فى إطار المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته السادسة قدمت فرقة بيت قصر ثقافة القبارى بالإسكندرية عرض "حريم النار" على مسرح العرائس، كتابة وأشعار الشاذلى فرح عن نص "بيت برنارد ألبا"، من تأليف جارسيا لوركا، إخراج ريهام عبدالرازق.. ويطرح العرض العديد من التساؤلات ليس فقط على مستوى الفكرة وأسلوب الإخراج أو الكتابة التى اعتمدها شاذلى فرح، بل على عدد من التساؤلات الجوهرية التى تناولتها الكتابة العالمية وسعت لها؛ من أبرز هذه النقاط البطل الغائب الذى لا يحضر أبدا، ومع هذا هو المسيطر الحقيقى على الحدث. وذلك عبر امتداد تاريخى بعيد منذ الكتابة الإغريقية عندما لا يظهر " أبلو" كبير الآله على المسرح، وفى عرض حريم النار عندما لا يظهر " أحمد على" على المسرح؛ والفارق فى المبرر الدرامى والعقائدى شاسع ومتفاوت، ومع هذه تبقى قوة الأثر حاضرة بين الطرفين. وربما هذا يحيلنا إلى قضايا أشد عمقا فى ألوان الكتابة النسوية المعنية من ناحية الظهور والقصد، أو الكتابة الذكورية التى لا يخرج فيها النساء على المسرح فى بعض الدعاوى الكتابية الأخرى.