تكليفات رئاسية حاسمة للحكومة ورسائل قوية للمصريين    توافد أطباء الأسنان للإدلاء بأصواتهم في انتخابات النقابة الفرعية بالقليوبية    تمريض الإسكندرية تعقد مؤتمرها الطلابي الأول    كيلو البلطي ب64 جنيها.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية بسوق العبور الجمعة    بلومبرج: ثروة إيلون ماسك تتجاوز مارك زوكربيرج ب 23 مليار دولار    طلاب هندسة الجامعة الألمانية بالعاصمة الإدارية يزورون العلمين الجديدة    ملفات ساخنة على طاولة مباحثات بلينكن في الصين.. المنافسة الاقتصادية "الأبرز".. وواشنطن تهدد بكين بورقة تايوان    مشهد مروع لاعتقال الشرطة الأمريكية أستاذة اقتصاد بجامعة إيموري بسبب غزة (فيديو)    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا    فرنسا: قوة التدخل السريع الأوروبية سترى النور العام المقبل    اليونان:لا يمكننا إرسال منظومات إس-300 إس أو باتريوت إلى أوكرانيا    اليوم، مد فترة تشغيل المترو ساعة لتشجيع النادي الأهلي    تحرير 1410 مخالفات ملصق إلكتروني ورفع 43 سيارة ودراجة نارية متروكة    حبس 3 أشخاص كونوا تشكيلا عصابيا تخصص في تجارة المخدرات    بدلا من بيعه، الشركة الصينية المالكة ل تيك توك ترضخ للضغوط الأمريكية    مايا مرسي تشيد بالمسلسل الإذاعي "يوميات صفصف" لصفاء أبو السعود    فحوصات يجب إجراؤها عقب ولادة الطفل حفاظا على صحته    ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن.. 7 أهداف ضمن الحوار الوطني    رمضان صبحي: الأهلي والزمالك الأقرب دائما للفوز بلقب الدوري    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. الأهلي ضد مازيمبي    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للاسكواش    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    خبير: أمطار غزيرة على منابع النيل فى المنطقة الإستوائية    خزنوا الميه.. إعلان ب قطع المياه ل12 ساعة عن هذه المناطق    حصول 4 معاهد أزهرية على الاعتماد والجودة رسمياً بالإسكندرية    بدون إصابات.. إنهيار أجزاء من عقار بحي الخليفة    حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس    القناة الأولى تبرز انطلاق مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته العاشرة    فضل قراءة سورة الكهف ووقت تلاوتها وسر «اللاءات العشر»    تؤجج باستمرار التوترات الإقليمية.. هجوم قاس من الصين على الولايات المتحدة    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان في الولايات المتحدة    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    استقرار أسعار الدولار اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    واعظ بالأزهر: الإسلام دعا إلى صلة الأرحام والتواصل مع الآخرين بالحسنى    أماكن الاحتفال بعيد شم النسيم 2024    اعرف الآن".. التوقيت الصيفي وعدد ساعات اليوم    «إكسترا نيوز» ترصد جهود جهاز تنمية المشروعات بمناسبة احتفالات عيد تحرير سيناء    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    التوقيت الصيفي في مصر.. اعرف مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    الزمالك يزف بشرى سارة لجمهوره بشأن المبارة القادمة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    «جريمة عابرة للحدود».. نص تحقيقات النيابة مع المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملحمة استرداد طابا.. إسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
في ذكرى استرداد أرض طابا:

عضو الدفاع الإسرائيلي: كنا نشك في إرادة المفاوض المصري واستمراره حتى النهاية بهذا الإصرار والعناد
الرئيس الأسبق مبارك: لن نفرط في سنتيمتر واحد من أرض مصر
استرداد طابا هي أول قضية يتم فيها تسوية نزاع حدودي بين إسرائيل ودولة عربية
يعتبر يوم 19 مارس 1989 أحد الأيام التاريخية التي لن ينساها أي مصري، حينما رفرف علم مصر على ذلك الجزء الغالي من تراب الوطن وعودة آخر شبر من سيناء إلى مصر بعد الاحتلال الإسرائيلي لأرض الفيروز عقب نكسة 67.
والاحتفال بهذه الذكرى الوطنية الغالية هو تكريم للإرادة المصرية الصلبة والصمود البطولي، ونموذج للأداء المصري المقتدر في الساحة السياسية مثلما كان الأداء الخالد في الساحة العسكرية، الأمر الذي أجبر إسرائيل لأول مرة في تاريخها على الانسحاب من كل شبر على أرض سيناء .
وتعد قضية طابا هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط, حيث تم لأول مرة تسوية نزاع حدودي بين إسرائيل ودولة عربية عن طريق المحاكم الدولية، وعلى الرغم من أن منطقة طابا لا تتجاوز كيلو متر مربع، إلا أنها تمثل أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل، وهو مايعبر عن مدى الصفعة التي تلقتها إسرائيل باسترداد طابا رغم أنفهم .
وتبعد طابا عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كم جنوبًا، وتمثل مثلثًا قاعدته في الشرق على خليج العقبة بطول800 متر, وضلع شمالي بطول ألف متر, وآخر جنوبي بطول1090 مترًا، ويتلاقى الضلعان عند النقطة؛ التي تحمل علامة 91.
أهمية طابا لإسرائيل
وأهمية طابا بالنسبة لإسرائيل لأنها تقع على بعد7 كيلومترات من ميناء "إيلات" الإسرائيلي شرقاً مما يجعلها الباب على سيناء، حيث تعتبر"إيلات" أضيق جبهة إسرائيلية في المنطقة, تطل على العقبة فتمتد 5 أميال محصورة بين ميناء العقبة الأردني ووادي طابا.
ومحاولة إسرائيل الاستيلاء على طابا كانت من أجل توسيع إيلات التي تعتبر المنفذ البحري الوحيد لها على البحر الأحمر, مما يؤهلها للإشراف على طريق البحر الأحمر من سيناء إلى باب المندب، بالإضافة إلى أنها المدخل الأساسي لشرم الشيخ وبالتالي مضيق تيران، وتمثل نقطة تحكم لإسرائيل تقوم من خلالها على الإطلاع على ما يجرى في المنطقة، ووسيلة ضغط مستمرة على مصر تقوم من خلالها بعزل سيناء شمالها عن جنوبها.
كما تقع طابا في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك، لذلك فمن يسيطر على طابا يسيطر على رأس خليج العقبة فيستطيع رصد ما يجرى في كل من خليج السويس وشرم الشيخ ونويبع، ولهذه الأسباب حاول العدو الإسرائيلي تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا.
بداية القضية
احتلت إسرائيل سيناء بالكامل خلال النكسة عام 1967، بعد هدنة مع إسرائيل عقب العدوان الثلاثي عام 1956، وتحدد من خلالها خط الهدنة خارج أراضي طابا والجزء المطل عليها.
وعقب توقيع معاهدة السلام "كامب ديفيد" والتي شملت خروج إسرائيل من كل سيناء، حتى 25 أبريل لعام 1982 وهو عيد تحرير سيناء؛ خرجت إسرائيل بالفعل وأنهت احتلالها لسيناء فيما عدا "طابا" حاولت إسرائيل أن تظفر بها في أخر لحظة كما هي عادتها .
وأعلنت إسرائيل ضم منطقة طابا إليها بادعاء أنها داخلة في نطاق فلسطين تحت الانتداب، ومع اقتراب موعد الانسحاب بدأت إسرائيل منذ بداية عام 1982 في المساومة على إتمام الانسحاب الذي تم الاتفاق عليه مقابل تنازل مصر عن طابا.
وأعلن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وقتها أن مصر لن تفرط في سنتيمتر واحد من الأرض المصرية ولو خاضت من أجله أعتي المعارك، ورفض أي حلول وسط قائلا: "إن طابا أصبحت عاصمة مصر الأولى والأرض المقدسة، ولا يمكن لأحد أن يتنازل عن أبنائه مقابل أي شئ" .
مرحلة التحكيم الدولي
واستعدت مصر للجوء إلى التحكيم، بعد إصرار إسرائيل أن يتم حل الخلاف بالتوافق للوصول إلى حل يرضى الطرفين لتحقق أي مكتسبات ممكنة في أرض طابا.
وتشكلت اللجنة القومية العليا للدفاع عن طابا في 13 مايو 1985 من 24 خبيرًا مابين قانونيين وأساتذة تاريخ وجغرافيا ودبلوماسيين ذو ثقل وكذلك عدد من الخبراء العسكريين، ووضع أعضاء اللجنة رصيد خبرتهم وجهدهم من أجل استرداد طابا.
وفي نفس التوقيت قامت إسرائيل بإنشاء فندق هيلتون طابا لترسيخ مبدأ الأمر الواقع ولا يكون أمام مصر إلا قبول استمرار ملكية إسرائيل للفندق أو التسليم بحق الإسرائيليين في الانتقال إلى منطقة طابا دون جوازات سفر كما طلبت بعد ذلك، إلا أن الإصرار المصري أجبر إسرائيل على القبول بمبدأ التحكيم وأعلنت في 13 / 1 / 1986 موافقتها على قبول التحكيم .
وبدأت مصر في خوض أعنف المعارك السياسية والقانونية لإثبات حقها وتأكيد السيادة المصرية على طابا، وتمسكت مصر بأن تحصر مهمة هيئة التحكيم في سؤال واحد محدد، أين الموقع الحقيقي لعلامات الحدود المتنازع عليها وعددها 14 علامة وأهمها العلامة 91؟ وهل قامت إسرائيل بتحريك هذه العلامات للتلاعب في حقائق الأرض أم لا؟ .
وشُكلت هيئة التحكيم من أكبر رجال القانون العالميين وضمت القاضي السويدي جانر لاجروجرين, والفرنسي بيير بيليه, والبروفيسور السويسري ديتريش شندلر.
وقدمت لجنة الدفاع المصرية آلاف الوثائق والأدلة التاريخية والأسانيد القانونية والجغرافية من المندوب السامي البريطاني والخارجية والمخابرات المصرية وتقارير مصلحة الحدود عام 1931، وزارت هيئة الدفاع المواقع على الطبيعة في سيناء .
وقد مثلت الوثائق المصرية 61% من الأدلة المادية وقسمت إلى مجموعات، تناولت الفترة ما قبل عام 1892 واعتراف الباب العالي العثماني بتحديد الفاصل بين الولاية المحروسة وبقية الأملاك العثمانية، مرورا بعام 1922 وقيام دولة مصرية ذات سيادة وإعطاء الحد الفاصل صفة الحدود الدولية، وانتهاء بوجود قوات الطوارئ الدولية على الحدود بعد العدوان الثلاثي عام 1956 حتى يونيو 67 .
الانتصار وعودة الأرض
وفى 29 سبتمبر عام 1988 أصدرت هيئة التحكيم التي عُقدت في جنيف بالإجماع حكمها التاريخي لصالح مصر وقضت أن طابا مصرية، وبعد صدور الحكم اختلقت إسرائيل أزمة جديدة في التنفيذ وأعلنت أن مصر حصلت على حكم لمصلحتها ولكن التنفيذ لن يتم إلا برضا إسرائيل وبناء على شروطها ولكن الدولة المصرية بشعبها وجيشها رفضت كل العروض والمناورات الإسرائيلية.
وبعد النطق بالحكم لصالح مصر ذكر أحد أعضاء الفريق الإسرائيلي بقوله: »إننا كنا نعرف أن طابا مصرية منذ البداية، ولكننا كنا نشك في إرادة المفاوض المصري واستمراره حتى النهاية بهذا الإصرار والعناد«.
وفى 19 مارس عام 1989 استعادت مصر أرض طابا وعادت إلى سيادتها ، ورفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك العلم المصري على أرض طابا، وأُعلن هذا اليوم عيدا قوميا لمحافظة جنوب سيناء ووجهت القوات المسلحة التحية إلى الشعب، وإلى أهالي محافظة جنوب سيناء.
لم تكن طابا مجرد آخر بقعة من التراب الوطني تم استعادتها إلى أحضان مصر من خلال مفاوضات شاقة ومضنية، ولم تكن بقعة مساحتها كيلومترا مربعا واحدا أو أقل من سيناء الواسعة فحسب، ولكنها تعد نموذجا للالتزام الوطني، ورمزا لاحترام السيادة المصرية، وتطبيقا لمبدأ عدم التفريط في ذرة من تراب مصر.
عضو الدفاع الإسرائيلي: كنا نشك في إرادة المفاوض المصري واستمراره حتى النهاية بهذا الإصرار والعناد
الرئيس الأسبق مبارك: لن نفرط في سنتيمتر واحد من أرض مصر
استرداد طابا هي أول قضية يتم فيها تسوية نزاع حدودي بين إسرائيل ودولة عربية
يعتبر يوم 19 مارس 1989 أحد الأيام التاريخية التي لن ينساها أي مصري، حينما رفرف علم مصر على ذلك الجزء الغالي من تراب الوطن وعودة آخر شبر من سيناء إلى مصر بعد الاحتلال الإسرائيلي لأرض الفيروز عقب نكسة 67.
والاحتفال بهذه الذكرى الوطنية الغالية هو تكريم للإرادة المصرية الصلبة والصمود البطولي، ونموذج للأداء المصري المقتدر في الساحة السياسية مثلما كان الأداء الخالد في الساحة العسكرية، الأمر الذي أجبر إسرائيل لأول مرة في تاريخها على الانسحاب من كل شبر على أرض سيناء .
وتعد قضية طابا هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط, حيث تم لأول مرة تسوية نزاع حدودي بين إسرائيل ودولة عربية عن طريق المحاكم الدولية، وعلى الرغم من أن منطقة طابا لا تتجاوز كيلو متر مربع، إلا أنها تمثل أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل، وهو مايعبر عن مدى الصفعة التي تلقتها إسرائيل باسترداد طابا رغم أنفهم .
وتبعد طابا عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كم جنوبًا، وتمثل مثلثًا قاعدته في الشرق على خليج العقبة بطول800 متر, وضلع شمالي بطول ألف متر, وآخر جنوبي بطول1090 مترًا، ويتلاقى الضلعان عند النقطة؛ التي تحمل علامة 91.
أهمية طابا لإسرائيل
وأهمية طابا بالنسبة لإسرائيل لأنها تقع على بعد7 كيلومترات من ميناء "إيلات" الإسرائيلي شرقاً مما يجعلها الباب على سيناء، حيث تعتبر"إيلات" أضيق جبهة إسرائيلية في المنطقة, تطل على العقبة فتمتد 5 أميال محصورة بين ميناء العقبة الأردني ووادي طابا.
ومحاولة إسرائيل الاستيلاء على طابا كانت من أجل توسيع إيلات التي تعتبر المنفذ البحري الوحيد لها على البحر الأحمر, مما يؤهلها للإشراف على طريق البحر الأحمر من سيناء إلى باب المندب، بالإضافة إلى أنها المدخل الأساسي لشرم الشيخ وبالتالي مضيق تيران، وتمثل نقطة تحكم لإسرائيل تقوم من خلالها على الإطلاع على ما يجرى في المنطقة، ووسيلة ضغط مستمرة على مصر تقوم من خلالها بعزل سيناء شمالها عن جنوبها.
كما تقع طابا في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك، لذلك فمن يسيطر على طابا يسيطر على رأس خليج العقبة فيستطيع رصد ما يجرى في كل من خليج السويس وشرم الشيخ ونويبع، ولهذه الأسباب حاول العدو الإسرائيلي تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا.
بداية القضية
احتلت إسرائيل سيناء بالكامل خلال النكسة عام 1967، بعد هدنة مع إسرائيل عقب العدوان الثلاثي عام 1956، وتحدد من خلالها خط الهدنة خارج أراضي طابا والجزء المطل عليها.
وعقب توقيع معاهدة السلام "كامب ديفيد" والتي شملت خروج إسرائيل من كل سيناء، حتى 25 أبريل لعام 1982 وهو عيد تحرير سيناء؛ خرجت إسرائيل بالفعل وأنهت احتلالها لسيناء فيما عدا "طابا" حاولت إسرائيل أن تظفر بها في أخر لحظة كما هي عادتها .
وأعلنت إسرائيل ضم منطقة طابا إليها بادعاء أنها داخلة في نطاق فلسطين تحت الانتداب، ومع اقتراب موعد الانسحاب بدأت إسرائيل منذ بداية عام 1982 في المساومة على إتمام الانسحاب الذي تم الاتفاق عليه مقابل تنازل مصر عن طابا.
وأعلن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وقتها أن مصر لن تفرط في سنتيمتر واحد من الأرض المصرية ولو خاضت من أجله أعتي المعارك، ورفض أي حلول وسط قائلا: "إن طابا أصبحت عاصمة مصر الأولى والأرض المقدسة، ولا يمكن لأحد أن يتنازل عن أبنائه مقابل أي شئ" .
مرحلة التحكيم الدولي
واستعدت مصر للجوء إلى التحكيم، بعد إصرار إسرائيل أن يتم حل الخلاف بالتوافق للوصول إلى حل يرضى الطرفين لتحقق أي مكتسبات ممكنة في أرض طابا.
وتشكلت اللجنة القومية العليا للدفاع عن طابا في 13 مايو 1985 من 24 خبيرًا مابين قانونيين وأساتذة تاريخ وجغرافيا ودبلوماسيين ذو ثقل وكذلك عدد من الخبراء العسكريين، ووضع أعضاء اللجنة رصيد خبرتهم وجهدهم من أجل استرداد طابا.
وفي نفس التوقيت قامت إسرائيل بإنشاء فندق هيلتون طابا لترسيخ مبدأ الأمر الواقع ولا يكون أمام مصر إلا قبول استمرار ملكية إسرائيل للفندق أو التسليم بحق الإسرائيليين في الانتقال إلى منطقة طابا دون جوازات سفر كما طلبت بعد ذلك، إلا أن الإصرار المصري أجبر إسرائيل على القبول بمبدأ التحكيم وأعلنت في 13 / 1 / 1986 موافقتها على قبول التحكيم .
وبدأت مصر في خوض أعنف المعارك السياسية والقانونية لإثبات حقها وتأكيد السيادة المصرية على طابا، وتمسكت مصر بأن تحصر مهمة هيئة التحكيم في سؤال واحد محدد، أين الموقع الحقيقي لعلامات الحدود المتنازع عليها وعددها 14 علامة وأهمها العلامة 91؟ وهل قامت إسرائيل بتحريك هذه العلامات للتلاعب في حقائق الأرض أم لا؟ .
وشُكلت هيئة التحكيم من أكبر رجال القانون العالميين وضمت القاضي السويدي جانر لاجروجرين, والفرنسي بيير بيليه, والبروفيسور السويسري ديتريش شندلر.
وقدمت لجنة الدفاع المصرية آلاف الوثائق والأدلة التاريخية والأسانيد القانونية والجغرافية من المندوب السامي البريطاني والخارجية والمخابرات المصرية وتقارير مصلحة الحدود عام 1931، وزارت هيئة الدفاع المواقع على الطبيعة في سيناء .
وقد مثلت الوثائق المصرية 61% من الأدلة المادية وقسمت إلى مجموعات، تناولت الفترة ما قبل عام 1892 واعتراف الباب العالي العثماني بتحديد الفاصل بين الولاية المحروسة وبقية الأملاك العثمانية، مرورا بعام 1922 وقيام دولة مصرية ذات سيادة وإعطاء الحد الفاصل صفة الحدود الدولية، وانتهاء بوجود قوات الطوارئ الدولية على الحدود بعد العدوان الثلاثي عام 1956 حتى يونيو 67 .
الانتصار وعودة الأرض
وفى 29 سبتمبر عام 1988 أصدرت هيئة التحكيم التي عُقدت في جنيف بالإجماع حكمها التاريخي لصالح مصر وقضت أن طابا مصرية، وبعد صدور الحكم اختلقت إسرائيل أزمة جديدة في التنفيذ وأعلنت أن مصر حصلت على حكم لمصلحتها ولكن التنفيذ لن يتم إلا برضا إسرائيل وبناء على شروطها ولكن الدولة المصرية بشعبها وجيشها رفضت كل العروض والمناورات الإسرائيلية.
وبعد النطق بالحكم لصالح مصر ذكر أحد أعضاء الفريق الإسرائيلي بقوله: »إننا كنا نعرف أن طابا مصرية منذ البداية، ولكننا كنا نشك في إرادة المفاوض المصري واستمراره حتى النهاية بهذا الإصرار والعناد«.
وفى 19 مارس عام 1989 استعادت مصر أرض طابا وعادت إلى سيادتها ، ورفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك العلم المصري على أرض طابا، وأُعلن هذا اليوم عيدا قوميا لمحافظة جنوب سيناء ووجهت القوات المسلحة التحية إلى الشعب، وإلى أهالي محافظة جنوب سيناء.
لم تكن طابا مجرد آخر بقعة من التراب الوطني تم استعادتها إلى أحضان مصر من خلال مفاوضات شاقة ومضنية، ولم تكن بقعة مساحتها كيلومترا مربعا واحدا أو أقل من سيناء الواسعة فحسب، ولكنها تعد نموذجا للالتزام الوطني، ورمزا لاحترام السيادة المصرية، وتطبيقا لمبدأ عدم التفريط في ذرة من تراب مصر.
البوم الصور
فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
/images/images/small/320151818196.jpg
1. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
2. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
3. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
4. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
5. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
6. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
7. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
8. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
9. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر
10. فى ذكرى عودة طابا اسرائيل تراوغ ومصر تنتصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.