تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم 30 يناير , 22 طوبة من كل عام بعيد القديس أنطونيوس اب الرهبنة المسيحية في العالم كل وواضع نظامها الذي استمر الرهبان في المضي قدماً عليه الى يوماً هذا , والذي تم اشتقاق منه جميع الانظمة الرهبانية في العالم كله شرقاً وغرباً. وُلد أنطونيوس في بلدة قمن العروس التابعة لبني سويف بمصر حوالي عام 251 م. من والدين غنيين. مات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو الأبدية. وفي عام 269 م. إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته. عاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية.
وسكن الشاب أنطونيوس بجوار النيل، وكان يقضي كل وقته في الصلوات بنسك شديد، لكن إذ هاجمته أفكار الملل والضجر صار يصرخ إلى الله، فظهر له ملاك على شكل إنسان يلبس رداءً طويلًا متوشحًا بزنار صليب مثل الإسكيم وعلى رأسه قلنسوة، وكان يجلس يضفر الخوص. قام الملاك ليصلي ثم عاد للعمل وتكرر الأمر. وفي النهاية، قال الملاك له: "اعمل هذا وأنت تستريح. صار هذا الزي هو زي الرهبنة، وأصبح العمل اليدوي من أساسيات الحياة الرهبانية حتى لا يسقط الراهب في الملل.
في أحد الأيام نزلت سيدة إلى النهر لتغسل رجليها هي وجواريها، وإذ حَول القديس نظره عنهن منتظرًا خروجهن بدأن في الاستحمام. ولما عاتبها على هذا التصرف، أجابته: "لو كنت راهبًا لسكنت البرية الداخلية، لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان". وإذ سمع القديس هذه الكلمات قال في نفسه: "إنه صوت ملاك الرب يوبخني"، وفي الحال ترك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية، وكان ذلك حوالي عام 285 م.
واستقر القديس في هذه البرية، وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر، يمارس حياة الوحدة. , وفي حوالي عام 305 م. اضطر أن يكسر خلوته ليلتقي بتلاميذ جاءوا إليه يشتاقون إلى التدرب على يديه، فكان يعينهم ويرشدهم، وإن كان قد عاد إلى وحدته مرة أخرى , واستمر هكذا حتى تنيح سنة 356 م عن 105 سنة.
و حاليا يوجد دير الانبا أنطونيوس بصحراء مصر الشرقية بجبال البحر الاحمر , و هو دير عامر بمئاات الرهبان الاقباط الارثوذكس , ويرأسه الانبا يسطس اسقف عام الدير و المسؤول عن شئون الرهبان.
كما توجد العديد من الكنائس التي سميت بإسم الانبا انطونيوس في مصر و العالم كله , كما تطلق الكنيسة عليه لقب "العظيم" , و الجدير بالذكر ان البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الارثوذكس الراحل كان راهبا بإسم الراهب انطونيوس السرياني , كما كانت له العديد من المؤلفات عنه وعن حياته واقواله.