أبرز مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لرئاسة مجلس الوزراء، احتفال مصر والقوات المسلحة في التاسع عشر من مارس كل عام برفع العلم المصري على أرض طابا، واسترداد آخر نقطة حدود وعودتها إلى الأراضي المصرية. تأتي أهمية طابا في استراتيجية موقعها الجغرافي، فهي تقع على بعد 7 كيلومترات من الميناء الإسرائيلي إيلات شرقًا، وعلي بعد 245 كيلومترًا شمال شرقي شرم الشيخ، ذات الأهمية الكبرى في المرور داخل العقبة، وعبر مضيق تيران على مدخل الخليج، كما تقع طابا في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك. وتعود قضية طابا إلى عام 1979 عقب توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، والتي نصت على انسحاب إسرائيل بكامل قواتها من شبه جزيرة سيناء، في موعد غايته 25 أبريل 1982، لكن سرعان ما أثارت إسرائيل أزمة مع مصر، من خلال الإدعاء بمواقع غير صحيحة للعلامة رقم 91، في محاولة لضم منطقة طابا إلى إقليمها، وفي 25 أبريل لعام 1982 وقعت مصر مع إسرائيل اتفاقًا، استهدف وضع النزاع في إطار محدد؛ لتسويته بإحدى وسائل تسوية المنازعات الدولية، عن طريق المفاوضة أو التوافق أو التحكيم التي حددتها المادة السابعة من معاهدة السلام. وفي يوم 11 سبتمبر 1986، وقعت مشارطة التحكيم بين مصر وإسرائيل، وأُحيل النزاع إلى هيئة تحكيم دولية، تشكلت من خمسة محكمين، واستمر التحكيم قرابة العامين، حتى أصدرت هيئة التحكيم حكمها التاريخي، في جلسة علنية عقدت في قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف في حضور وكيلي الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين، معلنة عودة طابا إلى الوطن المصري، في 29 سبتمبر 1988، ورُفع العلم المصري عليها في 19 مارس 1989.