اللي خلاني أرغي في الموضوع ده إن الحقيقة مرة، لأنه لما يكون الشاب أو يعني اللي عاوز يشتغل قاعد في التكييف و"بيلعب في صوابع رجله"، وبيشتكي من البطالة وأن الدولة أو حتى القطاع الخاص، يا عين أمه مش موفرا له شغل، فالمفاجأة أن شكواه دي بتبقى من على الفيس والموبايل وهو بيلعب في "صوابع رجله لا مؤاخذة". أنا للأسف، وأنا بقول الكلام ده عن تجربة شخصية في شركتي، بمعني اني مش لاقي حد محترم ملتزم مجتهد عاوز يشتغل بضمير، بقالي أربع سنوات، كل أسبوع بانزل إعلانات وبقابل في كل إعلان مالا يقل عن تلاتين أربعين واحد وواحدة، والمصيبة أن "الإنترفيو" ما بيبقاش فنيات، لكن سمات شخصية بس عشان ما حدش يتحرج. يعني قلنا هانعلم من أول وجديد، لكن المصيبة أن السمات الشخصية زي الزفت، تلاقي الواحد من دول أول ما يبدأ كلامه في التليفون حتى قبل ما ييجي يسألك عن الشغل يقولك هاتدوني كام، يا سيدي حنديك اللي انت عاوزه بس نشوف كفاءة، إيه الأول. وتيجي تختبره تلاقيه أو تلاقيها زي الزفت، سفالة وقلة ضمير ودماغ فاضية ومش بتوع شغل أبدا، لا وإيه "تناكة على الفاضي"، طبعا انا ما بعممش بس للأسف دي الأكثرية،عوضنا عليك يا رب. مثلا يقولك أنا ما اشتغلش في الجو الحر وهي تقولك أصل النهاردة، خالة جوز أم عمتي بتولد مش هاقدر أشتغل، واللي يقولك لا أنا عاوز أقعد على مكتب كبير شوية، واللي تقولك أنا أشتغل ست ساعات بس، وهكذا، المختصر المفيد يعني الكل دلوقتي عاوز يشتغل بدل صاحب الشركة، ده غير الكذب وعدم الالتزام حدث ولا حرج. طب هافاجئكوا، أنا قلت اللي عاوز يشتغل هاديله 10 آلاف جنيه، طبعا الكل فرح جدا، بس قلت ليه شرط واحد بس، وهو أن اللي عاوز ياخد المبلغ ده يُنتج قده 10 مرات، لا هاقولك كفاية مرتين بس، يعني بالبلدي الفصيح اشتغل عشان تنتج عشان تقبض، وده طبعا منطقي،أمال هاصرف عليهم من غير شغل؟!، المفاجأة يا سادة، أن السؤال المطروح من الغالبية المدلعة، هو يعني إيه ينتج يعني إيه نشتغل احنا ناخد وبس؟! الحقيقة ما قدرتش أمسك نفسي من الرد، وقلت: "انتو ما ينفعش معاكوا إلا (................ ) وأكيد معظمكم فاهم يعني إيه".. والله خلاص أنا زهقت من مبادئ وأخلاقيات والتصرفات دي، يا سادة حقيقة الموضوع أنه لا توجد بطالة واقعية في مصر بالمعني الحَرفي إنما وجود البطاله هو أرقام وإحصائيات مسطورة بين قلم وورقه فقط، إنما الواقع والحقيقة في انعدام الضمير في العمل، وتزايد "المرقعة" و"قلة الأصل" والإهمال و"الأنتخة"، يعني بالعربي يوجد "مسخرة شبابية". الأهل بيطلع "تلاتين اللي خلفوهم" في التربية والتعليم، آسف أقصد التعليم بس؛ لندرة التربية الواضحة في الغالبية، ما هو لو فيه تربية واضحه لكان الحال انصلح، وأصبح الحال غير الحال، وراحة البال بقت على قد الحال. العيب مش في أصحاب الأعمال، ولا في الدولة إنما العيب في البشر والضمير والالتزام، كلمات ليس لها مكان في مجتمعنا عليه العوض. أصلح الفرد تصلح الأسرة والمجتمع والدولة والدول.