أسعار الذهب اليوم الجمعة 23 مايو 2025    "كاسبرسكي": 9.7 مليون دولار متوسط تكلفة سرقة البيانات في القطاع الصحي    مايكروسوفت تمنع موظفيها من استخدام كلمة «فلسطين» في الرسائل الداخلية    القبض على عاطل وسيدة لقيامهما بسرقة شخص أجنبي بحلوان    لم يصل إليها منذ شهر، قفزة في أسعار الذهب بعد تراجع الدولار وتهديد إسرائيل لإيران    في يومه العالمي.. احتفالية بعنوان «شاي وكاريكاتير» بمكتبة مصر العامة بالدقي    «التنسيق الحضاري» يطلق حفل تدشين تطبيق «ذاكرة المدينة» للهواتف الذكية    مجدي البدوي: علاوة دورية وربط بالأجر التأميني| خاص    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| الأهلي ضد الزمالك في نهائي كأس أفريقيا لليد    حقيقة انفصال مطرب المهرجانات مسلم ويارا تامر بعد 24 ساعة زواج    بسمة وهبة لمها الصغير: مينفعش الأمور الأسرية توصل لأقسام الشرطة    قائمة أسعار تذاكر القطارات في عيد الأضحى 2025.. من القاهرة إلى الصعيد    انتقادات لاذعة لنتنياهو واحتجاجات بعد إعلانه تعيين رئيس جديد للشاباك    رئيس البنك الإسلامي يعلن الدولة المستضيفة للاجتماعات العام القادم    توجيه اتهامات ب"قتل مسؤولين أجانب" لمنفذ هجوم المتحف اليهودي بواشنطن    انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي الشرقي في المنيا يُخلف 4 قتلى و9 مصابين    بصورة قديمة وتعليق مثير، كيف احتفت هالة صدقي بخروج عمر زهران من السجن    سقوط مروجي المواد المخدرة في قبضة مباحث الخانكة    تكريم سكرتير عام محافظة قنا تقديراً لمسيرته المهنية بعد بلوغه سن التقاعد    صبحي يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة ويؤكد: الشباب محور رؤيتنا للتنمية    لجنة التقنيات بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تعقد اجتماعها الأول    شيخ الأزهر يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه    يرغب في الرحيل.. الزمالك يبحث تدعيم دفاعه بسبب نجم الفريق (خاص)    مراجعة مادة العلوم لغات للصف السادس الابتدائي 2025 الترم الثاني (فيديو)    انفجار كبير بمخزن أسلحة للحوثيين فى بنى حشيش بصنعاء    مدفوعة الأجر.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالأسواق اليوم الجمعة 23 مايو 2025    عودة لحراسة الزمالك؟.. تفاصيل جلسة ميدو وأبو جبل في المعادي (خاص)    مصرع 4 أشخاص وإصابة آخر في تصادم سيارتي نقل على طريق إدفو مرسى علم    ضبط مركز أشعة غير مرخص فى طهطا بسوهاج    في حضور طارق حامد وجوميز.. الفتح يضمن البقاء بالدوري السعودي    وكيله: لامين يامال سيجدد عقده مع برشلونة    نموذج امتحان مادة الmath للصف الثالث الإعدادي الترم الثاني بالقاهرة    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة «كريت» اليونانية (بؤرة الزلازل)    دينا فؤاد: مفيش خصوصيات بيني وبين بنتي.. بتدعمني وتفهم في الناس أكتر مني    تعليم القاهرة يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية بمسابقة الخطابة والإلقاء الشعري    رسميًا بعد قرار المركزي.. ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 23 مايو 2025    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 23 مايو 2025    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة قبل الأخيرة لدوري المحترفين    الكشف عن موقف تشابي ألونسو من رحيل مودريتش عن ريال مدريد    بمشاركة منتخب مصر.. اللجنة المنظمة: جوائز كأس العرب ستتجاوز 36.5 مليون دولار    فلسطين.. 4 شهداء وعشرات المفقودين إثر قصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمال غزة    جانتس: نتنياهو تجاوز خطًا أحمر بتجاهله توجيهات المستشارة القضائية في تعيين رئيس الشاباك    تعليم القاهرة يحصد المراكز الأولى في العروض الرياضية على مستوى الجمهورية    تنفيذًا لحكم القضاء.. محمد رمضان يسدد 36 مليون جنيه (تفاصيل)    الشعبة: أقل سيارة كهربائية حاليًا بمليون جنيه (فيديو)    ما حكم ترك طواف الوداع للحائض؟ شوقي علام يجيب    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    ما حكم تغيير النسك لمن نوى التمتع ثم تعذر؟ المفتي السابق يجيب    قباء.. أول مسجد بني في الإسلام    «المفرومة أم القطع».. وهل الفرم يقلل من قيمة الغذائية للحمة ؟    «بربع كيلو فقط».. حضري «سينابون اللحمة» بطريقة الفنادق (المكونات والخطوات)    «لقرمشة مثالية وزيوت أقل».. أيهما الأفضل لقلي الطعام الدقيق أم البقسماط؟    مسلسل حرب الجبالي الحلقة 7، نجاح عملية نقل الكلى من أحمد رزق ل ياسين    تشميع مركز للأشعة غير مرخص بطهطا بسوهاج    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أجراس مصرية
يقدمها : شريف نبيه
نشر في الجمهورية يوم 29 - 01 - 2017

يحتفل العالم غدا بعيد القديس العظيم الأنبا أنطونيوس الذي يعتبره سكان البراري والعباد والنساك ¢أب الأسرة الرهبانية¢ ومؤسس الحركة التعبدية في العالم كله. بالرغم من وجود محولات رهبانية سابقة له وهذا السبق ليس ابتكارا عبقريا من شخص يسعي لتسجيل موقف تاريخي ولكنه نوع من التسليم الرائع للوحي المقدس. بعد أن قادته آية سمعها في الكنيسة عن محبة الفقراء.. هذه الاية غيرت مجري حياته وقادته إلي حياة التسليم. عملا بقول الكتاب: ¢سلمنا فصرنا نحمل¢ .. فقد باع الشاب أنطونيوس كل ما يملك واعتبره ¢نفاية¢ أمام الدرة الثمينة التي تنتظرة في الحياة الآخرة والميراث الابدي الذي لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل.
وُلد القديس أنطونيوس في بلدة قمن العروس التابعة لبني سويف حوالي عام 251 م. من والدين غنيين. مات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم. فالتهب قلبه نحو الأبدية. وفي عام 269 م. وفيما هو يدخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: ¢إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه علي الفقراء. وتعال اتبعني¢ فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته. عاد إلي أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه علي الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد وفقر اختياري. فأصرت علي ألا يتركها حتي يسلمها لبيت العذاريپبالإسكندرية.
سكن الشاب أنطونيوس بجوار النيل. وكان يقضي كل وقته في الصلوات بنسك شديد. لكن إذ هاجمته أفكار الملل والضجر صار يصرخ إلي الله. فظهر لهپملاكپعلي شكل إنسان يلبس رداءً طويلًا متوشحًا بزنار صليب مثلپالإسكيمپ وعلي رأسه قلنسوة. وكان يجلس يضفر الخوص. قامپالملاكپليصلي ثم عاد للعمل وتكرر الأمر. وفي النهاية. قالپالملاكپله: ¢اعملپ هذا وأنت تستريح. صار هذا الزي هو زي الرهبنة. وأصبح العمل اليدوي من أساسيات الحياة الرهبانية حتي لا يسقطپالراهبپفي الملل.
في أحد الأيام نزلت سيدة إلي النهر لتغسل رجليها هي وجواريها. وإذ حَول القديس نظره عنهن منتظرًا خروجهن بدأن في الاستحمام. ولما عاتبها علي هذا التصرف. أجابته: ¢لو كنت ناسكاپلسكنت البرية الداخلية. لأن هذا المكان لا يصلح لسكني الرهبان¢. وإذ سمع القديس هذه الكلمات قال في نفسه: ¢إنه صوتپملاك الربپيوبخني¢. وفي الحال ترك الموضع وهرب إلي البرية الداخلية. وكان ذلك حوالي عام 285 م.
استقر القديس في هذه البرية. وسكن في مغارة علي جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر. يمارس حياة الوحدة. هناك حاربته الشياطين علانية تارة علي شكل نساء وأخري علي شكل وحوش مرعبة تارة أخري وكان يهزمهم باتضاعه حتي انه قال لهم ذات مرة: ¢لماذا كل هذه الحرب وأنا أضعف من أصغركم؟¢.
حوالي عام 305 م. اضطر أن يكسر خلوته ليلتقي بتلاميذ جاءوا إليه يشتاقون إلي التدرب علي يديه. فكان يعينهم ويرشدهم. وإن كان قد عاد إلي وحدته مرة أخري.
إن كان هذا العظيم بين القديسين هو مؤسس نظام الرهبنة "الوحدة". فإن حياته تكشف عن مفهوم الرهبنة المسيحية. خاصة نظام الوحدة:
أولًا: خرج للرهبنة بلا هدف كهنوتي. وكانت حركته شعبية لا كهنوتية. لا يطلب التدخل في التنظيم الكنسي. وحتي حينما أرسل إليهپالإمبراطور قسطنطينپيطلب بركته أرجأ الرد عليه. ولما سأله تلاميذه عن السبب؟ أجاب أنه مشغول بالرد علي رسالة الله ملك الملوك. وبعد إلحاح بعث بالرد من أجل سلامالكنيسة.
ثانيًا: حبه الشديد للوحدة لم يغلق قلبه نحو الجماعة المقدسة. بل كان في عزلته يؤمن بعضويته الكنسية.پ"ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا فيپموقع الأنبا تكلاپفي أقسام السير والسنكسار والتاريخ".پلذلك عندما استدعي الأمر نزل إليپالبابا أثناسيوس الرسوليپ"الذي تتلمذ علي يدي القديس أنطونيوس".پ وبدخوله الإسكندرية ارتجت المدينة. وخرج الكل متهللين لأن رجل الله قادم. وبالفعل عاد كثير من الأريوسيين إلي الكنيسة. مرة أخري نزل إلي الإسكندرية يسند المعترفين في السجون ويرافقهم حتي ساحة الاستشهاد.
ثالثًا: مع محبته الشديدة للوحدة تلمذپالقديس مقاريوس الكبيرپالذي أسس نظام الجماعات. كما فرح جدًا بأخبارپباخوميوس مؤسس نظام الشركةپومدحه... هكذا لم يحمل روح التعصب لنظام معين.
رابعًا: عزلته لم تكن ضيقًا وتبرمًا. لذا كان الكل يدهش لبشاشته وتهليله الداخلي. وقد اتسم بصحة جيدة حتي يوم نياحته وكان قد بلغ المائة وخمسة عامًا.
خامسًا: قيل أنه كان أميًا لا يعرف القراءة والكتابة. لكنه كان يفحم الفلاسفة اليونان ببساطة قلبه. وقد جذب بعضهم إلي الإيمان. وعندما سأله بعضهم كيف يتعزي وسط الجبال بدون كتاب. قال لهم إن الله يعزيه خلال العقل الذي يسبق الكتابة.
قيل إنه سُئل عن عبارة في سفر العبرانيين. فاتجه ببصره نحو البرية. ثم رفع صوته وقال: اللَّهم أرسلپموسيپيفسر لي معني هذه الآية. وفي الحال سُمع صوت يتحدث معه. وكما يقولپالأب أمونيوسپإنهم سمعوا الصوت ولم يفهموه.
وبعناية إلهية التقيپالقديس أنبا أنطونيوسپأب الأسرة الرهبانية ومؤسسها في العالم برئيس المتوحدين الذي سبقه بسنوات طويلة في حياة رهبانية خفيةپ وسط البرية لا يعلم عنه أحد سوي الله الذي كان يعوله بغرابي يقدم له نصف خبزة يوميًا لعشرات السنين» يشتّم الله صلواته وتسابيحه رائحة سرور. فدعاه: ¢حبيبي بولا¢.
ظن القديس أنبا أنطونيوس أنه أول من سكن البراري. فأرشدهپملاك الربپبأن في البرية إنسانًا لا يستحق العالم وطأة قدميه» من أجل صلواته يرفع الله عن العالم الجفاف ويهبه مطرًا.
إذ سمع القديس هذا الحديث السماوي انطلق بإرشاد الله نحو مغارة القديس أنبا بولا حيث التقيا معًا. وقد ناداه أنبا بولا باسمه. وصارا يتحدثان بعظائم الله. وعند الغروب جاء الغراب يحمل خبزة كاملة. فقال الأنبا بولا: ¢الآن علمت أنك رجل الله حيث لي أكثر من 80 عامًا يأتيني الغراب بنصف خبزة. أما الآن فقد أتي بخبزة كاملة. وهكذا فقد أرسل الله لك طعامك أيضًا.¢
في نهاية الحديث طلب الأنبا بولا من الأنبا أنطونيوس أن يسرع ويحضر الحلة الكهنوتية التيپللبطريرك البابا أثناسيوسپلأن وقت انحلاله قد قرب.پرجع القديس أنبا أنطونيوس وهو متأثر للغاية. وإذ أحضر الحلة وعاد متجهًا نحو مغارة الأنبا بولا رأي في الطريقپجماعة من الملائكةپتحملپروح القديس متجهة بها نحو الفردوس وهم يسبحون ويرتلون بفرحي.
بلغ الأنبا أنطونيوس المغارة فوجد الأنبا بولا جاثيًا علي ركبتيه. وإذ ظن أنه يصلي انتظر طويلًا ثم اقترب منه فوجده قد تنيح. .. بكاه متأثرًا جدًا. وفيما هو صار يفكر كيف يدفنه أبصر أسدين قد جاءا نحوه. فأشار إليهما نحو الموضع المطلوب فحفرا حفرة ومضيا. ثمپدفنه وهو يصلي.
حمل الأنبا أنطونيوس ثوب الليف الذي كان يلبسه القديس وقدمهپللأنبا أثناسيوسپالذي فرح به جدًا. وكان يلبسه في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة. وقدپ حدثت عجائب من هذا الثوب.
تحّول الموضع الذي كان يعيش فيه القديس أنطونيوس إلي دير يسكنه الرهبان. يكرسون كل حياتهم لحياة التسبيح المفرحة بالرب.. ويشهد هذا الدير مساء اليوم حشدا من الاباء المطارنة والاساقفة ومحيي القديس للإحتفال بصلاة عشية عيد القديس الذي يوافق 22 طوبة وهو تذكار انتقاله للسماء.
ذاكرة الحضارة
كان البطريرك يتوجه اليه بعد تنصيبه في الكنيسة المعلقة
دير الزجاج.. شاهد علي أحداث تارخية كثيرة في الحقبة المسيحية
دير الزجاج دير أثري. يأتي ذكره كثيرًا في الأحداث التاريخية التي مرت علي مصر منذ دخول المسيحية اليها والمرجح أنه أُنشِيء في القرون الأولي. حيث يرد ذكره في الكتب لأول مرة في سيرة الشهيد الأنبا صرابامون أسقف مدينة نقيوس "زاوية رزين مركز منوف بالمنوفية حاليا".پفقد اختاره البابا ثاؤنا بطريرك الكرازة المرقسية السادس عشر 282 301م" أسقفًا للمدينة. وكان راهبًا في هذا الدير في أواخِر القرن الثالث الميلادي.
يقع الدير علي بعد حوالي 15 كيلومترًا غربي مدينة الإسكندرية علي ساحِل البحر في منطقة أبو صير. بالقرب من بحيرة مريوط. حيث كانت توجد ضاحية باسم منية الزجاج "يوجد كوم أثري غربي الدخيلة باسم كوم الزجاج. يشير الي وجود هذه الضاحية المندثرة". ويوجد غربي هذا الكوم تجمع للبدو يحمل اسم "الدير" ربما يشير الي موقع هذا الدير في حين أطلق اليونانيون علي الدير اسم "هانطون" أي دير الميل التاسع. نظرا لوقوعه علي بعد 9 أميال من الاسكندرية أما الرومان فاطلقوا عليه "طون باتارون" أي دير الآباء كما عُرِف أيضًا باسم دير الغار. ولم أجد تفسيرًا لهذا الاسم.
أما اسم الزجاج فهو اسم عربي جاء من شهرة المنطقة بصناعة الزجاج. كما كانت تصنع فيها المصابيح ذات النقوش الجميلة في العصور الاسلامية.
ذكرنا سابقًا أن الدير شهد أحداثًا تاريخية كثيرة. لعل أهمها تولي 6 من رهبانه كرسي الكرازة المرقسية القبطية. أولهم البابا يؤنس الثاني "يوحنا الحبيس". البطريرك الثلاثون "505 516م" ثم البابا بطرس الرابع. البطريرك الرابع والثلاثون "567 569م". وتم رسمه في الدير. وأقام في كنيسة القديس يوسف البار داخل الدير. والبابا دميان. البطريرك الخامس والثلاثون "569 605م" والبابا سيمون الأول السرياني. البطريرك الثاني والأربعون "692 700م" والبابا الكسندروس الثاني. البطريرك الثالث والأربعون "704 729م" وكان آخرهم البابا سيمون الثاني السرياني. البطريرك الحادي والخمسون الذي لم يمكث في المنصب سوي 7 أشهر و15 يومًا "من 15 فبراير إلي 30 سبتمبر 830م".
نلاحظ وحود اثنين من هؤلاء البطاركة من السريان "سيمون الاول وسيمون الثاني". ويرجع ذلك إلي أن الدير نال شهرة واسعة لدي السريان منذ دفن بطريركهم القديس ساويرس الانطاكي فيه سنة 538م.
أما الأحداث التاريخية الأخري المرتبطة بالدير. فقد جاء ذكره في القرن الخامس الميلادي حينما تولي رئاسته القديس لونجينوس. كما ورد في سنكسار يوم 2 أمشير حيث تاريخ وفاة هذا القديس "لونجينوس". وخبر أجساد الشيوخ المدفونين بمغارة الدير. كما نُقِلَ إليه جسد أنبا مركيا الهبيل "الأنبا مرقس التائب" في 10 هاتور وفي عام 799م قضي فيه البابا مرقس الثاني البطريرك ال 49 فترة الصوم الأربعيني المقدس وفي القرن الحادي عشر ذكره المؤرخان ابن مماتي وأبو المكارِم. وفي 1046م تم احصاء عدد رهبانه فكانوا أربعين راهِبًا. اما آخر خبر ذكرته كتب التاريخ عن الدير فكان في قصة زيارة القديس يوحنا تلميذ القديس أنبا حديد قبل نياحة أبيه الروحي سنة 1286م. ويرجح البعض تعرض الدير للتخريب نحو عام 1321م.
ومما شهده الدير أيضا أنه في القرن السادس الميلادي استولي الخلقيدونيين علي مقر البطريركية المرقسية بالاسكندرية. وطردوا باباوات الارثوذكسية منها. فاتخذ هؤلاء من الدير مقرًا لإدارة الكرازة المرقسية علي مدي 49 عامًا "567 616م". حيث تمت سيامتهم فيه ومنه أداروا أمور الكنيسة القبطية. وهم البطاركة 34 و35 و36: بطرس الرابع. ودميان. وأنسطاسيوس.
وصف الدير وآثاره
وجدت آثار بدير الزجاج عندما تم اكتشافه عام 1939م. حيث عُثِر علي الحصن وآثار القلايات والكنيسة والمعمودية وملحقات الدير. كما عُثر علي كنيسة صغيرة خلف المدخل الشرقي للدير. ومن يزور المنطقة حاليًا يلاحظ بقايا مساكن الرهبان في الجهة الغربية والجنوبية الغربية من الكنيسة.
المبني الأصلي للدير مربع الشكل طول ضلعه حوالي 86م. وسمك الحوائط من أسفل أربعة أمتار ومن أعلي متران. ويبلغ إرتفاع الحوائط حوالي تسعة أمتار وهي من الحجر الجيري. ويوجد أعلي الكنيسة عدد من الجواسق "انظر كلمة ومعني" يصعد إليها من داخل الكنيسة. ويقول المقريزي إنها تتميز بالإتقان وحسن الصنعة. الا انه لم يوضح الهدف من وجودها.
جاء ذكر الدير في دليل المتحف القبطي. تأليف مديره الأسبق مرقس سميكة. وفي كتاب ¢تحفة السائلين في ذكر أديرة ورهبان المصرين¢ للقمص عبد المسيح صليب المسعودي. وفي ¢تاريخ الكنائس والأديرة في الوجه البحري¢ لأبي المكارم المؤرخ في القرن العشر الميلادي. إعداد وتعليق الراهب صموئيل السرياني. وفي رسالة دكتوراه عن منطقة الأسكندرية للدكتور صبحي عبد الحكيم "1958"..
ونقرأ في موقع الكتيبة الطيبيةپبتاريخ 24 أغسطس 2008 مقالًا بعنوان "دير أبو صير ودير الزجاج" للدكتور حشمت مسيحه ذكر فيه أن كتابًا كثيرين ذكروا دير الزجاج منهم المقريزي الذي قال: ¢دير الزجاج هذا خارج مدينة الإسكندرية ويقال له الهابطون وهو علي اسم بوجرج الكبير "مار جرجس". ومن شروط البطريرك أنه لابد أن يتوجه من الكنيسة المعلقة بمصر القديمة إلي دير الزجاج¢.
أما أجساد القديسين المدفونة في الدير. فنذكر منها الباباوات بطرس الرابع. ودميان. وأنسطاسيوس. والبابا سيمون الأول السرياني. الذي دفن فيه تنفيذا لوصيته. والبابا ميخائيل الأول. والقديس ساويرس الأنطاكي الذي توفي في مدينة سخا بكفر الشيخ. ونقلوا جسده إلي الدير. ووضعوا عظامه تحت مذبح الكنيسة. ثم نقل الي دير السريان بوادي النطرون. والشهيدان بطرس المعترف أسقف غزة. وابترا الذي استشهد في زمن الامبراطور الروماني داكيوس عام 250م.
تذكارات
الأحد 21 طوبة. 29 يناير: نياحة القديسة العذراء مريم في أورشليم القدس عن ستين عامًا. ونياحة القديسة ايلارية ابنة الامبراطور البيزنطي زينون "474 491م" حضرت إلي مصر وعمرها 18 عامًا حيث ترهبت في برية القديس مقار باسم الراهب ايلاري. ونياحة القديس غريغوريوس أخ القديس باسيليوس الكبير سنة 396م.
الاثنين 22 طوبة. 30 يناير: نياحة القديس الأنبا انطونيوس أب الرهبان سنة 355م.
الثلاثاء 23 طوبة. 31 يناير: استشهاد القديس تيموثاؤس الرسول سنة 97م. وهو تلميذ بولس الرسول وتبعه في أسفاره وشاركه شدائده. وفي سنة 53م أصبح أسقفًا علي أفسس "مدينة اغريقية قديمة في الاناضول بتركيا الحالية". وفيها استشهد علي يد اليهود الذين ضربوه بالعصي حتي مات ونياحة القديس الأنبا كيرلس الرابع بابا الاسكندرية ال 110 سنة 1577ش 1861م.
الأربعاء 24 طوبة. 1 فبراير: نياحة القديسة مريم الحبيسة الناسكة. وهي من الاسكندرية وترهبت بدير للعذاري بضواحي المدينة. واستشهاد القديس بسادي في عهد الامبراطور الروماني دقلديانوس.
الخميس 25 طوبة. 2 فبراير: نياحة القديس بطرس العابد. واستشهاد القديس المجاهد الأنبا اسكلا علي يد أريانا والي أنصنا بالمنيا.
الجمعة 26 طوبة. 3 فبراير: استشهاد 49 قسيسًا الشيوخ في برية شيهيت "وادي النطرون" ونياحة القديسة أنسطاسيا في مغارة ببرية شيهيت.
السبت 27 طوبة. 4 فبراير: استشهاد القديس سرابيون. وهو من بينوشة في مصر السفلي وتذكار الملاك سوريئيل شفيع الخطاة ونقل جسد القديس تيموثاؤس الرسول واستشهاد القديس ابي فام الجندي.
فرح"أشرف وفلورا" يكسر أحزان البطرسية
العروس: بالدموع دخلت الكنيسة .. وصور الشهداء لم تفارق عيناي
شهدت الكنيسة البطرسية أول حفل زفاف . كسر حاجز الخوف والأحزان الذي خلفه الانفجار الارهابي يوم 11 ديسمبر الماضي. بعد أن قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بترميمها وإصلاح تلافياتها خلال 15 يوما فقط.
أصر العروسان أشرف وفلورا علي إتمام زفافهما بالكنيسة التي اجتمعت مصر كلها بسبب الحادث الارهابي الذي تعرضت له . رغم نصيحة البعض بإتمام مراسم الزواج في كنيسة أخري.
تقول العروس: منذ دخلت الكنيسة. لم أر أحدا من المهنئين. ولم تختف صورة الشهداء من أمام عيني. حتي انني لم أتمكن من إيقاف الدموع التي انهمرت من عيني طوال صلاة الاكليل.. وتؤكد إن الزفاف في هذه الكنيسة بركة كبيرة لا أستحقها.
أما العريس أشرف. فيعرب عن سعادته البالغة بإتمام المراسم المقدسة في هذه الكنيسة التراثية التي أصبحت محل اهتمام العالم وقد نالت بركة كبيرة بهذا الحادث الذي أسفر عن نحو 28 شهيدا أصبحوا شفعاء لنا في السماء.. ويوجه أشرف رسالة لمن دبروا الحادث الارهابي البشع. قائلا: رسالتكم لم تحقق هدفها والمكان الذي اخترتمونه اختيار خاطئ. ومساعيكم الشريرة لن تنجح. بل تجيء بنتائج عكسية. تجمع كل المصريين وتظهر الوجه القبيح للإرهاب ولأفكاركم السوداوية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.