حسن نافعة ومنتصر الزيات أبرز الموقعين على وثيقتها.. و6 أبريل تحاول العودة للمشهد ب«المشاركة» مرّت ذكرى 25 يناير، دون أن يشعر بها أحد، فقط تبارت الصحف والقنوات في فرد مساحات للناقمين والشامتين والمنتحبين، ولاطمى الخدود، ولكن كل ذلك لم يجعل المصريين يلتفتون إلى ما سمى «يناير يجمعنا» المبادرة التي دشنها أيمن نور، المرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية، وزعيم حزب الغد، بجانب عدد من مطاريد السياسة والإعلام، ورموز وقيادات من جماعة الإخوان الإرهابية، في خطوة هدفت لإعادة الأمور إلى مربع ما كانت عليه الأحوال في مصر، قبل ست سنوات، إلا أنه يلاقى فشلًا كاسحًا حتى الآن. عدة أسباب صاغتها المبادرة الجديدة، التي انطلقت قبل أسابيع، عبر تحالف وثيق لعدد من الكيانات الوهمية في تركيا لتوحيد صفوف المعارضة المصرية، في الذكرى السادسة للثورة، ظنًا منهم أن الشارع لا يزال يهتز سياسيا لمثل هذا النوع من المبادرات والفعاليات، التي لا تعبر إلا عن ضيق أفق الخيال السياسي لأصحابها. واستثمر أصحاب حملة «يناير يجمعنا» تردى الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع الأسعار، وأزمة تيران وصنافير، واعتبروها منطلقات لدعوة المصريين، للخروج للشوارع والاحتجاج، لاستعادة ما سموه «الحراك الشعبي» في الداخل والخارج، عبر النزول بكثافة إلى الميادين العامة والشوارع، كبداية لثورة جديدة تعيد الجميع إلى طاولة المفاوضات على المغانم الضائعة من جديد. ورغم فشل الحملة الذريع في تحريك الشارع المصري، خلال ذكرى 25 يناير، فإن خلفيات المشهد تشى بالكثير من المفاجآت، التي استعدت بها الكوادر الإخوانية لدعم الحملة بأقصى قوة ممكنة، عبر تحالف دعم الشرعية، ومكتب الإخوان في تركيا، وأذرع الجماعة الإسلامية الهاربة في الخارج، والمجلس الثوري، وما يسمى "البرلمان المصري" في الخارج. وكانت الجبهات الخارجية المنضوية تحت لواء الحملة، أجرت عدة اتصالات مع القوى السياسية، للاشتراك في المبادرة وبالفعل نجحت في الحصول على توقيع العديد من رموز السياسة المصرية من كل الاتجاهات، وعلى رأسهم الدكتور حسن نافعة، ومنتصر الزيات، وشريف الروبى القيادى بحركة 6 أبريل، إضافة إلى الحركات الشبابية المغضوب عليها من الدولة المصرية للانضمام للحملة بشكل فاعل على الأرض، بالإضافة ل«الكماليين» إحدى جبهتى النزاع داخل جماعة الإخوان الإرهابية، التي أعلنت تزعم عدد من الاحتجاجات والتظاهرات. على الأرض.. لم تشارك الإخوان بكل أفرادها مثلما كان الحال في نهايات 2013 وما تلاها، ربما عرف أفراد الجماعة أن ما ينتظرهم حال مشاركتهم في أي فعاليات مخالفة، لن يعالج آثاره على كل المستويات، ما يتم ترويجه من كلمات حماسية فضفاضة، يتم حشو أدمغتهم بها، من منصات الإعلام الإخوانى.. واكتفت الجماعة بتسيير مجموعات صغيرة، تابعت مستوى التفاعل معها من خلال غرف عمليات على مستوى الجمهورية، وبلغ عدد السلاسل التي تم الدفع بها 125 تظاهرة، خلال صباح 25 يناير، إلا لم أنهم لم يكن لهم تأثير يذكر، كما حاولت القنوات الإخوانية تضخيم الأمر، وتصويره وكأنه «صفير حرب» لاندلاع ثورة جديدة مكتملة الأركان» ليفاجأ الصف الإخوانى في نهاية اليوم، أن كل شيء كما هو، وكأن الثورة التي صدروا أنباء اشتعالها منذ الصباح لم يسمع صدى أشباحها غيرهم. وتنوعت المسيرات والوقفات والسلاسل التي نظمتها مجموعات الإخوان، إلا أنها تمركزت بشكل واضح في محافظاتالبحيرة، الإسكندرية، الجيزة، الشرقية، الدقهلية، المنوفية، كفر الشيخ، بنى سويف، الفيوم، الغربية، القليوبية، الأقصر. ولم تحقق الوقفات الإخوانية أي صدى يذكر، ولم يتفاعل معها أحد من خارج الجماعات وفصائل الإسلام السياسي، وربما كان ذلك سببا للصدمة التي أثرت في أداء «إعلام الجماعة» الذي انبرى في تقديم تقارير أرشيفية عن الثورة.