خلال الشهور الأخيرة أصبحت الحمير أحد أهم الموضوعات التي تشغل عقل الشارع المصري، فالكائن الوديع المعتاد على تقبل تحامل البشر عليه تحول إلى ما يشبه "عفريت" في قصة خيال علمى، فالمواطن يخشى على نفسه من أكل أي جزء من جسد الحمار دون أن يدرى، وفى نفس الوقت يبحث آخرون عن فتح باب رزق من الحمير عبر تصدير جلودها إلى الصين. لكن رغم ذلك يبقى للأسود والمفترسات النصيب الأكبر من لحوم الحمير، بل إن ظاهرة ذبح الحمير وجدت لإطعامهم، فتتخصص حديقة حيوان الجيزة في عملية الذبح لكل الحدائق العامة في القاهرة الكبرى والسيرك يحظر عليها الذبح خارج الحديقة التي يوجد بها نقطة ذبح مزودة بمحرقة كبيرة للتخلص من المخلفات الناتجة عن الذبح. ووفقا لإحصائيات حديقة الحيوان فإن الاستهلاك الفعلى من لحوم الحمير يوميًا يصل إلى 59 كيلو جرامًا من لحوم الحمير، فيتناول الأسد الواحد 7 كيلو جرامات في اليوم لمدة 5 أيام، ويوما واحدا يتناول فيه لحوم الأبقار، إلى جانب يوم كصيام لمنع تكاثر الديدان في البطن. وتذبح حديقة الحيوان يوميًا 7 حمير لتغطية احتياجاتها من اللحوم اللازمة لتغذية المفترسات، ويصل سعر الحمار الواحد إلى نحو 400 جنيه وهو سعر منخفض وفقا لمصادر بوزارة الزراعة بسبب شراء الحمير الهزيلة أو المتقدمة في السن، وعلى وشك الموت، فيكون ثمن شرائها منخفضًا وهى أيضًا نفس النوعيات التي يقبل على شرائها "مافيا جلود الحمير"، حيث يزداد المكسب كلما انخفض سعر الحمار ويشكل نسبة بسيطة من سعر جلده. وأكدت المصادر أن حديقة الحيوان بالجيزة يقام بها مزاد كل فترة لبيع جلود الحمير التي تذبح بها أو في الحدائق الأخرى لتباع للمصدرين ويتجاوز سعر الجلد الواحد 2200 جنيه ومرشح للزيادة كل فترة بسبب زيادة الإقبال من الصين، لافتًا إلى أن الأرباح تحول لصالح وزارة الزراعة وأن الفترة المقبلة قد تشهد ارتفاعات أخرى في أسعار الحمير لتصل إلى 600 جنيه للحمار الواحد، وهو ما سيشكل أزمة للحديقة في تدبير تلك النفقات الإضافية لإطعام الأسود. وتابع المصدر: "من فترة لأخرى تتواصل جهات تحقيق مختلفة مع الحديقة؛ للوقوف على حقيقة شحنات جلود حمير تهرب إلى الخارج من المنافذ البحرية المختلفة ويضبطها الأمن والجمارك ومنها ضبطيات تتعدى ال 2000 قطعة جلد حمار يبلغ سعر الواحدة منها للتصدير 800 دولار، أي قرابة 15 ألف جنيه للقطعة الواحدة، وهى مكاسب طائلة وبزنس كبير بدأ ينمو في مصر بشكل غير مشروع".