تعتزم البعثة المصرية الفرنسية المشتركة للآثار الغارقة أوائل العام 2008 انتشال بقايا فنار الإسكندرية، وهو من عجائب الدنيا السبع القديمة الغارق على مساحة 800 متر مربع بالطرف الشمالي للميناء الشرقي بالإسكندرية. ويعتمد المشروع على انتشال أجزاء ضخمة من أساسات الفنار والتي تؤكد الشواهد أنه سيتم العثور على النقش البطلمي الذي قام مهندس بناء الفنار «سوستراتوس» بإذن من الملك بطليموس الثاني بنقش اسمه على هذا الصرح المهم كنوع من الفضل. وحسب مسؤولين في البعثة فإن الفكرة جاءت بعد نجاح خبراء الآثار في إعداد موسوعة تاريخية علمية عن فنار الإسكندرية من خلال المشروع الذي نفذه المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لدراسة خصائص أحجار البناء والزينة الخاصة بالفنار تمهيدا لإعادة بنائه مرة أخرى بجوار قلعة قايتباي. يرجع إقامة الفنار إلى عهد الملك بطليموس الثاني (285_246 ق. م)، وكان ارتفاعه بعد انتهائه حوالي 135م، فيما بلغت تكلفته 800 تالينت، بما يعادل 2000 جنيه استرليني في ذلك الوقت. ويقول الدكتور أحمد شعيب، رئيس الفريق المصري، إنه تم اكتشاف الكثير من أحجار الفنار تحت سطح الماء بالميناء الشرقي، وهي عبارة عن جرانيت وردي ورخام وحجر جيري. مشيرا إلى أنه سيتم تحديد مواقع المحاجر المحلية، ورسم خريطة جيولوجية لها، وينتظر أن يستغرق تنفيذ المشروع ثلاث سنوات، خاصة بعد تجميع الأعمال السابقة التي تناولت الموقع وتاريخه وكيفية نشأته والكوارث الطبيعية التي أدت إلي انهياره وغرقه. وقد اتفق الطرفان المصري والأوروبي على جمع عينات للدراسات المعملية وزيارة محاجر الجرانيت الوردي في أسوان والمستخدم في فنار الإسكندرية، حيث قامت البعثة الفرنسية التابعة لمركز الدراسات السكندرية برفع بعض أحجار الفنار من تحت الماء ونقلها في أماكن عديدة بالإسكندرية مثل الموجودة بمكتبة الإسكندرية وحديقة الشلالات والمسرح الروماني والمتحف البحري والرصيف الشرقي لقلعة قايتباي. وحسب السياق التاريخي فإن المهندس المصري اختار موقع بناء الفنار بجوار جزيرة «فارو» بسبب قربه من المكان الوحيد المخصص لسماح دخول الغرباء إلي مصر عن طريق البحر بعد دفع الرسوم المستحقة وكثرة المراكب التجارية التي كانت تحمل محاصيل مصر إلى دول البحر المتوسط وموانئه في تلك الفترة. وقد وجد البطالمة أن الموقع هو أهم منطقة علي البحر المتوسط باعتباره موضع إقامة اليونانيين وسط الشعب المصري، بعدما اعتبروا الإسكندر الأكبر في منزلة الفراعنة، وعندما بدأ العمل في الفنار تم إسناد أعمال مختلفة إليهم لإنجاز هذا الفنار، وبعد الانتهاء من العمل أصبح الميناءان الشرقي والغربي بالإسكندرية من أعظم الموانئ البحرية في العالم القديم.