يعانى القطاع السياحى من أزمة مستحكمة منذ أكثر من 6 سنوات أدت إلى إغلاق العديد من الفنادق، بعد تدهور حالتها وتسريح العمالة في جميع مناطق مصر السياحية وذلك بسبب انحسار حركة السياحة الوافدة من الأسواق الخارجية، وفشلت محاولات الحكومة في إعادة الحياة للقطاع السياحى وخذلت الدول الأوروبية الجهود المصرية في استعادة الحركة إليها مرة أخرى. ولم تكتف الدول الخارجية بذلك، بل وخلال الأسابيع الماضية تلقى قطاع السياحة صدمة بتعليق بريطانيا لرحلاتها السياحية إلى مصر حتى شهر فبراير من العام 2017. وشهدت الحركة السياحية الوافدة من السوق الألمانية تراجعا مستمرا قد يصل ذروته خلال الموسم الشتوى المقبل بالكامل. أما السياحة الروسية فقد أجلت عودتها إلى مصر حتى إشعار آخر.. هذا المشهد ألقى بظلاله على تدنى نسب الإشغال في كافة مقاصدنا السياحية التي وصلت في شرم الشيخ 15% والغردقة 30% والأقصر وأسوان 20 %، وألقت الأزمة بظلالها على أكثر من 2 مليون عامل عانوا من شظف العيش طوال 5 سنوات بعد أن جف مصدر رزقهم الوحيد. وأكد خبراء السياحة من أصحاب الفنادق والشركات السياحية أن العام الجديد سيشهد استمرارا للأزمة التي تواجهها مصر على مدى 6 سنوات، وذلك في ضوء غياب الحجوزات الخاصة بالموسم الشتوى الحالى والموسم الصيفى الذي يبدأ اعتبارا من شهر أبريل القادم. وقال الخبراء إن 2017 سيكون أشد قسوة على الفنادق والقرى السياحية بشرم الشيخ التي تشهد حظرا سياحيا من بعض الدول على خلاف المناطق السياحية الأخرى، مطالبين الحكومة بالقيام بمسئوليتها تجاه الفنادق والقرى السياحية التي ما زالت مفتوحة وتكبدت خسائر كبيرة للحفاظ على العمالة. وأعلن الخبراء أنه في حالة استمرار الحكومة في التخلى عن السياحة في أزمتها وعدم تقديمها دعما حقيقيا غير المسكنات سوف يشهد العام الجديد إغلاق جميع الفنادق والقرى السياحية في شرم الشيخ التي كانت تمثل القبلة الأولى لسائحى العالم. وقال هشام على، رئيس جمعية مستثمرى جنوبسيناء، إنه غير متفائل بعام 2017 بالنسبة لعودة السياحة مرة أخرى لشرم الشيخ وجميع مناطق مصر السياحية مؤكدا أنه لا توجد حجوزات مؤكدة لدى أصحاب الفنادق من قبل منظمى الرحلات الأوروبية لقضاء الموسم السياحى الشتوى أو الصيفى. وأوضح رئيس جمعية مستثمرى جنوبسيناء أن التعاقد على الحجوزات من قبل منظمى الرحلات الأوربيين للموسم الشتوى يبدأ في أبريل وحجوزات الموسم السياحى الصيفى يبدأ من أكتوبر وحتى الآن ليس هناك حجز طيران أو فنادق بشرم الشيخ خلال عام 2017. وتابع هشام على: إن 80% من فنادق شرم الشيخ أغلقت وبالنسبة لضعف الإقبال خلال عام 2017 سوف يغلق 20% وهى النسبة المتبقية من الفنادق الحالية، مضيفا أن نسبة الإشغالات لدى معظم الفنادق حاليا لا تتعدى 8%، معولا على أن تقف الدولة بجانب المناطق السياحة والمستثمرين خلال عام 2017 الذي وصفه بالعام المحزن. ومن جانبه، قال هانى جاويش، عضو جمعية مستثمرى "طابا - نويبع"، إن عام 2017 لن يشهد أية تقدم في الحركة السياحية الوافدة إلى "طابا - نويبع" والتي وصفها ب "المحطة".. وتعانى من ضعف الحركة منذ أكثر من 6 سنوات؛ مما يعنى تفاقم الأزمة السياحية ويؤكد الإهمال من جميع المسئولين. وبالنسبة للأقصر فقد أكد ثروت عجمى عضو غرفة شركات السياحة بالأقصر أن عام 2017 سوف يشهد تحسنا تدريجيا في عودة السياحة مرة أخرى للأقصر بنسبة 20%.