سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهازل "تسيس الامتحانات" مستمرة.. 27 حالة فى أقل من عامين.. السيد: جريمة أخلاقية.. مغيث: تعبر عن تردى التعليم مع حكومة الإخوان.. والبيلى يتهم الوزارة بالتواطؤ مع واضعى الأسئلة
ما حدث فى مدرسة "أبيس" التابعة لإدارة شرق التعليمية بمحافظة الإسكندرية ومجىء امتحان اللغة العربية فى اختبارات منتصف الفصل الدراسى حاملًا سؤالين فيهما سب وقذف صريح لجبهة الإنقاذ، بوصف أعضائها باللصوص ليس أمرًا جديدًا، بل منذ تم تصعيد جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة ووصولهم إلى البرلمان فى عام 2011 مع مجلس الشعب المنحل، وحتى الآن كان هناك أكثر من 27 حالة جاءت بها أسئلة سياسية تهدف إلى توجيه الطلاب نحو هدف معين يخدم مصالح الجماعة. وكانت البداية مع نهايات الفصل الدراسى الأول وتحديدًا فى 30 ديسمبر عام 2011 ، حيث جاء فى امتحان اللغة العربية للصف الأولى الثانوى بمدرسة أبوصوير الثانوية بنين، التابعة لإدارة سمنود التعليمية بمحافظة الغربية، يحمل سؤال إجبارى فى التعبير يطلب من الطلاب توجيه رسالة شكر للمجلس العسكرى لشكره على حمايته للثورة المصرية، وتصميمه على حماية البلاد من كل عميل وطامع، رغم ما تعرض له من إهانات". وفى العام الدراسى نفسه جاء امتحان مادة اللغة العربية للصف الثانى الإعدادى بإدارة القنايات بالشرقية يحمل سؤالين أحدهما إجبارى يطلب من الطلاب كتابة برقية تهنئة لحزب "الحرية والعدالة"- الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين- على حصولهم على المركز الأول فى انتخابات مجلس الشعب، وفى السؤال الاختيارى للتعبير جاء أيضًا "اكتب موضوع تعبير عن مميزات وعيوب الثورة". تكرر الأمر مع نهايات العام الدراسى السابق فى امتحان مادة اللغة العربية لطلاب الصف الأول الثانوى بإدارة أوسيم التعليمية بمحافظة الجيزة، حيث تضمن السؤال الرابع من الامتحان، والخاص بسؤال النحو فقرة تطعن فى حركتى "شباب 6 أبريل" و"كفاية"، وكان من الخطأ أن واضع الامتحان نعت الحركتين بالأحزاب التى تسعى للخراب. وفى اختبارات الفصل الدراسى الأول من العام الحالى تكرر ظهور الامتحانات ذات التوجه السياسى الذى يخدم سياسات الجماعة، حينما وجه واضع اختبار اللغة العربية إلى طلاب الصف الثانى الثانوى بإدارة شرق شبرا الخيمة التعليمية سؤالًا فى النحو تضمن السخرية من أحزاب المعارضة، واعتبر أن كلام الأحزاب لا يريده الوطن ولا يريده الله خاصة فيما يتعلق بالدستور ". وفى مارس الماضى بإدارة الزرقاء التعليمية بدمياط جاء الاختبار الشهرى لامتحان اللغة العربية، يدعو للدكتور محمد مرسى، بأن يعينه الله على من يريدون تخريب الوطن لتحقيق مصالحهم الذاتية. الخبير التربوى الدكتور حسنى السيد الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، أكد أن توجيه الأسئلة سياسيًا يعد جريمة أخلاقية قبل كل شيء، معتبرًا أن الامتحانات توضع لقياس الجانب المعرفى للطلاب، والتحصيل الدراسى، ولا توضع لتوجيههم إلى رأى معين، أو انتهاج فكر محدد، مطالبًا بعزل كل مدرس يقع فى مثل هذا الخطأ، معتبرًا أن ما حدث فى مدرسة "أبيس" لن يكون الحالة الأخيرة فى ظل التساهل مع المعلمين المخالفين. فيما اعتبر الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى أن ما يحدث فى الامتحانات الموضوعة للطلاب يعبر عن حالة التردى التى يعيشها التعليم فى ظل حكومة الإخوان المسلمين، وقال إن المدارس مع الحكومة الحالية تحولت إلى ساحات للمعارك السياسية. وأكد أن من يفعل ذلك يؤسس لنوع جديد من الفتنة الفكرية، لأنه ربما يأتى معلم ناصرى فيضع اختبارًا به أسئلة للسب فى الإخوان، أو يأتى معلم وفدى يضع أسئلة تنال من معارضى حزبه، وندخل فى دوامة لا فكاك منها، مشددًا على أن هذا الأمر هو انهيار أخلاقى بكل ما تحمله الكلمة من معنى. واعتبرت نقابة المعلمين المستقلة أن ما حدث فى إحدى مدارس الإسكندرية ومجىء الامتحان يحمل أسئلة تهاجم المعارضة سابقة ليست جديدة فى امتحانات المدارس المصرية أن تهاجم المعارضة المصرية الوطنية من قبل بعض المعلمين الذين يضعون الأسئلة وينتمون بأفكارهم السياسية إلى جماعة الإخوان أو من المؤيدين لهم وقال بيان صادر عن النقابة من المعروف أن الفساد يطال كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم . وأكد البيان أن أول أوجه الفساد فى المنظومة التعليمية هو انعدام الرقابة نهائيًا على أعمال الاختبارات وعدم خضوعها لمراجعة التوجيه الفنى لمراعاة التزامها بالمنهج وحياديتها الفكرية بعيدًا عن الأهواء والانتماءات الفكرية والسياسية. وطالبت "المعلمين المستقلة" فى بيانها ضرورة إخضاع كل الاختبارات التى يتعرض لها الطلاب للإشراف الفنى من قبل المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى. من ناحيته أكد أيمن البيلى وكيل نقابة المعلمين المستقلة أن النقابة رصدت 27 حالة فى الامتحانات الموجهة للطلاب، منذ نهاية العام الدراسى الماضى وحتى الآن، كلها بها أسئلة موجهة للنيل من معارضى الجامعة. واتهم وزارة التربية والتعليم بالتواطئ مع واضعى تلك الامتحانات بتخاذلها عن اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا مع من يقترف جرمًا كهذا. وقال إنه منذ مجىء الدكتور إبراهيم غنيم على رأس وزارة التربية والتعليم، وتحصنه بعدد من المستشارين المنتمين للجماعة، وأصبح الحال فى المدارس عبارة عن ساحة يتنافس فيها أبناء الجماعة، والمؤيدون لسياستها على إظهار مدى حبهم وولائهم للإخوان، مطالبًا بوقف ما اعتبره مهزلة فى صفوف التربية والتعليم جراء تسييس أسئلة الامتحانات.