برلمانية: مصر تستعد للاستحقاقات النيابية وسط تحديات وتوترات إقليمية كبيرة    كاديلاك أوبتيك V موديل 2026.. سيارة رياضية كهربائية فائقة الأداء بقوة 519 حصانًا    المدعى العام لولاية كاليفورنيا: سنقاضى ترامب    مصرع 3 أشخاص في حادث تحطم طائرة صغيرة بجنوب إفريقيا    وسط استمرار حالة الجمود السياسي.. رئيس كوسوفو تحدد موعدا للانتخابات البلدية    شاهد| جلسة التصوير الرسمية للاعبي الأهلي استعداداً لكأس العالم    بايرن ميونخ يعلن موقف الصفقات الجديدة من كأس العالم للأندية    أخبار مصر اليوم: الأرصاد تحذر من طقس الأيام المقبلة.. مستشفيات جامعة القاهرة تستقبل 14760 مريضا خلال إجازة عيد الأضحى.. وشيخ الأزهر يعزي أسرة البطل خالد محمد شوقي    محافظ الدقهلية: دعم لأسرة شهيد محطة وقود العاشر وتكريم لبطولته (صور)    أمينة خليل تحتفل بزواجها فى اليونان بصحبة الأهل والأصدقاء.. فيديو وصور    إلهام شاهين تحتفل بعيد الأضحى مع شقيقها وسوزان نجم الدين (صورة)    «واما» يتألقون بحفل أكثر حماسة في بورتو السخنة | صور    تحسن طفيف بالحالة الصحية للفنان صبري عبد المنعم    روتين ما بعد عيد الأضحى، كيف نساعد أطفالنا على العودة للنوم المنتظم؟    مدرب منتخب بولندا يكشف تفاصيل أزمة ليفاندوفسكي    تصفيات كأس العالم.. تشكيل كرواتيا والتشيك الرسمي في مواجهة الليلة    موعد أول إجازة رسمية بعد عيد الأضحى المبارك .. تعرف عليها    شيخ الأزهر يعزي أسرة البطل خالد محمد شوقي: ضرب أروع الأمثلة في التضحية    قرار قضائي بشأن واقعة مصرع طفلة غرقًا داخل ترعة مغطاة في المنيا    إصابة 5 أشخاص إثر انقلاب سيارة ميني باص على صحراوي قنا    دوناروما يقود منتخب إيطاليا ضد مولدوفا في تصفيات كأس العالم    أمين عام الناتو: سنبني تحالفًا أقوى وأكثر عدالة وفتكًا لمواجهة التهديدات المتصاعدة    محمد البهنساوي يكتب: حج استثنائي فماذا بعد ؟    العثور على 10 جثث لشباب هجرة غير شرعية غرب مطروح    الزراعة: ذبح 450 أضحية لمؤسسات المجتمع المدني في غرب النوبارية    لتجنب تراكم المديونيات .. ادفع فاتورة الكهرباء أونلاين بدءا من غد 10 يونيو    وزير الصحة يتلقى تقريرا عن متابعة تنفيذ خطة التأمين الطبي للساحل الشمالي خلال الإجازات    البابا تواضروس يوجه نصائح طبية لطلاب الثانوية العامة لاجتياز الامتحانات    طارق الشناوي يكشف عن رأيه في «المشروع X».. ويهاجم ياسمين صبري لهذا السبب    استعراضات فرقة الطفل تخطف الأنظار على المسرح الروماني بدمياط الجديدة    بعد صراع مع السرطان.. وفاة أدهم صالح لاعب سموحة للتنس    روشتة طبية من القومي للبحوث لمريض السكري في رحلة الحج    بأنشطة في الأسمرات والخيالة.. قصور الثقافة تواصل برنامج فرحة العيد في المناطق الجديدة الآمنة    «سرايا القدس» تعلن الاستيلاء على مسيّرة للاحتلال في شمال غزة    إصابة 20 شخصا بحالة تسمم نتيجة تناول وجبة بأحد أفراح الدقهلية    «التعاون الخليجي» يبحث مع «منظمة الدول الأمريكية» تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري    هل تنتهي مناسك الحج في آخر أيام عيد الأضحى؟    الصحة: فحص 3 ملايين و251 ألف سيدة ضمن المبادرة الرئاسية ل «العناية بصحة الأم والجنين»    حارس إسبانيول على أعتاب برشلونة.. وشتيجن في طريقه للخروج    هل الموز على الريق يرفع السكري؟    وكيل الشباب والرياضة بالقليوبية يشهد احتفالات مبادرة «العيد أحلى»    آخر موعد لتقديم الأضحية.. وسبب تسمية أيام التشريق    موعد إجازة رأس السنة الهجرية.. تعرف على خريطة الإجازات حتى نهاية 2025    من الشهر المقبل.. تفاصيل زيادة الأجور للموطفين في الحكومة    ما حكم صيام الإثنين والخميس إذا وافقا أحد أيام التشريق؟.. عالم أزهري يوضح    دار الإفتاء تنصح شخص يعاني من الكسل في العبادة    الجامعات المصرية تتألق رياضيا.. حصد 11 ميدالية ببطولة العالم للسباحة.. نتائج مميزة في الدورة العربية الثالثة للألعاب الشاطئية.. وانطلاق أول دوري للرياضات الإلكترونية    الأربعاء.. عرض "رفرفة" ضمن التجارب النوعية على مسرح قصر ثقافة الأنفوشي    ارتفاع كميات القمح الموردة لصوامع وشون الشرقية    التحالف الوطنى بالقليوبية يوزع أكثر من 2000 طقم ملابس عيد على الأطفال والأسر    ترامب يتعثر على درج الطائرة الرئاسية.. وروبيو يتبع خطاه    د.عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي "13 " .. حقيقة الموت بين الفلسفة والروحانية الإسلامية    دعاء الخروج من مكة.. أفضل كلمات يقولها الحاج في وداع الكعبة    الصحة: فحص أكثر من 11 مليون مواطن بمبادرة الكشف المبكر عن السرطان    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الاثنين 9-6-2025 صباحًا للمستهلك    استعدادا لامتحان الثانوية 2025.. جدول الاختبار لطلبة النظام الجديد    الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار سامح فهمى.. الحلقة الثانية
نشر في فيتو يوم 09 - 04 - 2013


مقدمة ثابتة..
.................
من قمة السلطة إلى قفص المحاكمة، ومن آمر إلى مأمور، ومن بريق الأضواء إلى ظلمات التجاهل والنسيان، ومن السفر والتنقل بين دول العالم وزيرا تفتح له كل الأبواب والقلوب، وتربطه صداقات بملوك ورؤساء وأمراء إلى سجين يسير وفق تعليمات حراسه وسجانيه، حبيسًا بين جدران زنزانته.
إنه سامح فهمى، وزير البترول الأسبق، وأحد أشهر وزراء البترول فى تاريخ مصر، والذى التقته «فيتو» فى محبسه وأجرت معه حوارا منذ أكثر من شهر، لكننا آثرنا عدم نشره حتى لا نؤثر فى أحكام القضاء، الذى قضى بعد ذلك بنقض الحكم الصادر ضده، وبالتالى خروجه من السجن فى انتظار إعادة محاكمته..
"فيتو" تنشر على حلقات مذكرات سامح فهمى..
..........................................................................
قصة الحوار..
كانت رغبتى فى زيارة سامح فهمى نابعة من أننى أعرف الرجل جيدا، فأنا صديق لأسرته، أما السبب الآخر للزيارة فيتصل بطبيعة عملى الصحفى، ذلك أننى وجدت بعد قراءتى مرات عديدة فى أوراق قضية تصدير الغاز لإسرائيل أن حروفها وكلماتها تنطق بأسماء وأفعال المتورطين فيها تصريحًا لا تلميحا، ويقينا لا استنتاجا، وأفعالا لا أقوالا.. لكن لم يُدن واحد منهم كيف؟!، لا أعرف !..
كانت الأوراق والتعليمات تأتى أولا بأول من عمر سليمان، ممثلا للأمن القومى، ومن فوقه حسنى مبارك، الرئيس السابق، وكانت تنقل مباشرة لعاطف عبيد رئيس الوزراء آنذاك.. ولكن لم يحاكم سليمان فيها.. حتى مبارك؛ والذى اعترف بأنه كان هو صاحب الرأى فى هذا الموضوع، بُرئ منها، ورغم كل تلك المستندات حكم على سامح فهمى ب15 سنة سجنا، وهو ثانى أشد حكم صدر فى كل القضايا بعد الثورة، وأقصى عقوبة فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل، فى وقت انطلق فيه "أوكازيون البراءات"، براءة المتهمين فى قتل الثوار، رغم كل الأدلة والإثباتات، وبراءة متهمى "موقعة الجمل"، رغم كل شهود الإثبات والاعترافات، إضافة إلى أنه خلال فترة التحقيقات لم يتم حبس بعضهم احتياطيا، بينما كان الآخرون محتجزين داخل سجن مزرعة طرة، .. إنها أمور محيرة ويغلب عليها سوء الظن!.
كانت كل تلك المشاهد والوقائع تدفعنى للقاء مسجون يصرخ دون أن يسمعه أحد، طالبا أدلة اتهامه ربما ليستريح قلبه.. بعدما عجزت دلائل وأوراق ومستندات لا حصر لها، كلها تقع فى خانة البراءات.. ذهبت إليه ربما أجد لديه دليل اتهام نقنع به الرأى العام، بعدما لم أجد ما يدينه فى كل تلك الأوراق والشهادات التى جاءت لصالحه.
..........................................................................
الحلقة الثانية
..............................
أسامة داود.. يحاور أشهر مظلوم فى مصر
سامح فهمى:
خدعت إسرائيل.. وحسين سالم من أشد خصومى
هذه حكايتى مع والى وسليمان فى السجن
أعددت 3 دراسات عن القرآن الكريم وخلق آدم عليه السلام والجنة
كل زملائى تنبأوا لى بالوزارة وأنا مهندس صغير.. ولم أظلم أحدًا فى حياتى
..........................................................................
فى الحلقة الأولى من حوارنا معه، والتى نشرتها "فيتو" فى عددها الماضى، كشف سامح فهمى، وزير البترول الأسبق، عن أنه رفض نصيحة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسى السابق ، بالهروب من مصر، مؤكدا أنه لا يملك أى أموال فى الخارج سواء فى سويسرا أو غيرها.
وأوضح أنه رفض تعليمات الأمن القومى وعاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، بالسفر إلى إسرائيل، مشددا على أنه لم يكن من "شلة" جمال مبارك، نجل الرئيس السابق، ولم يبع أى نقطة غاز بأقل من الأسعار العالمية.
وفى هذه الحلقة يكشف فهمى المزيد من التفاصيل عن رحلته مع قطاع البترول، وعلاقته بحسين سالم، وحياته فى السجن وأشياء أخرى.
رحلتى مع البترول..
بدأ فهمى حديثه عن علاقته بقطاع البترول، مسترجعا ذكريات سنوات طويلة مضت.. حيث قال: "رحلتى بدأت عندما عينت فى الهيئة العامة للبترول، وكنت فى إدارة التخطيط، أعمل بتفانٍ خلال ساعات اليوم، وأنتقل للعمل مع والدى فى شركته مساء، علاقتى بالجميع ممتازة قيادات وزملاء ومرؤوسين، كانت أفكارى دائما تلقى ترحيب واحترام كل القيادات، وكانوا يمزحون معى، أنت وزير البترول فى المستقبل، والبعض لا ينادينى إلا يا وزير، كنت أرى أنه من الممكن زيادة عائدات القطاع رغم محدودية موارده، ووصلت إلى نائب رئيس الهيئة للتخطيط، ولمع اسمى وهو ما جعل البعض من القيادات يتربص بى لإزاحتى من موقعى، بعدما تردد مرات أن تقارير الأجهزة الرقابية التى تصل إلى الرئاسة تضعنى فى المقدمة لموقع الوزير".
ويكشف فهمى بداية علاقته برجل الأعمال حسين سالم، قائلا: "كانت هناك علاقة قوية تربط عبدالخالق عياد، رئيس الهيئة فى ذلك الوقت، بحسين سالم رجل الأعمال وضابط المخابرات الأسبق، وبدأت محاولات لإقصائى لأبتعد عن أى ترشيحات للوزارة، حيث إنه كان من المعتاد أن رئيس الهيئة دائما يكون الأقرب إلى كرسى الوزارة، وفوجئت بأن عياد قام بإقناع سالم بأن أتولى موقع نائب لرئيس شركة ميدور، وهو المعمل الذى كانت إسرائيل وحسين سالم شريكين فيه بنسبة 40% ، وكان ذلك أكبر ضربة توجه لى، خاصة أننى نزلت من منصب نائب رئيس هيئة إلى منصب نائب رئيس شركة.. كان المعمل ما هو إلا أرض فضاء يحتاج إلى جهد جبار خاصة أنها التجربة الأولى لمصر لإنشاء معمل بهذا الحجم وتلك التكنولوجيا.. كان عياد يعلم مدى كراهيتى للتعامل فى أى شىء يرتبط بإسرائيل، وكان سالم فى ذلك الوقت يدعم صديقه عبدالخالق عياد، حتى يصل به إلى منصب الوزير.. وهو ما يدحض مزاعم من كانوا يرددون أن حسين سالم وراء تعيينى وزيرا، لكننى لا أعرف الإحباط أو اليأس، وتفوقت على نفسى فى إنجاز العمل، وقررت أن أرفض أى تدخل من الجانب الإسرائيلى أو من حسين سالم، وحاولوا فى البداية متابعة العمل فرفضت وقلت علاقتكم بالمشروع لا تكون إلا من خلال الهيئة العامة للبترول، ولم يدخل أى منهم المعمل بعدها".
وتابع : "كانت التقارير التى عرفت بعدها أنها تصل لمبارك، تضعنى على رأس قائمة الاختيارات، و فى عام 1997 وبعد وفاة والدى فوجئت بحسين سالم يأتى لتقديم واجب العزاء فى المنزل، ويقول لى: "إوعى يا سامح يضحكوا عليك وتقبل الوزارة لو عرضت عليك، إوعى تفرح بكشك أمام البيت وعربيتين، لأن القطاع خربان وأنت هتشرب المر فيه".. ولم أعلق، وكانت هناك خلافات تنشب بينى وبينه، لأنه كان يريد أن يأتى للكلام عن المعمل وكنت أقول له "أى كلام يكون مع الهيئة"..
ويسرد فهمى تفاصيل مواجهته مع إسرائيل وحسين سالم، بالقول : "بعد تولى الوزارة، كان المعمل اكتمل، وقررت أن تخرج إسرائيل وحسين سالم منه، ولعلاقتى الطيبة مع وزراء البترول العرب المشاركين فى خط سوميد، طلبت منهم أن يرفضوا مد ميدور بالبترول، طالما فيه إسرائيل، وفى الوقت ذاته أعلنت أن مصر ليس لديها أى بترول فائض عن المعامل الوطنية، وكانت تلك هى القشة التى قصمت ظهر البعير، ولم يكن أمام سالم وإسرائيل إلا الانسحاب من المعمل، وهو ما كنت أريده، ولأن المعمل كان من الجيل الثالث ويتولى تكسير المازوت وتحويله إلى منتجات عالية الجودة، وبطاقة إنتاجية 5 ملايين طن بترول سنويا، فكانت ثروة لمصر.. وعرضت ليبيا شراء حصة إسرائيل، ولكننى سارعت بطلب رئيس الوزراء، وقلت له "خلى البنوك الوطنية تشترى الحصة لأن المعمل سوف يحقق أرباحا طائلة"، ووافق البنك الأهلى وشركات التأمين على شراء نسبة من المعمل، ودخلت بعض شركات البترول لشراء باقى الحصة، وهنا شعرت بانتصار أننى أخرجت إسرائيل من معمل ميدور الذى يعد من أفضل 70 معملا فى العالم، ولولا ذلك لكانت مصر تعرضت لكوارث فى توفير احتياجاتها من الطاقة، لأن الموانئ المصرية لا تتسع لاستقبال إلا كميات محدودة، بالإضافة إلى أنه فى حالة أى عمليات عسكرية فى المنطقة من الممكن أن تتعرض السفن المحملة بالمواد البترولية المستوردة للخطر".
وأردف : "علاقة حسين سالم بى كانت سيئة جدا، حتى أننى لم أستقبله بمكتبى فى وزارة البترول طوال وجودى بالوزارة ولمدة 12 سنة".
علاقتى بزملائى..
سألت فهمى: هل تعرضت لمرؤوسيك أو أحد منهم بظلم تشعر بأن ما أنت فيه الآن ثمن له؟.
فأجاب: "كانت الصداقة هى الأسلوب الذى أتعامل به مع زملائى ومرؤوسى، كنت فى الهيئة والوزارة وحتى بعد أن تجاوز عمرى الستين، أتحرك من مكتبى إلى مكتب أحد المهندسين أو الموظفين لأحصل على تقرير أو أوراق كنوع من كسر الروتين، وصلابة العمل الذى يمتد لساعات طويلة ونشر روح الأسرة، كنت أُشعر كلا منهم بأنه يعمل فى شىء يخصه، وليس مجرد وظيفة يعمل بها ليحصل على راتبه آخر كل شهر.. ومرة فى الهيئة كان هناك مهندس بصراحة لم أكن أرتاح له، وجاء موعد وضع تقارير الأداء وحتى لا أظلمه كلفت آخر بوضع التقرير له بأمانة، فأعطاه "جيد" فشعرت بأنه يضر به لمجاملتى فمزقت التقرير، وأعطيته "امتياز"..
"كنت أتجول داخل الشركات وألتقى بالعاملين، وكنت ألتقط منهم من لديه أفكار جيدة وأصعدهم، ومنهم عبدالله غراب وأسامة كمال وكلاهما أصبح وزيرا، ويوجد عشرات غيرهما، يصلحون لهذا الموقع لأننى لو كنت تغافلت عن الشباب الصغير، كان يدفن بواسطة قيادتهم حتى لا يزاحموهم فى المناصب، وكنت أتوسع فى القطاع، والذى كان حكرا على أبناء الكبار فى الماضى، فأصبح يدخله الفقراء.. وقبل الثورة تجمع 650 شابا من خريجى كليه هندسة بترول السويس، وشعرت بأنه رغم تفوقهم لم يجدوا فرصة عمل وقررت تعيينهم لأنهم سوف يكونون مكسبا للقطاع، ويكفينى أننى نزعت رداء الفقر عمن يخرجون إلى المعاش من القطاع، حيث كان فارق المستوى بين دخولهم قبل المعاش وبعده يعرضهم للعوز والحاجة، فقررت عمل المعاش التكميلى وبحد 1500 جنيه، ووفرت العلاج لأصحاب الأمراض خاصة المزمنة بنسبة 100% ، وبدون حد أقصى ورفعت الرواتب لأضعاف ما كانت عليه، وهو ما عمق الانتماء للقطاع، وتركت كل الشركات تحقق أرباحا طائلة، ولكن ربما أكون قد ظلمت أحدا، ولكن بدون قصد، فأرجو أن يسامحنى.. وهناك مواقف منها أن الرقابة الإدارية قد داهمت مسئولا فى مكتبه واتصلوا بى فتدخلت لإنقاذه من الفضيحة، حرصا على مستقبل بناته، خاصة أنه كان فى طريقه لبلوغ سن التقاعد فعزلته وعينته خبيرا للمدة الباقية، ولكنه أساء لى فى تلك القضية".
وواصل قائلا: "عيبى الوحيد هو طيبتى الزائدة والخوف على الناس، وكان ناس كتير زمانهم فى السجن لو تركوا فى مناصبهم، لأننى كنت أضع نظاما للتقييم ومتابعة دقيقة من الأجهزة الرقابية، وكنت أطلب من الرقابة الإدارية عندما يكتشفون فساد أحد أن يبلغونى لعزله حماية للقطاع منهم وحماية لأسرهم من الفضائح".
وتابع فهمى :"وكما كنت أقدر رؤسائى السابقين، كنت أستقبلهم حتى ولو حضر أحدهم بدون ميعاد وأحترمهم، وكنت أجلسهم فى المؤتمرات بجوارى وأناديهم بلقب وزير.. وكنت أرجع فضل كل إنجاز أحققه إلى من سبقونى، وأنه يمثل استكمالا لما بناه الوزراء السابقون، وكنت أذكرهم فى كل مناسبة بالاسم، ولا أنكر ما قدموه لمصر، لأن من يتجاهل من سبقوه لن يحقق إنجازا، حتى العمال البسطاء، أقسم بالله أننى كنت أشعر بدفء ومودة وحب يملأ قلبى عندما يصافحنى أحدهم، وسعادتى بهم تفوق مصافحتى لزعماء العالم، وأشعر بأنهم أفضل منى عند الله.. فأنا تركيبتى لا تنسجم إلا مع الغلابة والبسطاء، وكل عملى من خلال منصبى كوزير وما شغلته من قبل من مواقع قيادية كنت أعمل لصالحهم".
وكشف فهمى عن رفضه رفع الدعم عن المواد البترولية، وقال: "عندما طلب منى رفع الدعم عن المنتجات البترولية رفضت، واشترطت وضع آلية لتحديد مستحقى الدعم، وقدمت اقتراحا عندما تقرر زيادة سعر البنزين 90 و92 من جنيه إلى 175 و185 قرشا، أن يتم تحويل المبلغ الذى يتم توفيره للصحة والتعليم العام ليعود على المواطن البسيط، ووافقت الحكومة وكان المبلغ 5 مليارات جنيه، لكننى فوجئت بيوسف بطرس غالى يحول المبلغ إلى خزانة الدولة، ولصالح أشياء أخرى وبعده اتخانق معى أحمد عز مرتين، إحداهما فى مؤتمر الحزب الوطنى، والأخرى فى مجلس الشعب فى بداية دورة 2010 وقبل الثورة بوقت قصير وكان يريد منى أن أرفع الدعم فقلت عليكم كمجلس شعب أن تقرروا، ولكننى لن أرتكب تلك الجريمة دون اتخاذ إجراءات لحماية الناس الغلابة، وهذا مسجل فى مضابط مجلس الشعب".
يومياتى فى السجن..
سألت سامح فهمى : "كيف تقضى وقتك بالسجن؟.. وهل أنت اجتماعى أم منطوٍ على نفسك؟.. ومن أكثر قرباً منك من رموز النظام السابق؟..
بادرنى قائلا: "لا أريد أن أتحدث عن درجات القرب داخل العنبر، ولكننا نتعامل بشكل إنسانى مع بعضنا البعض، ومعى الدكتور يوسف والى والدكتور محمد إبراهيم سليمان ومسئول سابق بوزارة الإسكان.. معظم الوقت أقضيه فى قراءة القرآن الكريم والبحث والدراسة، وأضع حلولا لكل مشاكل مصر، وأمتع أوقاتى هى وقت قيام الليل، عندما أكون ساجدا، فاكتشفت عبقرية حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، والذى يقول فيه "أقرب ما يكون المرء إلى ربه وهو ساجد".. فأنت حينها تكتشف أن الله يحصنك بحصن يملأ قلبك بالإيمان، ونفسك بالرضا، وتتلاشى الدنيا كلها أمام تلك الطمأنينة، فعلمت أن السبب أنك تكون فى معية الله بأهم ما يميز كل إنسان عن الآخر، طبقا لما توصل إليه العلم الحديث، فأنت تسجد بكلتا يديك وبهما بصماتك وبكلماتك، وهى بصمة الصوت وبعينك وبها بصمة العين المكتشفة حديثا، وبالتالى تكون قد دخلت فى معية الله.. وأدعو دائما بأن يجعل الله الموت راحة لى من كل شر، كما أننى أدعو الله أن تظل صورتى نظيفة وأن يظهر الله الحق، وأن يرد لى اعتبارى.. أيضا أجرى 3 دراسات عن القرآن الكريم، وعن خلق آدم عليه السلام وعن الجنة، وأقرأ القرآن مرة كل أسبوع، وأشعر بالخجل من الله؛ أننى كنت أقرأه مرتين كل عام قبل ذلك.
سألت سامح فهمى عن أسوأ خبر وصله فى السجن، قال خبر وفاة خالد عبد الناصر، ثم بكى وقال : "لا أنسى أن خالد زارنى وهو فى مرض موته، وقبل وفاته بأيام، كان يذكرنى بمواقف ونحن فى مدرسة القومية بمصر الجديدة، وكنت أنا وهادى توأمى أقرب أصدقائه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.