يعد الحمام الجبلي من الطيور التي تمتاز بها قرى محافظة قنا، حيث تعلو أسطح المنازل أبراج الحمام الجبلي، الذي يمتاز بعلاجها المسحورين، كما أنها رمز لعودة الغائب، حتى ضرب الكثير من أهالي الصعيد الأمثال بالحمام الجبلي، كالغائب عن أوطانه، قائلين: «حيلف ويرجع تاني زي الحمام الجبلي».. «العاشق الحقيقي يلف ويرجع زي الحمام الجبلي». وأجرت «فيتو» جولة وسط أبراج الحمام الجبلي، بقرى قنا؛ لسرد حكايات الأهالي عن فك السحر، ومنح الهدايا والهبة للأصدقاء والعاشقين للحمام الجبلي. رمز العشاق قال أحمد المراشدي محمود «طالب»، الحمام الجبلي يعد من الأنواع التي يصعب اصطيادها، ويتم بيعه، وجميع أهالي القري يحبون تربيته، وعند قيام السرب بالطيران يشعر الجميع بالطمأنينة والسكينة والسلام. وأضاف: إن الكثير من الأهالي الذين يقومون بتربيته يرفضون ذبحه إلا للضرورة القصوى، والجميع يتفنن في بناء البرج بأشكال مختلفة، كنوع من العشق لأشكال الحمام، وهم يقفون بشكل انسيابي على رفوف البرج، وأمام أسطح المنازل. وأضافت نورة محمد سعد "مهندس": إن أشكال أبراج الحمام الجبلي تشبه الأشكال الهندسية، والكثير يعشق تربيته، ودائما يشبهه الأهالي بالمسافر أو الغائب، الذي يلف العالم بأثره، ولكن يعشق الحنين إلى مكانه الأول. ووصف محمود فتحي الحمام الجبلي بالعاشق الذي لا يستطيع مرافقة محبوبته، حتى إذا توفيت يلحق بها مباشرة، وهذا كنوع من الوفاء والحب بين العاشقين، الذي لا يفرقهم سوى الموت. فك السحر والخضة وأشارت منصورة محمد علي «ربة منزل»، أن الحمام الجبلي يستخدم في فك السحر والخضة، حيث ينصح الكثير من الآباء والأجداد، أنه حال وجود شخص مصاب بالسحر أو الخضة أو غيرها، يتم ذبح الحمام، ويلقى به على وجه الشخص، ويتلطخ وجهه بالدماء. وأكدت سناء الصغير «مسنة»، أن هذه الوصفات موجودة منذ مئات السنين، وموصوفة، والكثير من أهالي الصعيد يعرفون هذا الأمر، ولذا فالكثير يعشقون تربية الحمام الجبلي، كما أنه يتم منحه كهبة خاصة في الزواج، مشيرة إلى أن الأسر تهدي الحمام كنوع من الحب والحميمية بينهم، خاصة أنه من أنواع الطيور المرتفعة الثمن، والمفيدة لهم.