أرجعت الكتابات بداية البحث عن الآثار الغارقة في مصر لعام1933 حيث بدأت عمليات التعرف علي الآثار الغارقة وانتشالها في منطقة أبي قير بالاسكندرية والتأكد من امتلاء شواطئها بالكنوز نتيجة لتعرض المدينة للعديد من الزلازل الشديدة التي ألقت بكثير من مباني وقصور وقلاع الاسكندرية في مياه البحر وبخاصة منطقة الميناء الشرقي التي تضم أشهر المباني التي أطاحت بها الزلازل للبحر وهو فنار الإسكندرية القديم إحدي عجائب الدنيا السبع. وفي عام1961 بدأ التعرف علي آثار الاسكندرية الغارقة بمنطقة الحي الملكي عندما اكتشف الأثري الراحل والغواص المعروف كامل أبو السعادات كتلا أثرية غارقة في أعماق البحر وفي عام1962 كشف عن وجود تماثيل ضخمة وعناصر أثرية أخري فقامت مصلحة الآثار وقتها بمعاونة من القوات البحرية وللمرة الأول بشكل رسمي وتحديدا في النصف الاول من نوفمبر بانتشال تمثال من الجرانيت لرجل يرتدي عباءة تغطي معظم بدنه ويبلغ طوله170سم بعدها توالت عمليات الانتشال حتي عام1968 حيث طلبت الحكومة المصرية منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكومعاونتها في عمل خريطة للآثار الغارقة بمنطقة الميناء الشرقي وتم إرسال غواصة عالمية تمكنت عام1975 من وضع خريطة أصبحت مرجعا للعمل في تلك المنطقة. وفي عام1992 قامت بعثة معهد بحوث أوروبا للبحار برئاسة فرانك جوديو خبير الكشف عن الاثار الغارقة بالعمل في كل من منطقتي أبي قير والميناء الشرقي وكشفت بفضل الخبرة وتقدم الأجهزة ورصد وتحليل البيانات عن الكثير من الأسرار الغامضة لآثار الاسكندرية الغارقة وفي أكتوبر من عام1995 بدأت بعثة المركز الفرنسي القومي للدراسات بالاسكندرية والتي ضمت30 غواصا فرنسيا ومصريا متخصصين في المسح الطبوغرافي والتصوير تحت الماء بأعمال مسح في المنطقة الواقعة أمام قلعة قايتباي كشفت عن وجود آلاف القطع الأثرية من تماثيل وقواعد وتيجان وأعمدة لوحظ أن أحدها يشبه عمود السواري مما أعاد للأذهان واقعة إلقاء أعمدة وأحجار السرابيوم في قاع البحر عام1167 لصد هجوم الصليبيين.. وأثناء عمليات البحث تم رصد ظاهرة أثرية غريبة حيث وجود صف كتل حجرية هائل من جرانيت أسوان الأحمر منتشرة في صف واحد شمال قلعة قايتباي تبلغ أوزانها من50 إلي70 طنا يشير أسلوب انتشارها إلي سقوطها من مكان عال إثر أحداث عنيفة فسرها العالم الفرنسي جان ايف إمبرير مدير الأبحاث بالمركز القومي الفرنسي للأبحاث العلمية بأنها من بقايا فنار الاسكندرية القديم ربما كانت القطع بقايا الطابق الأول الذي دمره زلزال القرن الرابع عشر وسقطت في الماء أو ألقيت لأعمال تحصين الاسكندرية من جهة البحر ضد الغزوات الأجنبية كغزو ملك قبرص أو حملات الصليبيين علي مصر. وفي عام1996 تم إنشاء إدارة للآثار الغارقة بالاسكندرية تابعة للمجلس الأعلي للآثار لأول مرة تضم مجموعة من الأثريين المصريين برئاسة الأثري إبراهيم درويش