ترأس الأنبا يسطس أسقف ورئيس دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بالبرية الشرقية بالبحر اأحمر، مساء اليوم، صلاة العشية المقدسة - أحد الصلوات الكنسية، لعيد نياحة «وفاة» القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب الرهبان، بمقر الدير بالبحر الأحمر، وشاركه الصلاة عدد من رهبان الدير والمكرسين وحضرها طالبي الرهبنة. جدير بالذكر أن الأنبا أنطونيوس يعتبره العالم "أب الأسرة الرهبانية" ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له. ولد أنطونيوس في بلدة «قمن العروس» التابعة لبني سويف عام 251 م، من والدين ميسوري الحال، وتوفي والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو الأبدية. وفي عام 269 م دخل ذات يوم الكنيسة وسمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته، وعاد إلى أخته الشابة ديوس، يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية. سكن الشاب أنطونيوس بجوار النيل، وكان يقضي كل وقته في الصلوات بنسك شديد، لكن إذ هاجمته أفكار الملل والضجر صار يصرخ إلى الله، فظهر له ملاك على شكل إنسان يلبس رداءً طويلًا متوشحًا بزنار صليب مثل الإسكيم `cxhma وعلى رأسه قلنسوة، وكان يجلس يضفر الخوص. واستقر القديس في هذه البرية، وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر، يمارس حياة الوحدة، هناك حاربته الشياطين علانية تارة على شكل نساء وأخرى على شكل وحوش مرعبة، وفى عام 305 م اضطر أن يكسر خلوته ليلتقي بتلاميذ جاءوا إليه يشتاقون إلى التدرب على يديه، فكان يعينهم ويرشدهم، وإن كان قد عاد إلى وحدته مرة أخرى.