كانت الحملة التى شنها الجيش المصرى حملة على المحتجين المسيحيين الأقباط منذ 18 شهرًا واحدة من أكثر الهجمات التى تعرضت لها الأقلية المسيحية فى البلاد فى السنوات الأخيرة. وقتها، خرج المسيحيون المصريون فى مسيرات للاحتجاج على حرق إحدى الكنائس، وفجأة وجدوا أنفسهم فى مواجهة السيارات المدرعة التابعة للجيش، والتى راحت تفتح عليهم نيران أسلحتها، فيما صدم بعضها عدداً من المتظاهرين الأقباط، بينما راح تليفزيون الدولة يبث مشاعر معادية للمسيحيين داعياً، عبر المذيعة رشا مجدي، إلى المساعدة فى قمع المسيحيين الغوغاء. وقتها، راح 29 شخصًا، معظمهم من الأقباط، ضحية هذا الحادث، ووقتها ذهب البعض إلى أن الجيش كان يحاول تحويل الغضب ضد جنرالاته، الذين تولوا السلطة بعد الاطاحة حسنى مبارك، بعيداً عن المجلس العسكرى وقياداته وقتها ممثلة فى المشير حسين طنطاوي، وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الحوادث التى شهدتها مصر خلال السنوات الماضية واستهدف فيها الأقباط وهم أقلية فى البلاد، إلا أن هذه الحادثة، والتى عرفت إعلامياً ب "أحداث ماسبيرو"، كانت الأكثر بروزاً. وقد اندلعت التوترات بين المسلمين والأقباط، والذين يقولون إنهم يشكلون 10% من تعداد الشعب المصري، فى مصر بشكل متقطع على مدى السنوات، سواء كان ذلك فى ظل الحكومة الإسلامية الجديدة أو فى ظل ديكتاتورية حكم مبارك أو خلال الفترة الانتقالية التى قاد فيها المجلس العسكرى مقاليد السلطة، وفى الوقت الذى كانت فيه حادثة كنيسة القديسين من بين أهم محطات الفتنة الطائفية التى أثارت مخاوف كثيرة من تزايد حدة الصراع الطائفي، خاصة وأنها أودت بحياة 23 قتيلاً، فإن الواقع الحالى ينذر بما هو أسوأ، خاصة وأن التحريض على العنف الطائفى لقى تشجيعاً من الإسلاميين مما ينذر بولقع مزيد من الاشتباكات بين مسيحيى مصر ومسلميها. وفى الوقت الذى تعهد فيه الرئيس المصرى محمد مرسى بحماية الأقباط، فإن البعض يرى أن الخطر الحقيقى قد يحدث إذا أحست جماعة الاخوان المسلمين بأى خطر يهددها بسبب انتشار الاحتجاجات فى البلاد بسبب تردى الوضع الاقتصادي، فستلجأ فى هذه الحال إلى إلقاء اللوم على جهة ما وقد تكون حينها الأقلية القبطية. نقلاً عن الإندبندنت