التأمين الصحي الشامل للطلاب الأبرز، إجراءات جديدة من جامعة الأزهر للوافدين    الهيئة العامة للخدمات الحكومية تعلن عن مزاد علني لبيع سيارات الجمارك غدا    وول ستريت جورنال: زيلينسكي يبدي استعدادا للتنازل عن أراض أوكرانية لوقف الحرب    أوقفوا مذابح غزة، يويفا يوجه نداء إنسانيا للعالم عبر مباراة السوبر الأوروبي    وزير العمل يثمن جهود الداخلية في ضبط 10 شركات وهمية لإلحاق العمالة بالخارج    ضيف شرف ب "نكهة خاصة".. خالد أنور يكشف سر حماسه ل "فلاش باك"    نجم المصري البورسعيدي: نستحق التتويج بالبطولات مثل بيراميدز    رئيس الأركان الإسرائيلي: نواجه حربًا متعددة الساحات ونتبنى استراتيجية جديدة    السكة الحديد تُعلن مواعيد تشغيل قطارات خط القاهرة - السد العالي    مدحت قريطم يدعو لاستئناف قوافل التوعوية بقواعد المرور بالمدارس والجامعات    انطلاق بطولة كأس مصر للتجديف الجمعة القادمة من مياه قناة السويس بالإسماعيلية    كريم محمود عبد العزيز ينتظر عرض فيلمه طلقنى خلال الفترة المقبلة.. صورة    استشاري نفسي يُحلل شخصية محمد رمضان: «يُعاني من البارانويا وجنون العظمة»    رمزى عودة: الانقسام الداخلى فى إسرائيل يضعف نتنياهو وقد يسرّع الدعوة لانتخابات    أنا زوجة ثانية وزوجى يرفض الإنجاب مني؟.. أمين الفتوى يرد بقناة الناس    أمين الفتوى: اللطم على الوجه حرام شرعًا والنبي أوصى بعدم الغضب    إجراءات صارمة وتوجيهات فورية فى جولة مفاجئة لمحافظ قنا على المنشآت الخدمية بنجع حمادي    محافظ المنيا ورئيس الجامعة يفتتحان وحدة العلاج الإشعاعي الجديدة بمستشفى الأورام    نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: حماس عليها أن تقدم أولوية إنقاذ شعبنا    ارتفاع مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في أمريكا وتراجع البنزين    جامعة الفيوم تنظم قافلة طبية بقرية اللاهون    إخلاء سبيل 6 متهمين بالتشاجر في المعادى    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    خالد الجندي يوضح أنواع الغيب    محافظ الجيزة يعتمد تخفيض تنسيق القبول بالثانوية العامة ل220 درجة    موراتا: سعيد بالانضمام إلى كومو ومستعد لتقديم كل ما لدي    الرئيس والإعلام ورهانه الرابح    رئيس اتحاد اليد بعد التأهل التاريخي: قادرين على تخطي إسبانيا    كرة سلة.. سبب غياب إسماعيل مسعود عن منتخب مصر بالأفروباسكت    بيكو مصر تخفض أسعار أجهزتها المنزلية 20%    محمود ناجي حكما لمباراة أنجولا والكونغو في أمم إفريقيا للمحليين    لتركه العمل دون إذن رسمي.. إحالة عامل ب«صحة الباجور» في المنوفية للتحقيق    انتشار حرائق الغابات بجنوب أوروبا.. وفاة رجل إطفاء وتضرر منازل ومصانع    الصحة تستكمل المرحلة الرابعة من تدريب العاملين بمطار القاهرة على أجهزة إزالة الرجفان القلبي (AED)    تفاصيل أول مشروع ل راغب علامة بعد حل أزمته مع نقابة الموسيقيين    هذه الأبراج دائما مشغولة ولا تنجز شيئا ..هل أنت واحد منهم؟    رئيس الوزراء يؤدي صلاة الجنازة على الدكتور علي المصيلحي بمسجد الشرطة    روبيو: لا أفق للسلام في غزة مع بقاء حماس في السلطة    وزير الخارجية بدر عبد العاطي ضيف أسامة كمال الليلة على dmc    قناديل البحر تعطل أحد أكبر المفاعلات النووية في فرنسا    التنمية المحلية: مسار العائلة المقدسة من أهم المشروعات التراثية والدينية    أتالانتا يقدم عرضًا ب40 مليون يورو لضم رودريجو مونيز من فولهام    تفاصيل توقيع بنك القاهرة وجهاز تنمية المشروعات عقدين ب 500 مليون جنيه لتمويل المشروعات متناهية الصغر.. صور    ثنائي العود يحيي أمسية في حب فيروز وزياد الرحباني بقصر الأمير طاز    مفتي القدس: مصر تسعى جاهدة لتوحيد الصفوف وخدمة القضية الفلسطينية والوصول بها إلى برِّ الأمان    رغم انخفاض الأمطار وسد النهضة.. خبير يزف بشرى بأن مياه السد العالي    "خايف عليك من جهنم".. مسن يوجه رسالة مؤثرة لشقيقه من أمام الكعبة (فيديو)    شروط تقليل الاغتراب لأبناء مطروح الناجحين فى الثانوية العامة    حبس وغرامة 2 مليون جنيه.. عقوبة الخطأ الطبي الجسيم وفق "المسؤولية الطبية"    وزير الصحة يشكر النائب العام على سرعة الاستجابة في واقعة "مستشفى دكرنس"    رئيس الوزراء يوجه الوزراء المعنيين بتكثيف الجهود لتنفيذ الوثائق التي تم توقيعها بين مصر والأردن وترجمتها إلى خطط وبرامج على الأرض سعياً لتوطيد أطر التعاون بين البلدين    وزير التعليم يكرم الطلاب أوائل مدارس النيل المصرية الدولية    مدبولى يشهد توقيع عقد إنشاء مصنع مجموعة سايلون الصينية للإطارات    الصحة: حريق محدود دون إصابات بمستشفى حلوان العام    البيضاء تواصل التراجع، أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 13-8-2028 بالفيوم    غدًا آخر فرصة لحجز شقق الإسكان الأخضر 2025 ضمن الطرح الثاني ل«سكن لكل المصريين 7» (تفاصيل)    أرباح تصل إلى 50 ألف دولار للحفلة.. تفاصيل من ملف قضية سارة خليفة (نص الاعترافات)    كسر خط صرف صحي أثناء أعمال إنشاء مترو الإسكندرية | صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملحمة استرداد طابا.. إسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
في ذكرى استرداد أرض طابا:

عضو الدفاع الإسرائيلي: كنا نشك في إرادة المفاوض المصري واستمراره حتى النهاية بهذا الإصرار والعناد
الرئيس الأسبق مبارك: لن نفرط في سنتيمتر واحد من أرض مصر
استرداد طابا هي أول قضية يتم فيها تسوية نزاع حدودي بين إسرائيل ودولة عربية
يعتبر يوم 19 مارس 1989 أحد الأيام التاريخية التي لن ينساها أي مصري، حينما رفرف علم مصر على ذلك الجزء الغالي من تراب الوطن وعودة آخر شبر من سيناء إلى مصر بعد الاحتلال الإسرائيلي لأرض الفيروز عقب نكسة 67.
والاحتفال بهذه الذكرى الوطنية الغالية هو تكريم للإرادة المصرية الصلبة والصمود البطولي، ونموذج للأداء المصري المقتدر في الساحة السياسية مثلما كان الأداء الخالد في الساحة العسكرية، الأمر الذي أجبر إسرائيل لأول مرة في تاريخها على الانسحاب من كل شبر على أرض سيناء .
وتعد قضية طابا هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط, حيث تم لأول مرة تسوية نزاع حدودي بين إسرائيل ودولة عربية عن طريق المحاكم الدولية، وعلى الرغم من أن منطقة طابا لا تتجاوز كيلو متر مربع، إلا أنها تمثل أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل، وهو مايعبر عن مدى الصفعة التي تلقتها إسرائيل باسترداد طابا رغم أنفهم .
وتبعد طابا عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كم جنوبًا، وتمثل مثلثًا قاعدته في الشرق على خليج العقبة بطول800 متر, وضلع شمالي بطول ألف متر, وآخر جنوبي بطول1090 مترًا، ويتلاقى الضلعان عند النقطة؛ التي تحمل علامة 91.
أهمية طابا لإسرائيل
وأهمية طابا بالنسبة لإسرائيل لأنها تقع على بعد7 كيلومترات من ميناء "إيلات" الإسرائيلي شرقاً مما يجعلها الباب على سيناء، حيث تعتبر"إيلات" أضيق جبهة إسرائيلية في المنطقة, تطل على العقبة فتمتد 5 أميال محصورة بين ميناء العقبة الأردني ووادي طابا.
ومحاولة إسرائيل الاستيلاء على طابا كانت من أجل توسيع إيلات التي تعتبر المنفذ البحري الوحيد لها على البحر الأحمر, مما يؤهلها للإشراف على طريق البحر الأحمر من سيناء إلى باب المندب، بالإضافة إلى أنها المدخل الأساسي لشرم الشيخ وبالتالي مضيق تيران، وتمثل نقطة تحكم لإسرائيل تقوم من خلالها على الإطلاع على ما يجرى في المنطقة، ووسيلة ضغط مستمرة على مصر تقوم من خلالها بعزل سيناء شمالها عن جنوبها.
كما تقع طابا في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك، لذلك فمن يسيطر على طابا يسيطر على رأس خليج العقبة فيستطيع رصد ما يجرى في كل من خليج السويس وشرم الشيخ ونويبع، ولهذه الأسباب حاول العدو الإسرائيلي تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا.
بداية القضية
احتلت إسرائيل سيناء بالكامل خلال النكسة عام 1967، بعد هدنة مع إسرائيل عقب العدوان الثلاثي عام 1956، وتحدد من خلالها خط الهدنة خارج أراضي طابا والجزء المطل عليها.
وعقب توقيع معاهدة السلام "كامب ديفيد" والتي شملت خروج إسرائيل من كل سيناء، حتى 25 أبريل لعام 1982 وهو عيد تحرير سيناء؛ خرجت إسرائيل بالفعل وأنهت احتلالها لسيناء فيما عدا "طابا" حاولت إسرائيل أن تظفر بها في أخر لحظة كما هي عادتها .
وأعلنت إسرائيل ضم منطقة طابا إليها بادعاء أنها داخلة في نطاق فلسطين تحت الانتداب، ومع اقتراب موعد الانسحاب بدأت إسرائيل منذ بداية عام 1982 في المساومة على إتمام الانسحاب الذي تم الاتفاق عليه مقابل تنازل مصر عن طابا.
وأعلن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وقتها أن مصر لن تفرط في سنتيمتر واحد من الأرض المصرية ولو خاضت من أجله أعتي المعارك، ورفض أي حلول وسط قائلا: "إن طابا أصبحت عاصمة مصر الأولى والأرض المقدسة، ولا يمكن لأحد أن يتنازل عن أبنائه مقابل أي شئ" .
مرحلة التحكيم الدولي
واستعدت مصر للجوء إلى التحكيم، بعد إصرار إسرائيل أن يتم حل الخلاف بالتوافق للوصول إلى حل يرضى الطرفين لتحقق أي مكتسبات ممكنة في أرض طابا.
وتشكلت اللجنة القومية العليا للدفاع عن طابا في 13 مايو 1985 من 24 خبيرًا مابين قانونيين وأساتذة تاريخ وجغرافيا ودبلوماسيين ذو ثقل وكذلك عدد من الخبراء العسكريين، ووضع أعضاء اللجنة رصيد خبرتهم وجهدهم من أجل استرداد طابا.
وفي نفس التوقيت قامت إسرائيل بإنشاء فندق هيلتون طابا لترسيخ مبدأ الأمر الواقع ولا يكون أمام مصر إلا قبول استمرار ملكية إسرائيل للفندق أو التسليم بحق الإسرائيليين في الانتقال إلى منطقة طابا دون جوازات سفر كما طلبت بعد ذلك، إلا أن الإصرار المصري أجبر إسرائيل على القبول بمبدأ التحكيم وأعلنت في 13 / 1 / 1986 موافقتها على قبول التحكيم .
وبدأت مصر في خوض أعنف المعارك السياسية والقانونية لإثبات حقها وتأكيد السيادة المصرية على طابا، وتمسكت مصر بأن تحصر مهمة هيئة التحكيم في سؤال واحد محدد، أين الموقع الحقيقي لعلامات الحدود المتنازع عليها وعددها 14 علامة وأهمها العلامة 91؟ وهل قامت إسرائيل بتحريك هذه العلامات للتلاعب في حقائق الأرض أم لا؟ .
وشُكلت هيئة التحكيم من أكبر رجال القانون العالميين وضمت القاضي السويدي جانر لاجروجرين, والفرنسي بيير بيليه, والبروفيسور السويسري ديتريش شندلر.
وقدمت لجنة الدفاع المصرية آلاف الوثائق والأدلة التاريخية والأسانيد القانونية والجغرافية من المندوب السامي البريطاني والخارجية والمخابرات المصرية وتقارير مصلحة الحدود عام 1931، وزارت هيئة الدفاع المواقع على الطبيعة في سيناء .
وقد مثلت الوثائق المصرية 61% من الأدلة المادية وقسمت إلى مجموعات، تناولت الفترة ما قبل عام 1892 واعتراف الباب العالي العثماني بتحديد الفاصل بين الولاية المحروسة وبقية الأملاك العثمانية، مرورا بعام 1922 وقيام دولة مصرية ذات سيادة وإعطاء الحد الفاصل صفة الحدود الدولية، وانتهاء بوجود قوات الطوارئ الدولية على الحدود بعد العدوان الثلاثي عام 1956 حتى يونيو 67 .
الانتصار وعودة الأرض
وفى 29 سبتمبر عام 1988 أصدرت هيئة التحكيم التي عُقدت في جنيف بالإجماع حكمها التاريخي لصالح مصر وقضت أن طابا مصرية، وبعد صدور الحكم اختلقت إسرائيل أزمة جديدة في التنفيذ وأعلنت أن مصر حصلت على حكم لمصلحتها ولكن التنفيذ لن يتم إلا برضا إسرائيل وبناء على شروطها ولكن الدولة المصرية بشعبها وجيشها رفضت كل العروض والمناورات الإسرائيلية.
وبعد النطق بالحكم لصالح مصر ذكر أحد أعضاء الفريق الإسرائيلي بقوله: »إننا كنا نعرف أن طابا مصرية منذ البداية، ولكننا كنا نشك في إرادة المفاوض المصري واستمراره حتى النهاية بهذا الإصرار والعناد«.
وفى 19 مارس عام 1989 استعادت مصر أرض طابا وعادت إلى سيادتها ، ورفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك العلم المصري على أرض طابا، وأُعلن هذا اليوم عيدا قوميا لمحافظة جنوب سيناء ووجهت القوات المسلحة التحية إلى الشعب، وإلى أهالي محافظة جنوب سيناء.
لم تكن طابا مجرد آخر بقعة من التراب الوطني تم استعادتها إلى أحضان مصر من خلال مفاوضات شاقة ومضنية، ولم تكن بقعة مساحتها كيلومترا مربعا واحدا أو أقل من سيناء الواسعة فحسب، ولكنها تعد نموذجا للالتزام الوطني، ورمزا لاحترام السيادة المصرية، وتطبيقا لمبدأ عدم التفريط في ذرة من تراب مصر.
عضو الدفاع الإسرائيلي: كنا نشك في إرادة المفاوض المصري واستمراره حتى النهاية بهذا الإصرار والعناد
الرئيس الأسبق مبارك: لن نفرط في سنتيمتر واحد من أرض مصر
استرداد طابا هي أول قضية يتم فيها تسوية نزاع حدودي بين إسرائيل ودولة عربية
يعتبر يوم 19 مارس 1989 أحد الأيام التاريخية التي لن ينساها أي مصري، حينما رفرف علم مصر على ذلك الجزء الغالي من تراب الوطن وعودة آخر شبر من سيناء إلى مصر بعد الاحتلال الإسرائيلي لأرض الفيروز عقب نكسة 67.
والاحتفال بهذه الذكرى الوطنية الغالية هو تكريم للإرادة المصرية الصلبة والصمود البطولي، ونموذج للأداء المصري المقتدر في الساحة السياسية مثلما كان الأداء الخالد في الساحة العسكرية، الأمر الذي أجبر إسرائيل لأول مرة في تاريخها على الانسحاب من كل شبر على أرض سيناء .
وتعد قضية طابا هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط, حيث تم لأول مرة تسوية نزاع حدودي بين إسرائيل ودولة عربية عن طريق المحاكم الدولية، وعلى الرغم من أن منطقة طابا لا تتجاوز كيلو متر مربع، إلا أنها تمثل أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل، وهو مايعبر عن مدى الصفعة التي تلقتها إسرائيل باسترداد طابا رغم أنفهم .
وتبعد طابا عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كم جنوبًا، وتمثل مثلثًا قاعدته في الشرق على خليج العقبة بطول800 متر, وضلع شمالي بطول ألف متر, وآخر جنوبي بطول1090 مترًا، ويتلاقى الضلعان عند النقطة؛ التي تحمل علامة 91.
أهمية طابا لإسرائيل
وأهمية طابا بالنسبة لإسرائيل لأنها تقع على بعد7 كيلومترات من ميناء "إيلات" الإسرائيلي شرقاً مما يجعلها الباب على سيناء، حيث تعتبر"إيلات" أضيق جبهة إسرائيلية في المنطقة, تطل على العقبة فتمتد 5 أميال محصورة بين ميناء العقبة الأردني ووادي طابا.
ومحاولة إسرائيل الاستيلاء على طابا كانت من أجل توسيع إيلات التي تعتبر المنفذ البحري الوحيد لها على البحر الأحمر, مما يؤهلها للإشراف على طريق البحر الأحمر من سيناء إلى باب المندب، بالإضافة إلى أنها المدخل الأساسي لشرم الشيخ وبالتالي مضيق تيران، وتمثل نقطة تحكم لإسرائيل تقوم من خلالها على الإطلاع على ما يجرى في المنطقة، ووسيلة ضغط مستمرة على مصر تقوم من خلالها بعزل سيناء شمالها عن جنوبها.
كما تقع طابا في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك، لذلك فمن يسيطر على طابا يسيطر على رأس خليج العقبة فيستطيع رصد ما يجرى في كل من خليج السويس وشرم الشيخ ونويبع، ولهذه الأسباب حاول العدو الإسرائيلي تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا.
بداية القضية
احتلت إسرائيل سيناء بالكامل خلال النكسة عام 1967، بعد هدنة مع إسرائيل عقب العدوان الثلاثي عام 1956، وتحدد من خلالها خط الهدنة خارج أراضي طابا والجزء المطل عليها.
وعقب توقيع معاهدة السلام "كامب ديفيد" والتي شملت خروج إسرائيل من كل سيناء، حتى 25 أبريل لعام 1982 وهو عيد تحرير سيناء؛ خرجت إسرائيل بالفعل وأنهت احتلالها لسيناء فيما عدا "طابا" حاولت إسرائيل أن تظفر بها في أخر لحظة كما هي عادتها .
وأعلنت إسرائيل ضم منطقة طابا إليها بادعاء أنها داخلة في نطاق فلسطين تحت الانتداب، ومع اقتراب موعد الانسحاب بدأت إسرائيل منذ بداية عام 1982 في المساومة على إتمام الانسحاب الذي تم الاتفاق عليه مقابل تنازل مصر عن طابا.
وأعلن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وقتها أن مصر لن تفرط في سنتيمتر واحد من الأرض المصرية ولو خاضت من أجله أعتي المعارك، ورفض أي حلول وسط قائلا: "إن طابا أصبحت عاصمة مصر الأولى والأرض المقدسة، ولا يمكن لأحد أن يتنازل عن أبنائه مقابل أي شئ" .
مرحلة التحكيم الدولي
واستعدت مصر للجوء إلى التحكيم، بعد إصرار إسرائيل أن يتم حل الخلاف بالتوافق للوصول إلى حل يرضى الطرفين لتحقق أي مكتسبات ممكنة في أرض طابا.
وتشكلت اللجنة القومية العليا للدفاع عن طابا في 13 مايو 1985 من 24 خبيرًا مابين قانونيين وأساتذة تاريخ وجغرافيا ودبلوماسيين ذو ثقل وكذلك عدد من الخبراء العسكريين، ووضع أعضاء اللجنة رصيد خبرتهم وجهدهم من أجل استرداد طابا.
وفي نفس التوقيت قامت إسرائيل بإنشاء فندق هيلتون طابا لترسيخ مبدأ الأمر الواقع ولا يكون أمام مصر إلا قبول استمرار ملكية إسرائيل للفندق أو التسليم بحق الإسرائيليين في الانتقال إلى منطقة طابا دون جوازات سفر كما طلبت بعد ذلك، إلا أن الإصرار المصري أجبر إسرائيل على القبول بمبدأ التحكيم وأعلنت في 13 / 1 / 1986 موافقتها على قبول التحكيم .
وبدأت مصر في خوض أعنف المعارك السياسية والقانونية لإثبات حقها وتأكيد السيادة المصرية على طابا، وتمسكت مصر بأن تحصر مهمة هيئة التحكيم في سؤال واحد محدد، أين الموقع الحقيقي لعلامات الحدود المتنازع عليها وعددها 14 علامة وأهمها العلامة 91؟ وهل قامت إسرائيل بتحريك هذه العلامات للتلاعب في حقائق الأرض أم لا؟ .
وشُكلت هيئة التحكيم من أكبر رجال القانون العالميين وضمت القاضي السويدي جانر لاجروجرين, والفرنسي بيير بيليه, والبروفيسور السويسري ديتريش شندلر.
وقدمت لجنة الدفاع المصرية آلاف الوثائق والأدلة التاريخية والأسانيد القانونية والجغرافية من المندوب السامي البريطاني والخارجية والمخابرات المصرية وتقارير مصلحة الحدود عام 1931، وزارت هيئة الدفاع المواقع على الطبيعة في سيناء .
وقد مثلت الوثائق المصرية 61% من الأدلة المادية وقسمت إلى مجموعات، تناولت الفترة ما قبل عام 1892 واعتراف الباب العالي العثماني بتحديد الفاصل بين الولاية المحروسة وبقية الأملاك العثمانية، مرورا بعام 1922 وقيام دولة مصرية ذات سيادة وإعطاء الحد الفاصل صفة الحدود الدولية، وانتهاء بوجود قوات الطوارئ الدولية على الحدود بعد العدوان الثلاثي عام 1956 حتى يونيو 67 .
الانتصار وعودة الأرض
وفى 29 سبتمبر عام 1988 أصدرت هيئة التحكيم التي عُقدت في جنيف بالإجماع حكمها التاريخي لصالح مصر وقضت أن طابا مصرية، وبعد صدور الحكم اختلقت إسرائيل أزمة جديدة في التنفيذ وأعلنت أن مصر حصلت على حكم لمصلحتها ولكن التنفيذ لن يتم إلا برضا إسرائيل وبناء على شروطها ولكن الدولة المصرية بشعبها وجيشها رفضت كل العروض والمناورات الإسرائيلية.
وبعد النطق بالحكم لصالح مصر ذكر أحد أعضاء الفريق الإسرائيلي بقوله: »إننا كنا نعرف أن طابا مصرية منذ البداية، ولكننا كنا نشك في إرادة المفاوض المصري واستمراره حتى النهاية بهذا الإصرار والعناد«.
وفى 19 مارس عام 1989 استعادت مصر أرض طابا وعادت إلى سيادتها ، ورفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك العلم المصري على أرض طابا، وأُعلن هذا اليوم عيدا قوميا لمحافظة جنوب سيناء ووجهت القوات المسلحة التحية إلى الشعب، وإلى أهالي محافظة جنوب سيناء.
لم تكن طابا مجرد آخر بقعة من التراب الوطني تم استعادتها إلى أحضان مصر من خلال مفاوضات شاقة ومضنية، ولم تكن بقعة مساحتها كيلومترا مربعا واحدا أو أقل من سيناء الواسعة فحسب، ولكنها تعد نموذجا للالتزام الوطني، ورمزا لاحترام السيادة المصرية، وتطبيقا لمبدأ عدم التفريط في ذرة من تراب مصر.
البوم الصور
فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
/images/images/small/320151818196.jpg
1. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
2. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
3. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
4. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
5. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
6. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
7. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
8. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
9. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
10. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.