ذكرى عطرة تحتفل بها الكنيسة الأرثوذكسية في مصر وهي ذكري نياحة الأنبا كيرلس السادس بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية الأسبق، والذي سبق البابا شنودة في تولي رئاسة الكنيسة. وفي هذه الذكري 43 التي تتوافق مع يوم 9 مارس من كل عام يتوافد ألاف من الأقباط في مصر على المزارات الدينية الخاصة بالبابا كيرلس السادس، حيث قررت الكنيسة أن تكون الاحتفالية عبارة عن إقامة قداس في "طحونة" البابا كيرلس بمصر القديمة وقداس في دير مارمينا بكنج مريوط وهي أول كنيسة يتم تدشينها باسم البابا كيرلس بعد الاعتراف بقدسيته، ويترأسه القداس الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة كما تقام صلاة "عشية" في كنيسة الأزبكية بجانب احتفالية بالمركز الثقافي القبطس الأرثوذكسي. وكانت الكنيسة الأرثوذكسية قد اعترفت بقدسية البابا كيرلس السادس بعد مرور 43 عاما على وفاته، وقرر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تدشين كنيسة جديدة باسم القديس المتنيح بدير مارمينا العجايبي بالكنج ماريوط. وتضمت الكنيسة ثلاثة مذابح، الرئيسي حمل اسم البابا كيرلس السادس، وآخرين باسم الشهيد مارمينا العجايبي، والأنبا أنطونيوس، والأنبا بولا، وتراس البابا تواضروس، صلاة التدشين. وشارك بالصلاة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، ومرسى مطروح، والخمس مدن الغربية والأنبا كيرلس أسقف ورئيس دير مارمينا الكنج مريوط والأنبا صربامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي والأنبا توماس السكرتير المساعد للمجمع المقدس، هذا بجانب عدد من الأساقفة أعضاء المجمع المقدس ومنهم الأنبا يؤأنس أسقف الخدمات العامة والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، والأنبا بسنتي أسقف المعصرة وحلوان والأنبا ثيؤدسيوس أسقف وسط الجيزة والأنبا يوليوس النائب الباباوي لمصر القديمة والأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة والأنبا إرميا الأسقف العام إلى جانب مشاركة لفيف من الكهنة والرهبان. وقال البابا تواضروس الثاني خلال كلمته في تدشين الكنيسة إن دير مارمينا بالكنج مريوط أجتهد لإنهاء تلك الكنيسة، وهي أول كنيسة تحمل أسم البابا كيرلس بعد اعتراف المجمع بقداستة، وأن تلك الكنيسة شهدت الكثير من ظهورات القديسين منذ عام 1996. وأعرب البابا عن شكره لكل من ساهم في العمل على تشييد تلك الكنيسة، لخروجها بالجمال التي هي عليه. وأشار إلى أن يوم 9 مارس الجاري هو تذكار نياحة البابا كيرلس السادس وبعدها بأيام ذكري نياحة البابا شنودة الثالث. البابا كيرلس السادس في سطور كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية 116 في الفترة ما بين 10 مايو 1959 و 9 مارس 1971. كان اسمه قبل الرهبنة عازر يوسف عطا، وقد ولد في 8 أغسطس 1902 الموافق 2 مسري 1618 بمدينة دمنهور، من والدين محبين للكنيسة والمبادئ المسيحية. ولما كبر كان يحلو له أن يختلي في غرفته الخاصة وينكب على دراسة الكتاب المقدس مواظباً على الاستزادة من علوم الكنيسة وطقوسها وألحانها وتسبيحها، كان كأحد السواح وكان معروف أنه رجل صلاة حتى لو كان مع ناس يكون يصلي بقلبه إلى الله . وظل يمارس الحياة الرهبانية قبل الالتحاق بالدير أكثر من خمس سنوات، وفي يوليو 1927 قرر عازر الانخراط في سلك الرهبنة، فاستقال من عملة وتوجه إلى دير البراموس في حبرية كيرلس الخامس البابا ال 112. وظل عازر تحت الاختبار عدة شهور، ثم زكاه الرهبان ليكون راهباً معهم، سمي في 17 أمشير الموافق 24 فبراير1928 باسم الراهب مينا البراموسي، وفي يوم الأحد 18 يوليو سنة 1931 رسم قساً باسم القس مينا، ثم درس بعض الوقت في كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان، ولما سمع بنبأ ترشيح يؤانس له ليكون أسقفاً هرب إلى دير القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج، ولما عاد كأمر البطريرك كاشفة برغبته في الوحدة فصرح له بتحقيق رغبته تحت إرشاد شيخ الرهبان، والتقى عبد المسيح المسعودي فتوحد في مغارة تبعد عن الدير مسافة ساعة سيراً على الأقدام. وفي أوائل عام 1936، عاش في طاحونة مهجورة في صحراء مصر القديمة، وكان يقيم فيها القداسات اليومية، وفي سنة 1941 أسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل المعترف (القلموني) في جبل القلمون بمغاغة، فعمره وجدد كنيسته وشيد قلالي الرهبان، وتتلمذ علي يديه نخبة من الرهبان الأفاضل. وفي سنة 1947 انتقل إلى مصر القديمة حيث بنى كنيسة القديس مارمينا بالنذور القليلة التي كانت تصله، وكان يقوم بالبناء بنفسه مع العمال، وقد تتلمذ على يديه نخبة من الرهبان الأتقياء. وفي سنة 1949 ألحق للكنيسة منزلاً لإيواء الطلبة المغتربين، وقد اشتهر بالصلاة الدائمة والإيمان القوي فكان يأتي إليه المرضى من جميع أنحاء البلاد، فكان يصلي لهم ويقال أنهم كانوا جميعاً يشفون من أمراضهم. وتم إلغاء لائحة الانتخاب وأصدرت لائحة جديدة قرر فيها المرشح للكرسي الباباوى يجب أن لا يقل عمره عن أربعين سنة ساعة خلو الكرسي ! وهذه أول مره يسمع فيها بتحديد السن في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وتقول إيريس حبيب المصري "وهم لم يحددوا السن فقط بل أضافوا أيضاً " ساعة خلو الكرسي" والغرابة في هذا التحديد أن انبا اثناسيوس الرسولي كان في السابعة والعشرين على أكثر تقدير، بينما كان الباباوان الجليلان أنبا كيرلس عامود الدين، وخليفته المباشر أنبا ديسقوروس الشخصية المهمة في العقيدة الأرثوذكسية في السادسة والثلاثين، وحتى السيد المسيح كان في الثلاثين عندمأ بدا يعلن عن نفسه، ويوحنا ومرقس كانا شابين صغيرين في السن، وقد رشح ثلاثة من الشباب للكرسي البطريركى وهم متي المسكين، ومكاري السرياني وأنطونيوس السرياني وتهدئة لخواطر شيوخ الكنيسة وكبارها في السن أدرج الأنبا أثناسيوس (مطران بني سويف) وقائم مقام البطريرك اسم الراهب مينا المتوحد بوصفه المعلم والقائد الروحي لهؤلاء الشباب المرغوب فيهم وتم اختيار الراهب مينا المتوحد بالقرعة الهيكلية ليصير بابا الإسكندرية فرسم في 10 مايو 1959 م الموافق 2 بشنس 1675 ش.