في الوقت الذي تبذل فيه الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، بالتنسيق مع مديريات الأمن في مختلف المحافظات، وقطاع الأمن العام، جهودا كبيرة لاقتحام البؤر الإجرامية شديدة الخطورة، ونجاحها في إحكام السيطرة الأمنية على بعضها، يظل بعض تلك البؤر ملاذا آمنا للخارجين على القانون وعتاة الإجرام سواء من تجار المخدرات والسلاح، أو عصابات السرقة بالإكراه وسرقة المنازل والسيارات والاختطاف والهاربين من السجون، كما تحول بعضها إلى مخازن للسلاح المهرب وأماكن لتصنيع العبوات الناسفة والقنابل اليدوية وأسلحة الخرطوش. محقق "فيتو" في التقرير التالى يرصد بالأسماء أبرز البؤر الإجرامية الخطرة في عدد من محافظات مصر، وكذلك الأسماء الحركية للمجرمين المختبئين بها، والتي لا تزال في حاجة إلى المزيد من الحملات الأمنية المكثفة لتطهيرها والقضاء على من فيها من أباطرة الإجرام. البداية كانت من محافظة الدقهلية وتحديدا بحيرة المنزلة، والتي تحولت من مصدر للثروة السمكية، إلى واحدة من أخطر البؤر الإجرامية في الوجه البحرى. وعن هذا الموضوع قال أحد الصيادين العاملين في البحيرة: "بعد ثورة 25 يناير، فر عدد كبير من البلطجية ومعتادى الإجرام من مختلف السجون، واتخذ بعضهم من بحيرة المنزلة وكرًا للاختباء من ملاحقة رجال الشرطة، واستطاعوا الاختباء داخل "عشش" وسط "البوص".. ومع الوقت كونوا ما يشبه إمبراطورية البلطجة والإجرام، وبدءوا في سرقة مراكب الصيد أو "المواتير" الخاصة بها، تحت تهديد السلاح، فضلا عن الخروج من البحيرة لارتكاب جرائم مختلفة مثل السرقة أو الخطف، والعودة مرة أخرى إلى أوكارهم لإخفاء المسروقات". وأضاف الصياد: "أصبحنا نخشى الخروج في رحلات صيد داخل البحيرة، خوفا من بطش البلطجية والمجرمين، الذين يعترضون طريق الصيادين على طريقة "قراصنة الصومال"، ويهددونهم بالأسلحة النارية، ويستولون على مراكبهم بالقوة أو يفرضون عليهم إتاوات مالية أو نصف الأسماك التي يصطادونها، وفى بعض الأحيان يحتجزونهم ويطلبون فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل انتشرت تجارة المخدرات في البحيرة، وكثرت بها العصابات المنظمة، التي تعمل لصالح الأباطرة من رجال الأعمال الذين اعتدوا على البحيرة وردموا مساحات كبيرة منها وحولوها إلى مبان سكنية". من جهته أكد مصدر خاص أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، كثفت حملاتها على بحيرة المنزلة، وتمكنت بالفعل من ضبط عشرات البلطجية، وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، غير أن البلطجية وأرباب السوابق، سرعان ما يعودون مرة أخرى لممارسة أفعالهم غير المشروعة بالبحيرة، والحل في القضاء عليهم هو وجود قوات تابعة للشرطة بصفة مستمرة فيها.