انتشرت في الآونة الأخيرة شكاوى بنات حواء من تنصل الرجال من المسئولية، وخاصة الشباب الصغير، مما جعل الكثير من الأمهات تخشى من أن يصبح أبناؤهن كذلك، ودفع الكثيرات أيضا إلى استخدام الشدة في التربية، أملا في أن يكون ذلك هو الحل في تربية رجل قوي الشخصية مسئول. وتقول الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية ومستشار العلاقات الأسرية، إن تنشئة طفل، ليصبح رجلا مسئولا قوي الشخصية، تتطلب الكثير من الطرق التربوية، والتي ليس من بينها استخدام الشدة أو العنف، والتي تستعرضها في السطور التالية:. أولى خطوات تربية الصبي هي كسب ثقته، وجعله يتكلم ويشكو ما بداخله. فإذا أتى يوما غاضبا من المدرسة، فعليكِ عدم إرغامه على الكلام، لكن بهدوء حاولي فتح باب الحوار بشكل غير مباشر، كقولكِ إنه أحيانا تكون المدرسة مملة، أو المدرسون يثقلون علينا بالأوامر، وغيرها من مفاتيح الكلام التي تجعله يتحدث، وأن تخبريه أنك تحبينه، وتتمني أن تساعديه، فكل هذه الجمل تجعله يتحدث دون خوف. من أكثر الصفات التي تميز الرجال وتجعلهم نعم العون هي التعاطف والإحساس بالآخرين، فهذه الصفة تجعل منه أبا صديقا وزوجا وأبا جيدا، ويمكنكِ ذلك من خلال لعبة التخيل، فلتجعليه يتخيل أنه مكان الآخرين في مواقف معينة، وليقل لكِ بماذا سيشعر، وكيف يتصرف، فمع الوقت سيتعاطف مع الآخرين، وسيشاركهم مشاعرهم، كذلك القراءة تنمي عنده هذه الملكة. من الضروري أن تعززي إحساسه بذاته، من خلال الافتخار بإنجازاته، ومدحه عندما يتفوق، ولكن دون مبالغة. احذري أن تبالغي في لومه كلما أخطأ، ولكن لتفهميه ما الخطأ الذي وقع فيه، وكيف يمكنه تجنبه وعدم الوقوع فيه ثانية. يحتاج الطفل أن يشعر بحنانكِ من خلال القبل والأحضان، فلتفعلي ذلك، لكن ليس أمام أصدقائه فهذا يشعره بالحرج، ولكن في البيت، وعند النوم فهو يستمتع بذلك. اغرسي في طفلكِ احترام الآخرين، من خلال وضع قواعد يلتزم بها في تعامله مع الآخرين. وجود الأب في حياة الطفل من أهم الأمور؛ لأنه يستمد منه رجولته، ويكون هو دائما مثله الأعلى، فلا بد أن يشاركه لعبه، وإنجازاته، وأن يتحدث معه كثيرا، وكذلك أن يحنو عليه، فكل هذه الأمور تترك معنى أعمق لدى الولد.