بعد إلحاح من صديقى خالد بن زين العابدين, كبير الفشارين بدولة قطر الشقيقة, قبلت دعوته وذهبت إلى قطر للقائه هو وتلاميذنا الفشارين هناك.. استقبلنى تلاميذى أحسن استقبال, بالإضافة إلى أن السفارة المصرية فى قطر قامت بالواجب بحفل استقبال لى باعتبارى كبير فشارين مصر والوطن العربى, وتم دعوة وزراء وقادة قطريين, بالإضافة إلى الجماهير القطرية الغفيرة التى أرادت مشاهدة العبد لله والاحتفاء به .. كان الاستقبال عظيمًا ومبهرًا، ونقلته وسائل الإعلام القطرية والعربية, وقضيت يومى الأول فى قطر بسعادة غامرة, حتى انتهى المؤتمر الصحفى الذى عقده لى أبناؤنا فى درب الفشارين القطرى, والذى أجبت فيه عن كل تساؤلات الصحفيين الذين يمثلون معظم القنوات والصحف العالمية.. بعد انتهاء المؤتمر الصحفى وجدت من يربت على كتفى ويقول: أهلا بك فى بلدك الثانى يا عم أبو طقة! فقلت له: أهلا يا حبيبى.. شكرًا لك .. قال: أنا اسمى "أحمد على"، وأعمل صحفى فى جريدة الوطن القطرية! نظرت له من أسفل إلى فوق وقلت له: أنا للقائك فى منتهى الشوق.. طبعًا أنت الصحفى بتاع الطعمية.. صح؟! قال: ماتفهمنيش غلط يا عم أبو طقة! قلت: لا أفهمك ولا تفهمنى.. فأمثالك يا بنى لا أعيرهم اهتمامًا, ويكفيك ما نلته من الشباب المصريين على الفيس وتويتر! قال: الشباب المصرى بهدلنى يا عم أبو طقة! قلت: تستاهل يا عم أحمد, رغم أنك لفت انتباهى أنا شخصيًّا إلى أن الطعمية هى اختراع مصرى نشرناه نحن فى بلاد العرب بل وبلاد الغرب أيضًا.. أنا كنت فاهم إن الطعمية دى مجرد أكلة شعبية عادية.. ولم أكن أعلم أن لها تأثيرًا نوويًّا على أهل قطر والدول المحيطة.. دى شكلها غايظاك خالص مالص ياد يا أحمد! قال: كفاية توبيخ فيّا والنبى يا عم أبو طقة! قلت: أمال لو عرفتوا يا أهل قطر إن هناك اختراعات ثانية فى مصر غير الطعمية هتعملوا إيه.. هل ستستعينون ببوارج إسرائيلية على أراضيكم تدعمون بها المقاتلات الأمريكية التى تملأ خليجكم كى تنتقموا منا غيظًا وكمدًا؟! قال: وما هى هذه الإنجازات الأخرى التى تضاهى اختراع الطعمية العظيم يا عمنا؟! قلت: الكشك والبصارة والكشرى.. أليست هذه اختراعات مصرية؟! قال: بالفعل هذه اختراعات مصرية يا عمنا! قلت: ألم تعرف يا حبيب والديك أن المصريين أيضا هم من دهن الهوا دوكو.. ألا تعلم يا روح الشيخة موزة إن المصريين هم من خرموا الرُبع جنيه؟! قال: كفاك توبيخًا يا عم أبو طقة.. ويا ريت بلاش تجيب سيرة الست هانم الأميرة موزة! قلت: أنا بقى هاجيب سيرة موزة وهزحلقك بيها.. بقى صحفى قطرى حكماه موزة.. يقول المصرى مالهوش عوزة؟! وهنا فوجئت بشباب الجالية المصرية الذين حضروا المؤتمر الصحفى وجاءوا لاستقبالى يرددون فى نفس واحد (صحفى قطرى حكماه موزة.. بيقول المصرى مالهوش عوزة).. وأخذوا يرددونها حتى جذبنى الصحفى من يدى وأخذ يقبلها, ويقول: أرجوك كفاية يا عم أبو طقة.. أبوس إيدك هتفضحنى فى بلدى.. والأمير غاضب منى لأننى جبت الكلام لقطر كلها! قلت: علشان تفهم وماتحفظش.. أتترك كل هذه الاختراعات وتكتفى بالطعمية وحدها.. أنا الآن أدركت أنكم فى قطر تحفظون ولا تفهمون.. مثلكم مثل أميركم حمد بن خليفة الذى يسير فى الاتجاه الذى توجهه فيه إسرائيل.. ولا يعلم سوى ما يمليه عليه الموساد الإسرائيلى.. وها هى إسرائيل تضللكم وتقول لكم إن مصر لم تخترع إلا قرص الطعمية.. وأخفت عنكم باقى اختراعاتنا التى قد ندهسكم بها دون أن تدروا! قال: لقد انتظرت قدومك يا عمنا كى تهدئ الأجواء.. لأن الأمير حمد وبّخنى وقال لى: "أديك مسكت السلك عريان.. حد يلعب مع المصريين يا أهبل انت؟". قلت: عمومًا ولا يهمك يا ابنى... يا ما دقّت على الراس طبول... والشباب بهدلوك بما فيه الكفاية.. يالا باى! تركت الصحفى بتاع الطعمية وخلدت للراحة بعد يوم طويل من الاحتفالات ومراسم الاستقبال.. وفى صباح اليوم التالى وجدت صديقى خالد بن زين العابدين كبير فشارى قطر يقول لى: لقد سمع الأمير حمد بوجودك فى قطر، ويريد الترحيب بك فى قصره، وقد أعد وليمة غداء على شرفك! قلت: لا مانع عندى طالما أن هناك وليمة.. وبالفعل اصطحبنى صديقى إلى قصر الأمير الذى استقبلنى بحفاوة، وكذلك زوجته الشيخة موزة, وقد سألتها وهى تصافحنى: إيه علاقة الموز بالمشيخة؟! قالت: لا أفهم ماذا تقصد أيها المصرى الفشار؟ قلت: يعنى إنتى ازاى موزة وإزاى شيخة؟!.. فقال لى الأمير: هل تعاكس موزتى أيها الفشار المصرى أم أنك تسخر منها؟! قلت: حاشا لله يا ولى النعم.. كيف أعاكس زوجة الراعى الرسمى لتقسيم السودان.. وكيف أجرؤ على السخرية من زوجة الأمير المنقلب على أبيه وسارق عرشه.. هل يعقل أن أسخر وأنا فى حضرة السفير الإسرائيلى بالوطن العربى وداعم الصراع الفلسطينى الفلسطينى لصالح مولاته إسرائيل.. هل أسخر من تاجر "البكيا" الذى يريد شراء تاريخ لوطنه الذى لا تاريخ له، لدرجة أنه أراد شراء الأهرامات وتأجير قناة السويس؟! قال: أنت جرىء بما فيه الكفاية أيها الفشار اللعين.. هل تنسى أن قطر هى الداعمة الوحيدة لمصر الآن.. وأنتم تأكلون وتلبسون من المعونات التى نرسلها لكم؟! قلت: أنتم ترسلون معوناتكم لمواليكم الذين يدعمون مشروع أسيادكم فى العبث بالوطن العربى لحساب أمريكا وإسرائيل.. وطعامكم وملابسكم ودعمكم لا يصل إلى الشعب.. وإذا قالوا لكم ذلك فهم يضللونكم.. فالحرة تجوع ولا تأكل بثدييها.. يا سارق عرش والديك! قال: يعنى الفلوس اللى بنبعتها لم تصل للشعب؟! قلت: فلوسك تلاقيها عند الشاطر يا روح الشيخة! وهنا أشار الأمير بيده.. فلم أدرى بشىء سوى أننى خلف قضبان حديدية.. وبالخارج ثلاثة من شباب الفشارين القطريين يحاولون تهريبى بمعاونة زميلى سحلول القاضى الذى جاء من مصر خصيصًا لإنقاذى, بعد أن اتصل به الصديق خالد بن زين العابدين!!