* التهجير أسهم في عدم حماية اللغة النوبية * جامعات عالمية تدرسها بين اللغات القومية تعد اللغة النوبية واحدة من أكثر اللغات تميزًا، ويتحدث بها النوبيون وخاصة المقيمين في بلاد النوبة بمحافظة أسوان، واستخدمت كشفرة في حرب أكتوبر حتى لا يستطيع العدو فهمها، مرت اللغة النوبية بعدة مراحل تاريخية ومازال النوبيون يحافظون عليها حتى لا تندثر مثل 3 آلاف لغة أخرى إندثرت على مستوى العالم. ويوضح الباحث والمحاضر عن التاريخ والجغرافيا والحقوق الوثائقية جمال السيد عبد الحميد في حوار ل "فيتو" إن الأحرف الخاصة باللغة النوبية تم تدوينها في الإنجيل، وتوجد مخطوطة باللغة النوبية في المتحف البريطانى، موضحًا أن اللغة النوبية تدرجت مابين اللغة اليونانية واللاتينية والقبطية وتسمى لغة صوتية لأن كلماتها متناغمة أي متناسقة ومخارج الكلام مثل النغمة، والى تفاصيل الحوار: * ماذا عن المحاولات المبذولة حاليا للحفاظ على اللغة النوبية؟ هناك محاولات كثيرة في العصر الحديث للحفاظ على اللغة النوبية، ومن أبرزها " ثالوث مستر هرمان بيل وهو بروفيسير إنجليزى ومستر ماركوس جيجر بروفيسور ألمانى والثالث الشفيع الجزولى بروفيسور سودانى"، اهتموا باللغة وتدوين أحرفها وتم عمل برنامج يسمى "صوفيا نوبيان" وهى الأحرف التي تكتب على الكى بورد لتسهيل كتابة اللغة على الكمبيوتر، وأعمل كباحث على إيجاد طريقة لكتابة اللغة النوبية بالحروف الأبجدية المستخدمة لأننى إكتشف حروفا نوبية لايوجد مايقابلها في الأبجدية، ولاحظت حروفا أبجدية يونانية في اللغة النوبية. *متى يرجع تاريخ اللغة النوبية، وهل استخدمت كشفرة في حرب أكتوبر؟ حروف اللغة النوبية موجودة في عهد الدولة المروية وتوجد تدوينات على ورق بردي في المتحف البريطانى، والدليل على أن اللغة النوبية تنطق وتكتب هو استخدامها كشفرة في حرب أكتوبر 1973 حيث كلمة اضرب التي كانت تستخدم أثناء الحرب تعنى أن هناك أفعالا في اللغة النوبية وهى فعل أمر، وسأناقش مع مستر ماركوس إمكانية استخدام حروف أبجدية وبما يضاهيها باللغة الناطقة، لأن اللغة النوبية منطوقة وأساسية بين النوبيين وخاصة فيما قبل تهجير النوبيين من قراهم بسبب بناء الخزان والسدالعالى، وهو ما كان له آثار سلبية على انتشار اللغة والحفاظ عليها. * هل تأثرت اللغة النوبية سلبا بعملية التهجير؟ التهجير ساهم في عدم حماية اللغة النوبية والحفاظ على الهوية التي حرصت جامعات أخرى عالمية على تدريسها وتعريفها بأنها لغة ساحلية أفريقية ما بين اللغات القومية، وسعيت مسبقا لتقديم شكوى للمجلس الدولى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة للمطالبة بإلزام الدولة المصرية بتنفيذ القرار 375 على أرض الواقع، وهو الذي ينص على أن المجتمع النوبي يعيش في تجانس ولهم لغتهم الخاصة ومدارسهم الخاصة والتعليم باللغة الأم والمنشورات الصادرة بلغاتهم، ولا تعتبر اللغة النوبية من اللغات الحديثة. *كيف استخدمت اللغة النوبية قبل التهجير؟ اللغة النوبية كانت تستخدم قبل التهجير في القرى النوبية القديمة وكانت هي اللغة الأم وتعلمها جميع التجار والصيادين الذين كانوا يأتوا إلى بلاد النوبة من محافظات أخرى، ولذلك كانت لا تستلزم تعليمها في المدارس لأنها لغة حية، وقد أصدرت بعض الكتب لحث الدولة للحفاظ على اللغة النوبية والتراث النوبي، وتوجد حاليًا بعض الجمعيات النوبية تقدم تعليم اللغة النوبية وكورسات ولكنها قليلة وبمجهودات فردية. *هل قصرت الدولة في الحفاظ على اللغة النوبية؟ الدولة لم تقدم شيئًا للحفاظ على اللغة النوبية بالرغم من معاناة التهجير التي تحملها النوبيون منذ تعلية الخزان وحتى بناء السد العالى لأن التحرك المكانى من بقعة لبقعة يؤثر على اللغة، ولكن لا يوجد خوف من اندثار اللغة النوبية لأنها ستظل موجودة في قرى النوبية وخاصة التي لم تتعرض إلى التهجير وباقية في أماكنها مثل غرب أسوان وغرب سهيل وجزيرة سهيل وجزيرة أسوان، فمازال أهالي تلك القرى يحتفظون باللغة كاملة في كل نجوعها ويعلموها لأولادهم. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل"فيتو"