فى السابع من أبريل عام 332، قبل الميلاد، تم تأسيس مدينة الإسكندرية، ثانى أكبر المدن المصرية، وعروس البحر المتوسط، أنشأها الإسكندر الأكبر مكان قرية راقوده "راكوتيس"، وظلت عاصمة مصر حتى عام 641 ميلادية، عندما فتحها عمرو بن العاص ونقل العاصمة إلى الفسطاط. ازدهرت الإسكندرية كمركز للثقافة العالمية فى العصر البطلمى، وكانت تشتهر بمكتبتها الغنية التى أنشأها بطليموس الأول - الذى تولى حكم مصر بعد الإسكندر، وصارت مكتبة الإسكندرية أشهر المكتبات فى الأزمنة القديمة، وكانت تحتوى فى وقت من الأوقات على 700 ألف كتاب. وساعد على ازدياد شهرة الإسكندرية فنار عظيم كان إحدى عجائب الدنيا السبع، وظلت خلال القرون الماضية جزءا من امبراطورية بعد أخرى، وأثناء ذلك دمرت مكتبتها بأيدى الغزاة، وتهدم فنارها على أثر زلزال، وزحف الطمى على مينائها، وكاد أن يردمها حتى فقدت المدينة كثيرا من أهميتها عند نهاية القرن ال18، قبل تغير الحال فى أوائل القرن ال19 حين تم تطهير الميناء، وبعد حفر قناة تتصل بنهر النيل استعادت المدينة عظمتها مرة ثانية. وتعتبر الأسكندرية اليوم، الميناء الأول لمصر، ومن أكبر موانئ البحر المتوسط، وتحوى الكثير من الآثار العربية واليونانية والرومانية، وتعد مركز صناعى تجارى مهم، تمر بها معظم تجارة مصر، كما تزخر بالأحياء الجميلة وخاصة فى منطقة الرمل التى تضارع أبدع المناطق الأوروبية وبها جامعة الإسكندرية التى تأسست عام 1942.