تناولت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أحداث كنيسة الكاتدرائية من جانبين، الأول يشير إلى أن السلطة تعتبر الأقباط هدفا سهلا في الأوقات الصعبة التي تمر بها مصر، والثاني يؤكد أنهم وقعوا تحت الحصار بعد أن هاجم الغوغاء الكاتدرائية بالقاهرة. ووصف "أليستر بيتش"، مراسل الصحيفة البريطانية في مصر، ما رآه من تبادل إطلاق النار والهجوم المسلح على جنازة خمسة مسيحيين قتلوا في اشتباكات طائفية في بلدة "الخصوص" بمحافظة القليوبية. وأكد "بيتش" أن مئات المسيحيين داخل الكاتدرائية كانوا تحت الحصار في القاهرة الليلة الماضية وقتل شخص وجرح ما لا يقل عن 84. في وقت سابق، وصف شهود عيان كيف تعرضوا لهجوم من قبل السكان المحليين من العباسية، حي شمال شرق القاهرة حيث تقع الكاتدرائية ، وكيف أنهم تعرضوا للضرب بالحجارة من أسطح المباني المجاورة، واضطر المشيعون العودة مرة أخرى إلى مجمع الكاتدرائية. والجانب الآخر الذي تناولت به صحيفة "إندبندنت" أحداث الكاتدرائية، هو الحملة التي شنها الجيش على المتظاهرين الأقباط المسيحيين قبل 18 شهرا والتي عرفت باسم "أحداث ماسبيرو" وكانت واحدة من أكثر الهجمات سلبية على الأقلية المسيحية في البلاد في السنوات الأخيرة. ولقى 29 شخصا مصرعهم في أحدث ماسبيرو، معظمهم من الأقباط. ويعتقد بعض المراقبين أن الجيش كان يحاول تحويل الغضب عن الجنرالات العسكريين الذين تولوا السلطة بعد الاطاحة بالرئيس السابق "حسني مبارك" وتوجيهه نحو الأقباط. الجدير بالذكر أن التوترات بين المسلمين والأقباط في مصر كانت تشاهد بشكل متقطع على مدى السنوات الماضية، سواء في ظل الحكم الدكتاتوري للرئيس السابق "مبارك" أو في مع الحكومة الإسلامية الجديدة، ولكن الأمر الذي بات مؤكدا حاليا، هو أنه منذ سقوط "مبارك"، وفي ظل الجرأة التي بات يتمتع بها الإسلاميين، أثيرت المزيد من الاشتباكات، مما يجعل مستقبل الاقباط فى مصر غامضا .