سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رعب أثيوبي من تعاون مصر مع دول حوض النيل.. «السيسي» يلتقي رؤساء أوغندا وإريتريا و5 وزراء.. «ديسالين» يهاجم القاهرة.. يتهم مؤسسات مصرية بدعم منظمات إرهابية في بلاده.. ومصادر: لا نتدخل في شئونهم
سيطر الرعب على مسئولي دولة إثيوبيا عقب تعاون مصر مع دول الحوض، وخاصة بعد زيارة رئيس إريتيريا القاهرة ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي أواخر الشهر الماضي، وزيارة السيسي أيضًا لأوغندا، ليبدءون في إطلاق شائعات حول دعم مصادر جماعات إرهابية بأديس أبابا لضرب استقرارها. رئيس الوزراء الإثيوبي قال رئيس الوزراء الإثيوبي أثناء مشاركته في حلقة من برنامج «المقابلة» أمس الخميس، وردا على سؤال عن احتجاجات قومية الأورومو على التهميش الذي يتعرضون له وقمع السلطات لها: إن «الاحتجاجات موجودة في كل مكان هذه الأيام ورغم النجاحات الاقتصادية ما يزال لدينا 22 مليون شخص تحت خط الفقر في إثيوبيا، ونحن نتفهم مطالبهم، لكن توفير وظائف لهؤلاء يحتاج إلى إصلاحات اقتصادية وجذب المزيد من الاستثمارات». اتهام الحكومة الإثيوبية لمصر وحول أسباب اتهام الحكومة الإثيوبية لمصر وإريتريا بدعم تلك الاحتجاجات، أكد «ديسالين» أن الجميع يعرف أن «النظام في إريتريا يعمل على زعزعة استقرارنا ويضع ذلك على رأس أولوياته، وهذا التدخل غير المبرر لن ينال من إرادتنا»، لافتا إلى أن بلاده دعت إريتريا إلى الجلوس على طاولة الحوار لحل الخلافات الحدودية لكنهم أداروا لنا ظهورهم. مؤسسات مصرية وأضاف أنه فيما يخص مصر أن هناك مؤسسات مصرية تأوي وتدعم منظمات إرهابية إثيوبية مثل جبهة تحرير أورومو وجماعات أخرى، والغريب أن السلطات المصرية نفت علاقتها بتلك المنظمات التي تصول وتجول في القاهرة وتحصل على الدعم المالي والسياسي. موقف القاهرة وردا على سؤال عما إذا كان موقف القاهرة ردا على استمرار إثيوبيا في بناء سد النهضة الذي يضر بالأمن القومي لمصر، قال: «ليس إنشاء سد النهضة هو السبب في هذه الأزمة لأننا قمنا بجهود كبيرة لبناء جسور من الثقة بين مصر والسودان وإثيوبيا وهناك اتفاق ثلاثي موقع بيننا في هذا الشأن، كما أن السد تم تصميمه بشكل لا يضر بدول المصب مصر والسودان». تفريغ الحلقة بينما ردت مصادر رفيعة المستوى، مؤكدة أنه يتم حاليا تفريغ حلقة قناة «الجزيرة»، والتحقق من التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين عن مزاعم دعم مصر عناصر إرهابية لإثارة الشغب في أديس أبابا. غير مقبول وأكدت المصادر أن الهجوم غير مقبول، وأن مصر لا تتدخل نهائيا في شئون الدول الأفريقية ومن ضمنها إثيوبيا، وأنها لا يمكن أن تقوم بذلك مع أي دولة سواء عربية أو أفريقية ولا تتدخل في شئون الدول الداخلية. الانفتاح وقالت المصادر: إن مصر تتعامل بقدر عالٍ من الانفتاح مع إثيوبيا وأفريقيا، مؤكدة انفتاح مصر على أفريقيا في جميع المجالات، مشيرة إلى سعي مصر نحو تنمية وتطوير العلاقات مع كافة أشقائها الأفارقة، لاسيما في ضوء التحديات التي تواجهها القارة، فضلا عن متطلباتها التنموية والتي تدفع نحو المزيد من الحوار البنّاء والتعاون ونبذ كافة أشكال الخلاف من أجل تحقيق مصالح الشعوب الأفريقية. لقاءات السيسي والمتابع للأحداث عن قرب، يجد أن هجوم رئيس وزراء إثيوبيا حدث عقب عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة لقاءات مع دول حوض النيل، حيث أجرى الرئيس السيسي في أواخر نوفمبر الماضي جلسة مباحثات بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة مع أسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا الذي قام بزيارة عمل لمصر. تطوير العلاقات الثنائية ورحب السيسي بالرئيس أسياس أفورقي، مؤكدًا أهمية تطوير العلاقات الثنائية مع إريتريا على جميع الأصعدة في ضوء العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين. اللجنة المشتركة وأكد الرئيس أهمية تفعيل اللجنة المشتركة من أجل تعزيز التعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، ومنها الزراعة واستغلال الثروات الحيوانية والسمكية، فضلًا عن مواصلة برامج الدعم الفني المقدمة من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. التنسيق والتشاور وأشاد السيسي بالتعاون القائم بين البلدين في إطار المحافل والمنظمات الدولية، مؤكدًا أهمية زيادة التنسيق والتشاور بين الجانبين حول الأوضاع والقضايا المتعلقة بالمنطقة في إطار العمل على إحلال السلام والاستقرار. وأكد الرئيس على أن سياسة مصر الخارجية تقوم على عدم التدخل في شئون الدول الأخرى، مؤكدًا انفتاح مصر على الجميع وسعيها لإقامة علاقات متوازنة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة. تعزيز العلاقات وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، حيث تم الاتفاق على تبادل زيارات الوفود بهدف تحديد المجالات التي سيتم تطوير التعاون بها وتنفيذ مشروعات مشتركة، وذلك تحضيرًا لعقد اللجنة المشتركة بين البلدين. القضايا الإقليمية وشهد اللقاء تباحثًا حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على الاستمرار في التنسيق المكثف بينهما في إطار المحافل والمنظمات الدولية. كما استقبل الرئيس السيسي في الأسبوع الأول من ديسمبر الجارى بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة وزراء المياه والري لعدد من دول حوض النيل، تشمل كلا من السودان، وتنزانيا، وأوغندا، وجنوب السودان، وبوروندي، والذين يشاركون في المؤتمر الذي ينظمه المركز القومي لبحوث المياه بالقاهرة حول سبل تطوير البحث والتكنولوجيا للوصول إلى إدارة مستدامة للمياه، وحضر اللقاء الدكتور محمد عبد العاطي خليل وزير الموارد المائية والري، بالإضافة إلى سفراء الدول المشاركة في المؤتمر. الدول الأفريقية ورحب الرئيس بوزراء المياه والري لدول حوض النيل، مؤكدًا أن مصر تولي اهتمامًا خاصًا لتعزيز وتطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية الشقيقة، وفى مقدمتها دول حوض النيل. شريان حياة وأشار الرئيس إلى ما يمثله نهر النيل من شريان حياة يربط بين دول الحوض، مستعرضًا رؤية مصر إزاء مياه النيل، والتي ترتكز على أن التعاون هو الأسلوب الأمثل لإدارة الموارد المائية المشتركة، ومؤكدًا على ما تمثله مياه النيل من أهمية إستراتيجية بالنسبة لمصر. نبذ الخلاف كما أشار الرئيس إلى ضرورة نبذ الخلاف وتعزيز التعاون بين دول الحوض من أجل تنفيذ مزيد من المشروعات المشتركة، وعلى رأسها مشاريع استقطاب الفواقد المائية وحصاد الأمطار، بما يؤدي لزيادة إيراد النهر ويحقق استفادة الجميع، وذلك في ضوء إهدار النسبة الأكبر من إيراد النهر في المستنقعات والبخر. حل توافقي وفيما يتعلق بمسألة الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل، أكد الرئيس اهتمام مصر بالتوصل إلى حل توافقي، بحيث يكون اتفاقًا شاملًا يضمن الأمن المائي لجميع أطرافه. سياسة ثابتة وأكد الرئيس كذلك على تبني مصر لسياسة ثابتة تقوم على عدم التدخل في شئون الدول أو التآمر ضدها، مشيرا إلى تركيز مصر على مسيرتها التنموية، وحرصها على التعاون مع جميع الدول من أجل تحقيق التنمية والبناء والتعمير. دعم فني وأشاد وزراء دول حوض النيل المشاركين باللقاء بما تقدمه مصر لبلادهم من دعم فني في مجالات الموارد المائية والري، وما تقوم بتنفيذه من مشروعات مشتركة في عدد من دول الحوض، مؤكدين دور مصر المحوري في الارتقاء بالتعاون بين دول الحوض. التكامل الاقتصادي وأعرب الرئيس في ختام اللقاء عن أهمية العمل على تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول حوض النيل، والاستفادة مما يوفره نهر النيل من شريان طبيعي للتواصل بين شعوبها. وأشار إلى ضرورة تنفيذ مشروعات تنموية مشتركة للارتقاء بالبنية التحتية لدول الحوض ليساعد ذلك على تعزيز التبادل التجاري وتحقيق المصلحة المشتركة لجميع دول الحوض، ودفع عملية التنمية بها. أوغندا كما أجرى الرئيس السيسي، أوائل الأسبوع الجارى زيارة رسمية إلى أوغندا، حيث كان في استقباله بمطار عنتيبي الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني. وعقد الرئيس جلسة مباحثات مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، الذي استهلها بالترحيب بالرئيس، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس هي أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس مصري إلى أوغندا. العلاقات التاريخية وأشاد الرئيس "موسيفيني" بالعلاقات التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين منذ قرون، وبالدور الذي قامت به مصر في دعم استقلال أوغندا، معربًا عن تطلعه لأن تمثل زيارة الرئيس السيسي إلى أوغندا نقطة انطلاق جديدة في العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين والعمل على تطويرها والارتقاء بها في كل المجالات. كما ثمن الرئيس الأوغندي توجه الرئيس السيسي نحو الانفتاح على القارة الأفريقية، مؤكدًا أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. حفاوة الاستقبال وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أن مصر تولي أهمية خاصة لتعزيز التعاون مع أوغندا في جميع المجالات، وذلك في ضوء العلاقات التاريخية الممتدة التي تربط بين الشعبين. وأكد السيسي أن مصر حريصة على زيادة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الدولتين، مشيرًا إلى ضرورة تفعيل عمل اللجنة المشتركة بين البلدين وعقدها في أقرب فرصة، فضلًا عن إقامة مزيد من المشروعات التنموية المشتركة، وخاصةً في قطاعات الطاقة، وإدارة الموارد المائية والري، والزراعة والثروة الحيوانية. فرص استثمارية وأشار السيسي إلى تزايد عدد الشركات المصرية العاملة في أوغندا خلال السنوات الماضية في ضوء ما توفره من فرص استثمارية واعدة، مشددًا على مواصلة مصر تقديم الدعم الفني لأوغندا في عدد من المجالات، وذلك من خلال المبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. وعلى الصعيد الإقليمي، أكد السيسي حرص مصر على تكثيف التنسيق والتشاور مع أوغندا إزاء مختلف القضايا الإقليمية، منوهًا إلى التطلع لأن تساهم آلية التشاور السياسي بين البلدين، والتي تم توقيع مذكرة تفاهم بشأنها عقب المباحثات، في تحقيق هذا الغرض. تعظيم الاستفادة كما أكد السيسي على أهمية تعظيم الاستفادة من نهر النيل، نظرًا لكونه شريان حياة يربط بين مصر وأوغندا، مشيدًا بالتعاون القائم بين الجانبين في مجال إدارة الموارد المائية، ومنوهًا إلى أهمية التعاون بين دول حوض النيل والعمل سويًا لتنفيذ مشروعات لزيادة إيراد النهر بما يحقق المصالح المشتركة لجميع دول الحوض. وتطرقت المباحثات إلى سبل تطوير وتنمية العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، كما تمت مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيسان التزامهما بمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار والتنمية في أفريقيا، وخاصةً في منطقة حوض النيل، ومنطقة البحيرات العظمى والقرن الأفريقي. مذكرة تفاهم وشهد الرئيسان عقب انتهاء المباحثات التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن المشاورات الدورية السياسية والدبلوماسية بين البلدين، وعقدا عقب ذلك مؤتمرًا صحفيا مشتركًا.