بدء التحقيق في واقعة رفض طبيب الكشف على مريضة مُسنة بقنا    مصر تجني ثمار عقد من التنمية.. "حياة كريمة" و"بداية جديدة" يعززان العدالة الاجتماعية |إنفوجراف    وزير الزراعة يطمئن على مسئول حماية الأراضي بعد إصابته أثناء تأدية عمله في سوهاج    محافظ كفر الشيخ: استمرار فتح المجازر لاستقبال الأضاحى وذبحها بالمجان خلال أيام عيد الأضحى    محافظ أسوان: توريد كميات القمح بنسبة تخطت 103% من المستهدف إلى الصوامع والشون    إعلام إسرائيلي: سفينة مادلين تصل ميناء أسدود.. ومركز حقوقي إسرائيلي يطالب بالكشف عن مكان احتجازها    روسيا تؤكد استمرار الاتصالات مع أوكرانيا    لتأجيل تصويت حل الكنيست.. حكومة نتنياهو تطرح عشرات مشاريع القوانين    ترامب يتعثر على درج الطائرة الرئاسية.. وروبيو يتبع خطاه    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا وامرأة من مخيم العروب شمال الخليل بالضفة الغربية    عماد متعب: مشاركة الأهلي الحالية الأقوى وأتمنى التوفيق للفريق في المونديال    ميلان يتوصل لاتفاق لضم مودريتش    شيكابالا يدرس الاستمرار لنهاية تعاقده مع الزمالك (خاص)    إصابة 8 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص أعلى طريق كوبري الفحص ببنها    ضبط 5 قضايا مخدرات وتنفيذ 624 حكما قضائيا خلال حملات أمنية بأسوان ودمياط    الغربية.. إخماد حريق شونة كتان بقرية شبراملس في زفتى بسبب ارتفاع الحرارة    خروج مصابي حادث التسمم إثر تناول وجبة طعام بمطعم بالمنيا بعد تماثلهم للشفاء    140 حديقة تواصل استقبال المواطنين رابع أيام عيد الأضحى المبارك في أسوان    أسماء مصطفى تكتب: بعثة حج القرعة رفعت شعار "حج بلا معاناة في رحلة الإيمان والتجرد"    فيلم سيكو سيكو يستمر في حصد عيدية الجمهور بمنافسات ثالث أيام عيد الأضحى    ياسمين صبري تساعدك في التعرف على الرجل التوكسيك    د.عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي "13 " .. حقيقة الموت بين الفلسفة والروحانية الإسلامية    الصحة: فحص 3 ملايين و251 ألف سيدة ضمن مبادرة العناية بصحة الأم والجنين    اعتماد كامل لمجمع العيادات الخارجية لأطفال أبو الريش بمستشفيات جامعة القاهرة من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية    مراكز الشباب بالدقهلية تقدم الألعاب الترفيهية وعروض غنائية وسحرية فى رابع أيام العيد    مصرع عنصرين إجراميين شديدي الخطورة في تبادل إطلاق النيران مع الشرطة بقنا    "التعليم العالي" تعلن حصاد أداء الأنشطة الرياضية خلال العام المالي 2024 -2025    الصادرات الصينية تتراجع في ظل الحرب التجارية    توتر بين عائلة العندليب و«موازين» بعد إعلان حفل بتقنية الهولوجرام    احتفالات مبهجة بثقافة الشرقية فى عيد الأضحى ضمن برنامج "إبداعنا يجمعنا"    «تاريخ ساحر مليء بالأسرار».. إطلاق الفيديو الترويجي الأول للمتحف الكبير قبل الافتتاح الرسمي    قانون العمل الجديد.. ضمانات شاملة وحقوق موسعة للعاملين فى القطاع الخاص    دعاء الخروج من مكة.. أفضل كلمات يقولها الحاج في وداع الكعبة    آخر أيام إجازة عيد الأضحى.. غدا الوزارات والمصالح الحكومية تستأنف العمل    وزيرة البيئة تتوجه إلى نيس بفرنسا للمشاركة بمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات    الصحة: فحص 3.6 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة "فحص المقبلين على الزواج"    الصحة: فحص أكثر من 11 مليون مواطن بمبادرة الكشف المبكر عن السرطان    حزب المؤتمر: استعدادات مكثفة للانتخابات وسنقدم مرشحين يمتلكون الشعبية والكفاءة    حظك اليوم الأثنين 9 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    شيرين عبدالوهاب تحل محل ماجدة الرومي في حفل ختام مهرجان موازين    بعد عودته من الحج.. أحمد سعد يشعل حفله في الساحل الشمالي (صور)    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الاثنين 9-6-2025 صباحًا للمستهلك    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    مكافأة للمتميزين وإحالة المتغيبين للتحقيق فى مستشفى المراغة بسوهاج    وداع بطعم الدموع.. الحجاج يطوفون حول الكعبة بقلوب خاشعة    تراجع أسعار الذهب مع آمال التوصل لاتفاق تجاري بين أمريكا والصين    إصابه قائد موتوسيكل ومصرع أخر إثر إصطدامه به في المنوفية    6 مواجهات في تصفيات كأس العالم.. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    «بخلاف كون اللقاء وديا».. ريبيرو يكشف سبب عدم الدفع بتشكيل أساسي ضد باتشوكا    "لن يعود حيا" .."أبو عبيدة" يكشف محاصرة الاحتلال لمكان تواجد أسير إسرائيلي    «أسطول الحرية»: القوات الإسرائيلية تختطف المتطوعين على السفينة «مادلين»    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد» الاثنين 9 يونيو    ضحى بحياته لإنقاذ المدينة.. مدير مصنع "يوتوبيا فارما" يتبرع بنصف مليون جنيه لأسرة سائق العاشر من رمضان    بعد تصديق الرئيس السيسي.. تعرف على عدد مقاعد الفردي والقائمة لمجلسي النواب والشيوخ بالمحافظات بانتخابات 2025    الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة    تريزيجيه يضع بصمته الأولى مع الأهلي ويسجّل هدف التعادل أمام باتشوكا.    فضيلة الإمام الأكبر    هل يجوز الاشتراك في الأضحية بعد ذبحها؟.. واقعة نادرة يكشف حكمها عالم أزهري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سامح فهمي: خدعت اسرائيل وحسين سالم أكبر خصومي

كانت رغبتى فى زيارة سامح فهمى نابعة من أننى أعرف الرجل جيدا، فأنا صديق لأسرته، أما السبب الآخر للزيارة فيتصل بطبيعة عملى الصحفى، ذلك أننى وجدت بعد قراءتى مرات عديدة أوراق قضية تصدير الغاز لإسرائيل أن حروفها وكلماتها تنطق بأسماء وأفعال المتورطين فيها تصريحًا لا تلميحا، ويقينا لا استنتاجا، وأفعالا لا أقوالا.. لكن لم يُدن واحد منهم كيف؟!، لا أعرف !..
كانت الأوراق والتعليمات تأتى أولا بأول من عمر سليمان، ممثلا للأمن القومى، ومن فوقه حسنى مبارك، الرئيس السابق، وكانت تنقل مباشرة لعاطف عبيد رئيس الوزراء آنذاك.. ولكن لم يحاكم سليمان فيها.. حتى مبارك؛ الذى اعترف بأنه كان هو صاحب الرأى فى هذا الموضوع، بُرئ منها، ورغم كل تلك المستندات حكم على سامح فهمى ب15 سنة سجنا، وهو ثانى أشد حكم صدر فى كل القضايا بعد الثورة، وأقصى عقوبة فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل، فى وقت انطلق فيه «أوكازيون البراءات»، براءة المتهمين فى قتل الثوار، رغم الأدلة والإثباتات، وبراءة متهمى «موقعة الجمل»، رغم شهود الإثبات والاعترافات، إضافة إلى أنه خلال فترة التحقيقات لم يتم حبس بعضهم احتياطيا، بينما كان الآخرون محتجزين داخل سجن مزرعة طرة، .. إنها أمور محيرة ويغلب عليها سوء الظن!.
كانت كل تلك المشاهد والوقائع تدفعنى للقاء مسجون يصرخ دون أن يسمعه أحد، طالبا أدلة اتهامه ربما ليستريح قلبه.. بعدما عجزت دلائل وأوراق ومستندات لا حصر لها، كلها تقع فى خانة البراءات.. ذهبت إليه فى محبسه ربما أجد لديه دليل اتهام نقنع به الرأى العام، بعدما لم أجد ما يدينه فى كل تلك الأوراق والشهادات التى جاءت لصالحه.
من قمة السلطة إلى قفص المحاكمة، و من آمر إلى مأمور، ومن بريق الأضواء وسطوة الكاميرات إلى التجاهل والنسيان ، ومن السفر والتنقل بين دول العالم وزيرا تفتح له كل الأبواب والقلوب وتربطه صداقات بملوك ورؤساء وأمراء إلى سجين يسير وفق تعليمات حراسه وسجانيه، ويعيش بين أربعة جدران فى ظلمات زنزانته.
إنه سامح فهمى، وزير البترول الأسبق وأحد أشهر وزراء البترول فى تاريخ مصر، الذى التقته «فيتو» فى محبسه قبل شهر ونصف الشهر لكننا آثرنا عدم نشر حوارنا معه حتى لا نؤثر فى أحكام القضاء الذى قضى فيها بعد بنقص الحكم الصادر ضده وبالتالى خرج من السجن فى انتظار إعادة محاكمته.
كانت رغبتى فى زيارة سامح فهمى نابعة من أننى أعرف الرجل جيدا، فأنا صديق لأسرته، أما السبب الآخر للزيارة فيتصل بطبيعة عملى الصحفى، ذلك أننى وجدت بعد قراءتى مرات عديدة أوراق قضية تصدير الغاز لإسرائيل أن حروفها وكلماتها تنطق بأسماء وأفعال المتورطين فيها تصريحًا لا تلميحا، ويقينا لا استنتاجا، وأفعالا لا أقوالا.. لكن لم يُدن واحد منهم كيف؟!، لا أعرف !..
كانت الأوراق والتعليمات تأتى أولا بأول من عمر سليمان، ممثلا للأمن القومى، ومن فوقه حسنى مبارك، الرئيس السابق، وكانت تنقل مباشرة لعاطف عبيد رئيس الوزراء آنذاك.. ولكن لم يحاكم سليمان فيها.. حتى مبارك؛ الذى اعترف بأنه كان هو صاحب الرأى فى هذا الموضوع، بُرئ منها، ورغم كل تلك المستندات حكم على سامح فهمى ب15 سنة سجنا، وهو ثانى أشد حكم صدر فى كل القضايا بعد الثورة، وأقصى عقوبة فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل، فى وقت انطلق فيه «أوكازيون البراءات»، براءة المتهمين فى قتل الثوار، رغم الأدلة والإثباتات، وبراءة متهمى «موقعة الجمل»، رغم شهود الإثبات والاعترافات، إضافة إلى أنه خلال فترة التحقيقات لم يتم حبس بعضهم احتياطيا، بينما كان الآخرون محتجزين داخل سجن مزرعة طرة، .. إنها أمور محيرة ويغلب عليها سوء الظن!.
كانت كل تلك المشاهد والوقائع تدفعنى للقاء مسجون يصرخ دون أن يسمعه أحد، طالبا أدلة اتهامه ربما ليستريح قلبه.. بعدما عجزت دلائل وأوراق ومستندات لا حصر لها، كلها تقع فى خانة البراءات.. ذهبت إليه فى محبسه ربما أجد لديه دليل اتهام نقنع به الرأى العام، بعدما لم أجد ما يدينه فى كل تلك الأوراق والشهادات التى جاءت لصالحه.
فى الحلقة الأولى من حوارنا معه، والتى نشرتها «فيتو» فى عددها الماضى، كشف سامح فهمى، وزير البترول الأسبق، عن أنه رفض نصيحة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسى السابق ، بالهروب من شالخارج سواء فى سويسرا أو غيرها.
وأوضح أنه رفض تعليمات الأمن القومى وعاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، بالسفر إلى إسرائيل، مشددا على أنه لم يكن من «شلة» جمال مبارك، نجل الرئيس السابق، ولم يبع أى نقطة غاز بأقل من الأسعار العالمية.
وفى هذه الحلقة يكشف فهمى المزيد من التفاصيل عن رحلته مع قطاع البترول، وعلاقته بحسين سالم وتخطيطه لخداع إسرائيل، وحياته فى السجن وأشياء أخرى.
رحلتى مع البترول..
بدأ فهمى حديثه عن علاقته بقطاع البترول، مسترجعا ذكريات سنوات طويلة مضت.. حيث قال: «رحلتى بدأت عندما عينت فى الهيئة العامة للبترول، وكنت فى إدارة التخطيط، أعمل بتفانٍ خلال ساعات اليوم، وأنتقل للعمل مع والدى فى شركته مساء، كانت علاقتى بالجميع ممتازة قيادات وزملاء ومرءوسين، أفكارى دائما تلقى ترحيب واحترام كل القيادات، وكانوا يمزحون معى، أنت وزير البترول فى المستقبل، والبعض لا ينادينى إلا يا وزير، كنت أرى أنه من الممكن زيادة عائدات القطاع رغم محدودية موارده، ووصلت إلى نائب رئيس الهيئة للتخطيط، وذاع اسمى وهو ما جعل بعض القيادات تتربص بى لإزاحتى من موقعى، بعدما تردد مرات أن تقارير الأجهزة الرقابية التى تصل إلى الرئاسة تضعنى فى المقدمة لموقع الوزير».
ويكشف فهمى بداية علاقته برجل الأعمال حسين سالم، قائلا: «كانت هناك علاقة قوية تربط عبدالخالق عياد، رئيس الهيئة فى ذلك الوقت، بحسين سالم رجل الأعمال وضابط المخابرات الأسبق، وبدأت محاولات لإقصائى لأبتعد عن أى ترشيحات للوزارة، حيث إنه كان من المعتاد أن رئيس الهيئة دائما يكون الأقرب إلى كرسى الوزارة، وفوجئت بأن عياد أقنع سالم بأن أتولى موقع نائب لرئيس شركة ميدور، وهو المعمل الذى كانت إسرائيل وحسين سالم شريكين فيه بنسبة 40% ، وكان ذلك أكبر ضربة توجه لى، خاصة أننى نزلت من منصب نائب رئيس هيئة إلى منصب نائب رئيس شركة.. كان المعمل أرض فضاء يحتاج إلى جهد جبار خاصة أنها التجربة الأولى لمصر لإنشاء معمل بهذا الحجم وتلك التكنولوجيا.. كان عياد يعلم مدى كراهيتى للتعامل فى أى شىء يرتبط بإسرائيل، وكان سالم فى ذلك الوقت يدعم صديقه عبدالخالق عياد، حتى يصل به إلى منصب الوزير.. وهو ما يدحض مزاعم من كانوا يرددون أن حسين سالم وراء تعيينى وزيرا، لكننى لا أعرف الإحباط أو اليأس، وتفوقت على نفسى فى إنجاز العمل، وقررت أن أرفض أى تدخل من الجانب الإسرائيلى أو من حسين سالم، وحاولوا فى البداية متابعة العمل فرفضت وقلت علاقتكم بالمشروع لا تكون إلا من خلال الهيئة العامة للبترول، ولم يدخل أى منهم المعمل بعدها».
وتابع : «كانت التقارير التى عرفت بعدها أنها تصل لمبارك، تضعنى على رأس قائمة الاختيارات، وفى عام 1997 وبعد وفاة والدى فوجئت بحسين سالم يأتى لتقديم واجب العزاء فى المنزل، ويقول لى: «إوعى يا سامح يضحكوا عليك وتقبل الوزارة لو عرضت عليك، اوعى تفرح بكشك أمام البيت وعربيتين، لأن القطاع خربان وأنت هتشرب المر فيه».. ولم أعلق، وكانت هناك خلافات تنشب بينى وبينه، لأنه كان يريد أن يلتقى به للحديث عن المعمل وكنت أقول له «أى كلام يكون مع الهيئة»..
ويسرد فهمى تفاصيل مواجهته مع إسرائيل وحسين سالم، بالقول: «بعد تولى الوزارة، كان المعمل اكتمل، وقررت أن تخرج إسرائيل وحسين سالم منه، ولعلاقتى الطيبة مع وزراء البترول العرب المشاركين فى خط سوميد، طلبت منهم أن يرفضوا مد ميدور بالبترول، طالما فيه إسرائيل، وفى الوقت ذاته أعلنت أن مصر ليس لديها أى بترول فائض عن المعامل الوطنية، وكانت تلك هى القشة التى قصمت ظهر البعير، ولم يكن أمام سالم وإسرائيل إلا الانسحاب من المعمل، وهو ما كنت أريده، ولأن المعمل كان من الجيل الثالث ويتولى تكسير المازوت وتحويله إلى منتجات عالية الجودة، وبطاقة إنتاجية 5 ملايين طن بترول سنويا، فكانت ثروة لمصر.. وعرضت ليبيا شراء حصة إسرائيل، ولكننى سارعت بطلب رئيس الوزراء، وقلت له «خلى البنوك الوطنية تشترى الحصة لأن المعمل سوف يحقق أرباحا طائلة»، ووافق البنك الأهلى وشركات التأمين على شراء نسبة من المعمل، ودخلت بعض شركات البترول لشراء باقى الحصة، وهنا شعرت بانتصار أننى أخرجت إسرائيل من معمل ميدور الذى يعد من أفضل 70 معملا فى العالم، ولولا ذلك لكانت مصر تعرضت لكوارث فى توفير احتياجاتها من الطاقة، لأن الموانئ المصرية لا تتسع إلا لاستقبال كميات محدودة، بالإضافة إلى أنه فى حالة نشوب أى عمليات عسكرية فى المنطقة من الممكن أن تتعرض السفن المحملة بالمواد البترولية المستوردة للخطر».
وأردف : «علاقة حسين سالم بى كانت سيئة جدا، حتى أننى لم أستقبله بمكتبى فى وزارة البترول طوال وجودى بالوزارة ولمدة 12 سنة».
علاقتى بزملائى..
سألت فهمى: هل تعرضت لمرءوسيك أو أحد منهم بظلم تشعر بأن ما أنت فيه الآن ثمن له؟. فأجاب: «كانت الصداقة هى الأسلوب الذى أتعامل به مع زملائى ومرءوسى، كنت فى الهيئة والوزارة وحتى بعد أن تجاوز عمرى الستين، أتحرك من مكتبى إلى مكتب أحد المهندسين أو الموظفين لأحصل على تقرير أو أوراق كنوع من كسر الروتين، وصلابة العمل الذى يمتد لساعات طويلة ونشر روح الأسرة، كنت أُشعر كلا منهم بأنه يعمل فى شىء يخصه، وليس مجرد وظيفة يعمل بها ليحصل على راتبه آخر كل شهر.. ومرة فى الهيئة كان هناك مهندس بصراحة لم أكن أرتاح له، وجاء موعد وضع تقارير الأداء وحتى لا أظلمه كلفت آخر بوضع التقرير له بأمانة، فأعطاه «جيد» فشعرت بأنه يضر به لمجاملتى فمزقت التقرير، وأعطيته «امتياز».. كنت أتجول داخل الشركات وألتقى بالعاملين، وكنت ألتقط منهم من لديه أفكار جيدة وأصعدهم، ومنهم عبدالله غراب وأسامة كمال وكلاهما أصبح وزيرا، ويوجد عشرات غيرهما، يصلحون لهذا الموقع لأننى لو كنت تغافلت عن الشباب الصغير، كان يدفن بواسطة قيادتهم حتى لا يزاحموهم فى المناصب، وكنت أتوسع فى القطاع، والذى كان حكرا على أبناء الكبار فى الماضى، فأصبح يدخله الفقراء.. وقبل الثورة تجمع 650 شابا من خريجى كلية هندسة بترول السويس، وشعرت بأنهم رغم تفوقهم لم يجدوا فرصة عمل وقررت تعيينهم لأنهم سوف يكونون مكسبا للقطاع، ويكفينى أننى نزعت رداء الفقر عمن يخرجون إلى المعاش من القطاع، حيث كان فارق المستوى بين دخولهم قبل المعاش وبعده يعرضهم للعوز والحاجة، فقررت استحداث المعاش التكميلى وبحد أدنى 1500 جنيه، ووفرت العلاج لأصحاب الأمراض خاصة المزمنة بنسبة 100% ، وبدون حد أقصى ورفعت الرواتب لأضعاف ما كانت عليه، وهو ما عمق الانتماء للقطاع، وتركت كل الشركات تحقق أرباحا طائلة، ولكن ربما أكون قد ظلمت أحدا، ولكن بدون قصد، فأرجو أن يسامحنى.. وهناك مواقف منها أن الرقابة الإدارية قد داهمت مسئولا فى مكتبه واتصلوا بى فتدخلت لإنقاذه من الفضيحة، حرصا على مستقبل بناته، خاصة أنه كان فى طريقه لبلوغ سن التقاعد فعزلته وعينته خبيرا للمدة الباقية، ولكنه أساء لى فى تلك القضية».
وواصل قائلا: «عيبى الوحيد هو طيبتى الزائدة والخوف على الناس، وكان ناس كتير زمانهم فى السجن لو تركوا فى مناصبهم، لأننى كنت أضع نظاما للتقييم ومتابعة دقيقة من الأجهزة الرقابية، وكنت أطلب من الرقابة الإدارية عندما يكتشفون فساد أحد أن يبلغونى لعزله حماية للقطاع منهم وحماية لأسرهم من الفضائح».
وتابع فهمى :»وكما كنت أقدر رؤسائى السابقين، كنت أستقبلهم حتى ولو حضر أحدهم بدون ميعاد وأحترمهم، وكنت أجلسهم فى المؤتمرات بجوارى وأناديهم بلقب وزير.. وكنت أرجع فضل كل إنجاز أحققه إلى من سبقونى، وأنه يمثل استكمالا لما بناه الوزراء السابقون، وكنت أذكرهم فى كل مناسبة بالاسم، ولا أنكر ما قدموه لمصر، لأن من يتجاهل من سبقوه لن يحقق إنجازا، حتى العمال البسطاء، أقسم بالله أننى كنت أشعر بدفء ومودة وحب يملأ قلبى عندما يصافحنى أحدهم، وسعادتى بهم تفوق مصافحتى لزعماء العالم، وأشعر بأنهم أفضل منى عند الله.. فأنا تركيبتى لا تنسجم إلا مع الغلابة والبسطاء، وكل عملى من خلال منصبى كوزير وما شغلته من قبل من مواقع قيادية كنت أعمل لصالحهم».
وكشف فهمى عن رفضه رفع الدعم عن المواد البترولية، وقال: «عندما طلب منى رفع الدعم عن المنتجات البترولية رفضت، واشترطت وضع آلية لتحديد مستحقى الدعم، وقدمت اقتراحا عندما تقرر زيادة سعر البنزين 90 و92 من جنيه إلى 175 و185 قرشا، أن يتم تحويل المبلغ الذى يتم توفيره للصحة والتعليم العام ليعود على المواطن البسيط، ووافقت الحكومة وكان المبلغ 5 مليارات جنيه، لكننى فوجئت بيوسف بطرس غالى يحول المبلغ إلى خزانة الدولة، ولصالح أشياء أخرى وبعده تشاجر معى أحمد عز مرتين، إحداهما فى مؤتمر الحزب الوطنى، والأخرى فى مجلس الشعب فى بداية دورة 2010 وقبل الثورة بوقت قصير وكان يريد منى أن أرفع الدعم فقلت عليكم كمجلس شعب أن تقرروا، ولكننى لن أرتكب تلك الجريمة دون اتخاذ إجراءات لحماية الناس الغلابة، وهذا مسجل فى مضابط مجلس الشعب».
يومياتى فى السجن..
سألت سامح فهمى : «كيف تقضى وقتك بالسجن؟.. وهل أنت اجتماعى أم منطوٍ على نفسك؟.. ومن أكثر قرباً منك من رموز النظام السابق؟..
بادرنى قائلا: «لا أريد أن أتحدث عن درجات القرب داخل العنبر، ولكننا نتعامل بشكل إنسانى مع بعضنا البعض، ومعى الدكتور يوسف والى والدكتور محمد إبراهيم سليمان ومسئول سابق بوزارة الإسكان.. معظم الوقت أقضيه فى قراءة القرآن الكريم والبحث والدراسة، وأضع حلولا لكل مشاكل مصر، وأمتع أوقاتى أقضيه فى قيام الليل، عندما أكون ساجدا، فاكتشفت عبقرية حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، والذى يقول فيه «أقرب ما يكون المرء إلى ربه وهو ساجد».. فأنت حينها تكتشف أن الله يحصنك بحصن يملأ قلبك بالإيمان، ونفسك بالرضا، وتتلاشى الدنيا كلها أمام تلك الطمأنينة، فعلمت أن السبب أنك تكون فى معية الله بأهم ما يميز كل إنسان عن الآخر، طبقا لما توصل إليه العلم الحديث، فأنت تسجد بكلتا يديك وبهما بصماتك وبكلماتك، وهى بصمة الصوت وبعينك وبها بصمة العين المكتشفة حديثا، وبالتالى تكون قد دخلت فى معية الله.. وأدعو دائما بأن يجعل الله الموت راحة لى من كل شر، كما أننى أدعو الله أن تظل صورتى نظيفة وأن يظهر الله الحق، وأن يرد لى اعتبارى.. أيضا أعد 3 دراسات عن القرآن الكريم، وعن خلق آدم عليه السلام وعن الجنة، وأقرأ القرآن مرة كل أسبوع، وأشعر بالخجل من الله؛ أننى كنت أقرأه مرتين كل عام قبل ذلك.
سألت سامح فهمى عن أسوأ خبر وصله فى السجن، قال خبر وفاة خالد عبد الناصر، ثم بكى وقال : «لا أنسى أن خالد زارنى وهو فى مرض موته، وقبل وفاته بأيام، كان يذكرنى بمواقف ونحن فى مدرسة القومية بمصر الجديدة، وكنت أنا وهادى توأمى أقرب أصدقائه».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.