حدة الأزمة الاقتصادية ستتلاشى قريبا.. والرئيس نجح في مواجهة الضغوط الغربية السيسي تسلم البلد «خرابة».. ولابد من إعادة المصانع التي أغلقها السادات ومبارك قالت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، إن مجلس النواب خيب آمال الشعب المصرى المنتظرة منه بعد ثورتين، مشيرة إلى أن النواب بدلا من بحثهم عن حلول لمشكلات الشعب خرجوا علينا بالمطالبة بكشف العذرية على الطالبات في الجامعات، وختان الإناث وغيرها من القضايا البعيدة عن هموم الناس. وتوقعت الشوباشى أن يشهد العام الجديد 2017 انفراجة اقتصادية تخفف من حدة المشكلات التي يعانى منها المواطن البسيط، إلى جانب اختفاء العناصر المنتمية لتيار الإسلام السياسي التي نجحت بامتياز في كسب عداء وكراهية الشعب المصري.. وإلى نص الحوار: في البداية هل تتوقعين انفراجة للأزمة الاقتصادية في عام 2017؟ نعم أتوقع حدوث انفراجة للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد حاليا، خاصة أن الشواهد تقول إن الرئيس السيسي يدرك الحرب الشرسة التي تستهدف مصر، وهنا لا ننسى تصريحات جون ماكين عندما قال: لن نسمح بظهور عبد الناصر آخر أي أن المخطط ضد مصر مستمر، ولكن رغم هذه الصعوبات لدى ثقة أننا سنعبر المرحلة في العام الجديد. ولكن كيف يتحقق هذا؟ الرئيس يسعى لعلاج الفجوة التي خلفتها أنظمة سابقة بين الطبقات نتيجة الانفتاح، خاصة بعد أن شوه السادات النفسية المصرية وتحول الناس لانتهاج سياسة فتح الدرج لإنجاز مصالحهم مما جعل السيسي يتسلم البلد "خرابة" أشبه بعمارة آيلة للسقوط، وبالتالى علينا بالصبر معه خاصة وهو يتجه إلى إعادة فتح المصانع التي أغلقها السادات ومن بعده مبارك. ومن في رأيك كان وراء هذه الأزمة التي تصفينها بالمصطنعة؟ - الأزمة يقف وراءها مجموعة من السماسرة الذين يتخفون خلف ستار رجال الأعمال، الذين نهبوا البلد من خلال التلاعب في كل شيء حتى الدواء، بدليل أن أحدهم ذهب لإقامة فرح ابنته في برشلونة، وفى أيام مبارك قالت فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى في ذلك الوقت: إنها ستدخل مواشى من إثيوبيا والسودان لكن أحد السماسرة الذين يطلق عليهم رجال أعمال، أقسم برأس أمه بأنها لن تدخل شيئا، واستوردوا لنا لحوما فاسدة من البرازيل، وبعدها قامت ثورة يناير، وبالتالى هناك فئة من المستوردين ارتكبوا أكبر جريمة في حق الشعب المصري. وما الإنجاز المتوقع حدوثه في العام الجديد من وجهة نظرك؟ زيادة الاستثمارات وعودة السياحة سوف تشهد طفرة في العام الجديد، خاصة بعد المشروعات العملاقة التي تنفذ، والتي من المنتظر الانتهاء من شبكة الطرق الجديدة باعتبارها شرايين الاستثمار، بالإضافة إلى زراعة مراحل أخرى من مشروع المليون ونصف المليون فدان، بالإضافة إلى بناء مزيد من محطات الكهرباء، وبالتالى العام الجديد هو عام استكمال بناء الدولة المصرية. وماذا عن أداء البرلمان فيما تبقى من دور الانعقاد الحالى ؟ أنا من الذين وجهوا انتقادات عديدة للبرلمان لأن أداءه جاء مخيبًا لآمال وطموحات الشعب المصرى بعد ثورتين وبدلا من معالجة مشكلات المواطن الملحة من غلاء أسعار وكساد سوق العمل وقلة الدخل في مواجهة الأسعار فوجئنا بمن يطالب بكشف عذرية وآخر يتحدث عن ختان الإناث من جانب اتباع السلفية، وبالتالى البرلمان الحالى يفتقد الوعى، فهو برلمان مدلس لم يقدم شيئا للمواطن المصرى، فالحكومة والبرلمان ليسا على المستوى المطلوب. وما أهم القضايا التي على البرلمان مواجهتها حاليًا ؟ على البرلمان أن يواجه محاولات شق الصف المصرى من خلال تشريع يجرم من يحض على الكراهية بين المصريين ويكون التشريع رادعًا وخاصة فتاوى السلفيين التي تشيع الانقسام بين المصريين مثل تحريم تهنئة الأقباط، بالإضافة إلى مواجهة حالة الغلاء المستمرة في أسعار السلع الضرورية والأدوية من خلال التصدى للسماسرة الذين يطلقون على أنفسهم لقب رجال أعمال ويتاجرون في كل شيء من خلال مخطط هدفه خراب مصر. وما مستقبل تيار الإسلام السياسي في العام الجديد ؟ تيار الإسلام السياسي فقد كثيرًا من وجوده منذ 30 يونيو، بعد أن سقط القناع وظهر الوجه الحقيقى لهم وثبت تنفيذهم مخططا أمريكيا تركيا قطريا لإسقاط الدولة المصرية، وبالتالى هذا التيار سيتلاشى دوره خلال العام الجديد، بعد أن نجحوا بامتياز في كسب عداء وكراهية الشعب المصرى الذي كشف أن شعاراتهم الدينية ستار للتخفى خلفه لتقسيم مصر وإقامة مزاعم دولة الخلافة وجعل سيناء ولاية –فالإخوان تحديدًا أعطوا انطباعًا للشعب المصرى بأنهم ليس لهم وطن، أما السلفيون فهم ألعن من الإخوان من خلال محاولتهم تنصيب أنفسهم أوصياء على الدين وكأنهم هم وحدهم المسلمون. وما تعليقك على المطالبات التي تنادى بالمصالحة بين الدولة وجماعات الإسلام السياسي؟ كل من يردد فكرة المصالحة مع هذه التيارات الإرهابية فهو منهم لأن المصالحة تكون مع تيار سياسي وليس مع جماعات إرهاب تقتل وتدمر في المجتمع المصرى وممتلكات شعبه، وبالتالى أنا ضد فكرة المصالحة مع إرهابيين يقتلون أبناءنا من أفراد الجيش المصرى الذي قدم تضحيات عظيمة لوطنه. وكيف ترين أداء حزب النور في 2017؟ حزب النور يحاول شق الصف وإحداث فتنة والوقيعة بين أبناء الشعب الواحد، خاصة أن فتاوى برهامى تثير البلبلة في الشارع المصرى ومنها لو جاءت مجموعة لاغتصاب الزوجة يتركها الزوج هذا الكلام الغريب عن طبيعة الشعب المصرى يمثل إساءة لكل رجل مصرى وكذلك الجماعة الإسلامية التي تعتمد ثقافتهم على النصف الأسفل من الإنسان دون الحديث عن أي قيم إنسانية، وبالتالى حزب النور سيستمر على نفس النهج في العام الجديد، وهو الأمر الذي يشوه صورة الإسلام الحقيقية ويثير السخرية من فتاواهم. هناك خلافات بين مصر والسعودية.. هل تتوقعين انفراجة في العلاقات مع العام الجديد؟ أتمنى ذلك وأنا كنت من أول المتحمسين بعد زيارة الملك سلمان لمصر وبناء جسر يربط البلدين، ولكن عندما نجد السعودية التي لا تمتلك إلا البترول تحاول قيادة الأمة العربية فهذا مرفوض، فضلا عن أن السعودية باتفاقها مع إثيوبيا فهى تسعى لإيذاء المصريين من خلال دعم سد النهضة وهذا سلوك لا عربى ولا إسلامى، وعمومًا من مصلحة السعودية أن تتغلب على خلافاتها مع مصر لأننا الدرع الحامية للأمة العربية، كما أن عليها عدم التدخل في الشأن السورى أو اليمنى وكل شعب يقرر مصيره. وماذا تتوقعين لعلاقات مصر الخارجية في محيطها الإقليمى والدولى خلال 2017 ؟ مصر خلال العام الجديد ستصبح قوة إقليمية متصالحة مع كل القضايا العادلة لمد الجسور بينها وبين كل الدول وستعود لدورها الرائد في الأمة العربية والأفريقية وعلى الساحة الدولية باستعادة علاقاتها بالدول الكبرى على قدم المساواة لأن السيسي يضع مصلحة مصر فوق أي شيء آخر. وهل سيكون للقطاع الخاص دور إيجابى في التنمية مع العام الجديد؟ نعم بشرط أن يتحول دوره من السمسار إلى الدور التنموى والإنتاجى الذي يضع مصلحة مصر فوق مصالحه الخاصة بعيدًا عمن يقومون بتعذيب الشعب عن طريق الاستيراد، بالإضافة إلى ضرورة عودة الدولة كشريك في الاستيراد لمنع التلاعب في الأسعار لأننا في 67 نجحنا في هزيمة الهزيمة وحرمنا أمريكا وإسرائيل من جنى مكاسبها بالتمسك ببقاء عبد الناصر. وما القرارات التي يجب على الرئيس اتخاذها في العام الجديد؟ على الرئيس اتخاذ قرارات ضد آفتين للتخلص منهما وهما الفقر والأمية بوضع خطط تنفيذية للقضاء على هاتين الآفتين لأنهم الأساس في تحقيق العدالة الاجتماعية والأساس أيضًا في تحقيق أي تنمية حقيقية على أرض الواقع، إلى جانب تشديد الرقابة على التلاعب في الأسعار من التجار الجشعين. هل تتوقعين استمرار الحكومة الحالية؟ أتمنى تغيير هذه الحكومة بشكل كامل لأنها لم تحقق أي إنجاز ولا يوجد أي تواصل بينها وبين الناس، لدرجة أن رئيس الحكومة لم يعلن عن أسباب حالة الغلاء للأسعار والدولار والأدوية ويلتزم الصمت وهذا دليل على عدم شعوره بأحوال الناس ومعاناتهم، وبالتالى لابد من حكومة جديدة توضح للشعب ما نعيشه وكيف ستعالج المشكلات الحالية.