"هناك أطراف تحاول زعزعة الاستقرار يعتقدون بأننا خرفان والربيع العربي لا نعرفه ولا يعرفنا"، تصريحات لرئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، تكشف عن الأزمة التي تعيشها الجزائر حاليا والتي استطاعت تفادي مصير ما يسمي"الربيع" العربي، ولكن الاحتجاجات الأخيرة، في البلاد، أثارت مخاوف من سقوط الجزائر.. فيتو ترصد أبرز 7 مخاطر تهدد استقرار الجزائر. 1-الاقتصاد والاحتجاجات يعد الوضع الاقتصادي وتنامي الفساد داخل الدولة الجزائرية، أحد المخاطر التي تواجه حكومة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والحزب الحاكم بالجزائر. والأيام الماضية، منعت قوات مكافحة الشغب الجزائرية المئات من المتظاهرين من الوصول إلى مبنى البرلمان الجزائري لتنظيم وقفة احتجاجية ضد قانون قدمته الحكومة يلغي الحق في الحصول على التقاعد المبكر والنسبي. والجزائر التي تحتل المرتبة الخامسة في العالم كمنتجة للغاز، والمرتبة 13 كدولة منتجة للبترول، يعاني ميزانها التجاري من عجز يصل إلى نحو 14 مليار دولار، وتقدر البطالة فيها ب12،7 %. وفي وقت سابق صادق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، على موازنة 2017، التي تتضمن إجراءات تقشف كثيرة لمواجهة انخفاض أسعار النفط، كزيادة في الضرائب ورفع الرسوم على العقارات والوقود والتبغ. كما قررت الحكومة تجميد التوظيف في القطاع العام وعدم زيادة الأجور خلال الثلاث سنوات المقبلة 2017 و2018 و2019 على التوالي. و صدم تقرير التنمية العربية، الصادر عن الأممالمتحدة في بداية ديسمبر الماضي، الرأي العام العربي، باقتراب موجة جديدة من ثورات الربيع العربي، تلوح في الأفق، ستضرب شمال أفريقيا والشرق الأوسط. محذرًا من أن «الوضع أسوأ بكثير مما كان عليه قبل الربيع العربي». 2-صعود الإخوان تشهد الجزائر حضورا قويا لتيار الإسلامي السياسي، وخاصة احزب جماعة الاحوان المسلمون، مع مساعي التيار الإسلامي للسيطرة على المشهد السياسي بالبلاد، في ظل تراجع شعبية "حزب جبهة التحرير" الحاكم في الجزائر. ويشهد التيار الإسلامي الجزائري تكتلات وتحالفات قوية فيما بينها، من أجل معركة أبريل البرلمانية المنقبلة، فقد نظمت مجالس شورى أحزاب "النهضة، والعدالة والتنمية، والبناء الوطني" المحسوبة على التيار الإسلامي في الجزائر، دورات استثنائية لتنظيم تحالف انتخابي بين الأحزاب الثلاثة في التشريعيات المقبلة. وكشف القيادي والوزير السابق عبدالمجيد مناصرة، رئيس حركة التغيير المنشقة بدورها عن" حركة مجتمع السلم" "حمس" الجناح الام لتنظيم جماعة الإخوان في الجزائر، عن التوصل مع قادة "حمس"، إلى اتفاق وصفه ب "قرار وحدة" في الانتخابات المقبلة وهو ما يشكل خطورة على مستقبل الدوة الجزائرية وسط مخاوف من تكرار سيناريو العشرية السوداء "1990". 3-التهديد الإرهابي تقع الجزائر في محيط متوترة وخاصة على حدودها الغربية مع تونس وليبيا، والجنوبية مع دولة مالي، حيث تشكل هذه المناطق الحدودية مناكق أمن لجماعات الإرهابية، ويسعي الجيش الجزائري لمواجهة أي اخطار تهدد الاراضي الجزائرية. وتحدثت بيانات صادرة عن وزارة الدفاع الجزائرية، عن العمليات التي قامت بها وحدات الجيش الوطني الشعبي، من انتشار واسع على الحدود واكتشاف أسلحة وإفشال خلايا "داعش" وكذلك اعتقال 225 إرهابي وقتل 125 اخرين 2016. كما كشفت وزارة العدل الجزائرية عن مراقبتها لأكثر من 54 ألف شخص تورطوا في قضايا إرهابية، عبر قاعدة بيانات وضعتها الوزارة، حسب ما أعلن وزير العدل الطيب لوح. 4-التغلل الإيراني تشهد الجزائر تصاعد النفوذ الإيراني، في البلاد، وهو مايراه مراقبون خطرا على وحدة وأمن الجزائر في ظل التجارب الإيرانية في عدد من الدول العربية "لبنان- العراق- سوريا- اليمن- البحرين"، والتي عانت من الدور الإيراني. ويعد رجل الحرس الثوري الإيراني والمستشار الثقافي الإيراني في الجزائر أمير موسوي، أحد أهم اذرع إيران لتغلل في الشأن الجزائري، فقد تكررت لقاءات موسوي مع عدد من السياسيين ورموز القبائل والامازيغ والاباضية والمثقفين وأساتذة الجامعات في الجزائر. وتقدم إيران المنح الدراسية لبعض الشباب الجزائري للالتحاق بالجامعات والمعاهد في طهران وقم وقزوين لمزيد من التغلل في المجتمع الجزائري، وقد نقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية عن وزير الشئون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، تصريحه أن "عشرات الجزائريين موجودون في مدينة قم الإيرانية لدراسة المذهب الشيعي". ورأى المفكر والحقوقي الجزائري أنور مالك أن عواقب التغلغل الإيراني في الجزائر ستضر أمن المغرب العربي بأكمله وليس الأمن القومي للجزائر فقط. 5- الصراعات العرقية والمذهبية كما تعاني الجزائر من ارتفاع وتيرة الصراعات المذهبية والعرقية بين أتباع المذهب الاباضي "الامازيغ" والمالكي "العرب" في البلاد، وشهد 2016 العديد من الاشتباكات الطائفية بين الجانبين وسط خسائر في الأرواح والممتلكات. كما تشهد منطقة القبائل الجزائرية، حراكا يقوده انفصاليون، للمطالبة بالاستقلال عن الجزائر الأم وهو ما يضع وحدة التراب الجزائري في خطر، مع أي فوضي قد تحدث بالجزائر. وتعد الحركة من أجل تقرير مصير في منطقة القبائل والتي تأسست عام 2002، أهم المنظمات التي تدعو لانفصال منطقة القبائل الامازيغية عن الجزائر. كما تمنع السلطات الجزائرية المسيرات في العاصمة منذ عام 2001، إثر مظاهرات ل "حركة العروش"، التي تمثل سكان منطقة القبائل، بعد أن تحولت إلى مواجهات عنيفة مع الأمن، حيث تعرف هذه الحركة الأمازيغية بمعارضتها الشديدة للنظام الجزائري، وانتقاداتها الشرسة له. 6-البوليساريو: يعد نزارع الصحراء المغربية، أحد أهم الأزمات التي تواجه الجزائر في ظل وجود تقارير عن صراع متوقع بين جبهة"البوليساريو" المدعومة من الجزائر، والجيش المغربي، خلال 2017، وهو ما يؤثر سلبيا على الدولة الجزائرية. وأعربت منظمة الأممالمتحدة، عن قلقها من الوضع المتوتر في جنوب الصحراء، وخشيتها من احتمال استئناف المعارك هناك، والانعكاسات الإقليمية الخطيرة لذلك. 7-صحة الرئيس بوتفليقة تعد صحة الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، محور اهتمام المراقبين في الداخل والخارج، حيث يتنقل الرئيس بوتفليقة بشكل دوري بين مستشفيات فرنسية وأخرى سويسرية لمتابعة فحوص طبية بعد تلك الوعكة الصحية. وأصيب الرئيس بوعكة صحية عام 2013، وقضى فترة علاج طويلة بفرنسا، (88 يوما)، دفع السلطات إلى الحرص على نشر أخبار سفرياته بغرض العلاج، وهو ما يثير مخاوف محلية ودولية من فشل انتقال السلطة في الجزائر، وما لذلك من تداعيات أمنية وسياسة قد تعصف بالمنطقة ككل. وحذر "بيير دوفريني" المدير التنفيذي ل "مادارياغا كوليج دوروب" والمدير الشرفي للمفوضية الأوروبية، في مقال له نشرته صحيفة "لاليبربيلجبك" البلجيكية تحت عنوان "بعد حلب الجزائر" من تكرار السيناريو السوري في الجزائر. وقال"بيير دوفريني" أن الجزائر بسكانها (أربعين مليون نسمة) تنتظر الموت السريري ل بو تفليقة، العاجز عن ممارسة الحكم منذ عدة سنوات"، موضحا أن موت بوتفليقة سيؤجج الصراع من جديد بين الإسلاميين والمؤسسة العسكرية التي صادرت الثورة وتحكم بمراكمة الفساد والقمع، وبالتالي فإن "اندلاع حرب أهلية خطر جدي".