نعم الله علينا كثيرة جدًا ولا يستطيع الإنسان أن يحصيها، لكنها تطلب من الإنسان وقفة بسيطة مع نفسه، و نظرة محايدة إلى ما منحه الله من نعم وما منعه الله منها لحكمة هو أعلم بها. والأحداث الراهنة والمقلقة و المتصاعدة، والتهديد والضغوط ينشئ قلقًا عامًا، ينشئ معه إحباطًا عامًّا، ولكن من نعم الله علينا أن تمر بلادنا بتلك العواصف، ولا تزال قائمة ككيان فإذا قرأت القرآن تجد جوابَ كل شيء، تجد الداء يصفه الله عز وجل، تجد الدواء، وتجد طريق الخلاص، وتجد طريق الأمن. وتجد طريق العزة، وطريق الانتصار، هذا القرآن شفاء، كيف أن المريض يشفى، فكذلك إذا قرأت القرآن، فإن الله يصف لك كل شيء وتعرف حينها كيف أن الله حافظ لهذا البلد، لذلك أنت حينما ترى هذا الضيق وتلك الشدة، وهذه الضغوط، وتفتح كتاب الله تجد الآيات تحمل الحل وتحدد الاتجاه ولكن كل ما يتطلبه الأمر أن نكون مؤمنين حقًا فقد قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتة﴾ [سورة الأنعام: الآية 44] ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [سورة آل عمران: الآية 139] ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ [سورة إبراهيم: الآية 42] ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا﴾ [سورة آل عمران: الآية 120] هذه الآيات تحمل خلاصة الموضوع، قال تعالى: ﴿فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ [سورة الطور: الآية 48]