وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، فإن «الدبلوماسي إذا أصبح شخصًا غير مقبول وغير مرغوب فيه، فعلى الدولة المعتمدة أن تستدعي الشخص المعني أو تنهي أعماله لدى البعثة وفقًا للظروف ويمكن أن يصبح الشخص غير مقبول أو غير مرغوب فيه قبل أن يصل إلى أراضى الدولة المعتمد لديها دون إبداء أسباب». واستنادا لهذا المبدأ، طردت العديد من الدول في الآونة الأخيرة، دبلوماسيين تابعين لدول أخرى، بسبب أزدياد المشاحنات والمضايقات بينهما، على غرار خلافات سياسية وعسكرية، دون النظر إلى مستقبل الدولتين، وفي هذا التقرير تستعرض «فيتو» أبرز وقائع طرد الدبلوماسيين. مضايقات كان طرد دبلوماسيين روسيا من أمريكا آخر كوارث طرد الدبلوماسين في العالم، فبالأمس أبلغت الولاياتالمتحدةالأمريكية 35 دبلوماسيا روسيا بضرورة مغادرة البلاد خلال 72 ساعة، وذلك للرد على حملة من المضايقات شنتها روسيا ضد الدبلوماسيين الأمريكيين في موسكو. وبناء عليه قال فلاديمير جاباروف، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا للبرلمان)، أمس الخميس، إن بلاده سترد بالمثل على العقوبات الأمريكية، موضحا أنهم سيقومون بعملية تطهير في السفارة والقنصلية الأمريكية. لكنه لفت أيضا، إلى إمكانية قيام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي يتولى السلطة في 20 يناير، بتحسين العلاقات خاصة بعد الخطوات العدائية لأوباما ضد روسيا، مضيفا: "يمكن لترامب أن يلغى المراسيم (الأوامر التنفيذية الصادرة عن أوباما في الآونة الأخيرة). نشاطات مشبوهة أما في أكتوبر من العام الجاري، تبادل كلا من الهندوباكستان طرد الدبلوماسين في سفارتي البلدين، وذلك بسبب النزاع بين الدولتين حول منطقة كشمير المتنازع عليها. ونقلت وكالة أنباء «فرانس برس»، عن فيكاش سواروب، الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية، قوله إن الوزارة استدعت سفير باكستان لإبلاغه بأن دبلوماسيا في السفارة الباكستانية بات يعتبر غير مرغوب به بسبب نشاطات مشبوهة. ومن جانبه، أكد المسئول في شرطة نيودلهي، رافيندرا ياداف، أن محمد أختر، الموظف في قسم التأشيرات في السفارة الباكستانية يعمل لصالح وكالة الاستخبارات العسكرية الباكستانية، ويقوم بتجنيد هنود عاديين يزورون السفارة للحصول على تأشيرات دخول، مؤكدا أن قوات الأمن الهندية أوقفته بحضور شريكين مفترضين له بالقرب من حديقة الحيوان في دلهي، وبحوزتهم وثائق حول انتشار القوات الهندية على حدود باكستان. إلا أن سفير باكستان في الهند أعلن عن احتجاجه الشديد لدى وزارة الخارجية الهندية على توقيف الموظف، مؤكدا أن ذلك يشكل انتهاكا لاتفاقات حماية الدبلوماسيين. التجسس ولعل الواقعة الأبرز في هذا الأمر، كانت في نوفمبر 2014، حينما قامت روسيا بطرد دبلوماسيين بولنديين بسبب فضيحة تجسس، حيث طردت روسيا أربعة دبلوماسيين بولنديين، وذلك بعد أن تورطت روسيا في خلافات بشأن أنشطة تجسس مع ألمانيا، وهو ما أدى إلى طرد أحد دبلوماسييها من دولة بولندا. وذكر مسئولون بولنديون، إن دبلوماسيا روسيا طرد على خلفية اتصاله بكولونيل بالجيش البولندي ألقي القبض عليه، للاشتباه بضلوعه في أنشطة تجسس، موضحين إن الدبلوماسي كان يعمل لحساب المخابرات الحربية الروسية.