الأقصر عاصمة الثقافة العربية 2017.. استمرار الاحتفال حتى مارس المقبل.. «النمنم»: حاولنا فض الصراع بين الفراعنة والعرب.. أهالي المدينة رفضوا الإرهاب واختاروا الحياة.. و«الألكسو»: نصلح ما أفسدته السياسة

احتفلت وزارة الثقافة مساء أمس الإثنين، بتنصيب مدينة الأقصر عاصمة للثقافة العربية لعام 2017، وتستمر الاحتفالية حتى مارس العام المقبل، وتشهد عدة فعاليات وبرامج فنية وثقافية للاحتفاء بالمدينة، تشمل جميع قطاعات وزارة الثقافة.
بدء الاحتفالية
وبدأ الحفل بافتتاح معرض للحرف التراثية المتنوعة، والتي تشمل الحرف اليدوية والتقليدية لجميع المحافظات المصرية، ومن ثم بدأ حفل الافتتاح بقوالب استعراضية تضم الفنون الشعبية المصرية لمحافظات الصعيد والدلتا والأقصر وأسوان، من إعداد المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي.
منظمة الألكسو
وخلال الحفل ألقت الدكتورة حياة القرمازي، كلمة المنظمة العربية للثقافة والفنون «الألكسو»، نيابة عن الدكتور عبد الله المحارب مدير عام منظمة الألكسو.
وقالت: "تجدد جمهورية مصر العهد بعد 21 عاما مع مشروع العواصم الثقافية، فبعد أن نالت القاهرة لقب العاصمة الأولى عام 1996.. جاء الدور على عاصمة الدولة المصرية القديمة "الأقصر" لتكون ثاني مدينة يتم اختيارها في مصر، فهنا قصة حضارة إنسانية ربطت الماضي بالحاضر، نراها تتجسد على جدران هذه المدينة".
وأضافت: "الثقافة تصلح ما تفسده السياسة والحروب؛ فمشروع العواصم العربية فرصة للتعريف بما تتضمنه عواصمنا من تراث وحضارة وثقافة ليكون همزة وصل ما بين الدول العربية وبعضها، ولتأكيد أهمية الثقافة بأنواعها المختلفة وتوسيع مجالات الحوار في مختلف أرجاء الوطن العربي والتعريف بقيم التسامح والتآخي بين الشعوب لتعميم ثقافة العروبة".
جهود مصرية
وختمت "القرمازي" كلمتها بقولها: "إن ما بذلته الدولة المصرية لإنجاح تظاهرة الأقصر تجعلنا نجدد الشكر إلى وزارة الثقافة ووزيرها ومصر، والهيئة التنظيمية لهذه التظاهرة لثراء برنامج الاحتفال بالمدينة".
اهتمام عالمي
فيما قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة: إنه منذ ثلاثة أيام كان العالم العربي يحتفل بختام احتفالية صفاقس عاصمة للثقافة العربية، وهذا يدل على أن الثقافة العربية أصبحت موضع اهتمام عام وعالمي، وعلى الرغم من طول الفترة بين اختيار مدينة وأخرى إلا أن بعد المسافة يأتي لكثرة عدد الدول العربية.
أسباب الاختيار
وأضاف النمنم: "أتاح لي التاريخ أن أكون ممثلا لمصر لاختيار الأقصر عاصمة للثقافة العربية، ونالت الأقصر موافقة جميع وزراء الثقافة العرب، وذلك لعدة أسباب كان أهمها أن هناك تصورا أن هناك صراعا ما بين الحضارة الفرعونية والإسلامية والعربية، لذا اخترنا الأقصر للتأكيد على زواج وازدواج الحضارات في مصر، فلا يمكن لحضارة أن تزيح أخرى".
وأكد أن الشخصية المصرية تحمل في قلبها جميع الحضارات التي مرت على أرض مصر؛ فالأقصر ليست فقط عاصمة الحضارة الفرعونية، إلا أنها شهدت حضارة إسلامية ومسيحية.
ثقافة الحياة
وأشار النمنم إلى أن أهل الأقصر تحملوا الكثير منذ اندلاع ثورة 25 يناير، فحين تم اختيار محافظ إرهابي للمدينة خرج أهلها في وجهه يرفضونه رفضا تاما؛ فأهل مصر يصرون على ثقافة الحياة لا الموت.
القضاء على الأمية
أما محمد بدر محافظ الأقصر، فقال: إنه بالتزامن مع انطلاق احتفالية الأقصر، عاصمة للثقافة العربية، سيتم تنفيذ برنامج القضاء على الأمية؛ للخروج من عام 2017، بمدينة خالية من الأمية على الإطلاق، مؤكدًا أن الأقصر تستحق نور العلم.
تسلم الشعلة
وعقب ختام الكلمات، تسلم وزير الثقافة رسميا شعلة الثقافة العربية للمدينة، ليصدح بعد تسلم الشعلة المطرب التونسي محمد الجبالي والفنان الكبير مدحت صالح بمصاحبة فرقة الموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح غباشي.
وفي ختام الحفل، كرم وزير الثقافة كلا الفنانين تقديرًا لمجهوداتهما ومسيرتهما الفنية وإحيائهما لحفل افتتاح الاحتفالية.