أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء، أن المنتجات التراثية بمصر متنوعة وتمثل الهوية الثقافية لكل منطقة لها ملامح ثقافية، خاصة ومنها منتجات سيناء والنوبة وقرى الفيوم والوادى الجديد كما تعبر هذه المنتجات عن تاريخ مصر في كل عصوره. وأشار "ريحان" أن هذه الصناعات متفرقة ولا يوجد رابط أو منظومة واحدة تحقق أكبر استفادة من هذه المنتجات وتسويقها محليًا ودوليًا ويطالب بهيئة مستقلة للمنتجات التراثية تابعة لمجلس الوزراء يطلق عليها " هيئة الصناعات والمنتجات التراثية المصرية ". وأضاف أن مهام هذه الهيئة يتضمن علاج مشكلات النماذج الأثرية التي تباع بخان الخليلى وهى نماذج فنية من أشكال الحضارة المصرية القديمة والمسيحية والإسلامية وكانت سابقًا تحمل سمات الحضارة المصرية وتحولت لمنتج بلا طعم ولا روح ينتج بالصين ويباع بسعر أرخص. كما أن هذه الصناعة تعانى من عدة مشكلات في الحصول على خامات الإنتاج التي تستورد بالدولار من السعودية وإيطاليا وتايوان وليس لهذه المنتجات حقوق للملكية الفكرية فالحقوق فقط للنماذج الأثرية الذي ينتجها المجلس الأعلى للآثار طبقًا للمادة 39 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010 ولا يوجد رقابة كافية للمنافذ المصرية لمنع تهريب المنتجات الصينية إلى مصر ولعدم وجود دعم للخامات التي يستوردها المصريون بأسعار مرتفعة علاوة على عدم مراقبة الخامات المستوردة نفسها للتأكد من مدى جودتها، مما يسيء للمنتج المصرى وعدم وجود خطط لحماية هذه الصناعة من الاندثار. وأيضا عدم إنشاء ورش جديدة لهذه الصناعة لتدريب شباب الخريجين بها وتأهيلهم لهذا العمل ودعمهم ماديًا. وأوضح ريحان، أن من مهام هذه الهيئة إنشاء ورعاية منتجات جديدة مرتبطة بالتراث المسيحي في مصر ويمكن تسويقها في محطات رحلة العائلة المقدسة والأديرة والكنائس الأثرية بمصر ومنها أوانى المقدّسين المسيحيين أو قنانى القديس مينا الفخارية التي كانت تحمل أثناء رحلة التقديس الشهيرة منذ القرن الرابع الميلادى من أوروبا وعبر دير أبو مينا (مارمينا) بمريوط غرب الإسكندرية ودير سانت كاترين بسيناء إلى القدس. وكانت تلك الأوانى تصنع من الفخار في مصانع بالمنطقة وعليها صورة القديس بارزة وتملئ من بئر بالمنطقة وهناك اعتقاد قديمًا بأن مياهها كانت تشفى من أمراض العيون ويوجد بالمتحف القبطى بمصر والمتحف البريطانى والمتاحف الأوروبية مجموعات عديدة من هذه الأواني التي كان يحملها المقدّسون المسيحيون ممتلئة بالماء عند زيارة القديس مينا. وأشار ريحان، إلى مهام أخرى لهذه الهيئة وهى رعاية الحرف التراثية المختلفة في مصر ومنها الخيامية وهى صناعة تراثية هامة يمارسها وينتجها خمسون محلًا بشارع المعز تعانى من نقص التسويق وتوقف الإنتاج والصناعة ومهددة بالاندثار وأثّر عليها تطوير شارع المعز من جانب واحد وعدم استكمال الجانب المتواجد به الخيامية مما أدى لإقبال السياح على الصناعات بالجانب الآخر. كما أن هناك منتجات متميزة في مصر مثل "منتجات القرية النوبية ومنتجات قرية الحرانية ومنتجات الفيوم والوادى الجديد" وتعانى كل هذه المنتجات من الكساد وعدم تبنى خطة تسويقية لتصدير منتجاتهم ومشاركتهم في معارض دولية لعرض منتجاتهم وتتم معارض محلية من وقت لآخر تحت إشراف وزارة الثقافة والجمعيات الأهلية. وتابع ريحان، ولكن لا يوجد خطة شاملة للاستفادة من كل مفردات المنتجات التراثية في مصر وتحقيق التواصل والتنسيق بينها ولن يتم ذلك إلا في وجود هيئة تضع خطة موحدة لتنمية الصناعات التراثية ومعالجة مشكلاتها وتعليم أجيال جديدة وعمل معارض داخلية وخارجية لمنتجاتهم وتسويقها بشكل يحقق أكبر عائد من هذه الصناعات المتفردة والمتميزة في مصر.