كان حريصًا على غرس هذه المسئولية في النفوس؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا»، وهو إشارة إلى أن الإنسان يجب أن يكون حريصًا على كل ما يصدر عنه في سره ونجواه وفي كل أموره، وأن يعيد الإنسان النظر في نفسه إذا وجد أنه لا يتحرى الصدق. مراقبة الذات وتابع " علام": على الإنسان أن يراقب نفسه وينظر: هل كلماته وأفعاله تؤدي إلى الرقي والبناء والتعمير وتحسين السلوك؟ أم تهدم وتدمر وتفرق بين الأسر وأبناء الوطن الواحد؟ وأن يبحث كذلك في مآلات ما يقوله أو يكتبه، منوها إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني أصبح لها قيمة كبيرة في حياتنا، ومما ينبغي العناية به غرس مسئولية الكلمة في نفوس أبنائنا تجاه التعامل معها. مواقع التواصل وأشار مفتي الجمهورية إلى أنه بتتبع مواقع التواصل الاجتماعي نرى أن كثيرًا من الناس جعلوها منصةً لنشر شائعات أو أخبار أو صور أو فيديوهات مثيرة وكاذبة، يتم مشاركتها بشكل كبير دون التأكد من صحة ما تحتويه، أو البحث في مآلات نشر مثل هذا الكلام وآثاره فى السلم العام والأمن والاقتصاد وزعزعة فكر الناس ووعيهم، قائلا: "يجب ألا نكون أبواقًا لكل ما نسمعه، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع»، فعندما نسمع أو نقرأ شيئًا لا بد أن نتحرى عنه ونستوثق منه، وندرك مآلاته. خطورة الشائعات وأضاف، لو عدنا إلى الماضي نجد الشائعة كادت تدمر البشرية، فعندما أمر الله سبحانه وتعالى أبا البشر سيدنا آدم عليه السلام ألا يأكل من الشجرة، أشاع الشيطان أن هذه هي شجرة الخلد، يقول تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20]، فأدت هذه الشائعة إلى الأكل من الشجرة وحدث ما حدث.