إذا كنت مخرجا سينمائيا، وأمامك مشهد به عدد من الشخصيات، كيف سترتب وقفتهم أمام الكاميرا؟ هل يتم الترتيب بطريقة عشوائية لظهور صورة جيدة تناسب مساحة الكادر أم تقدم صورة جيدة مصحوبة بمعنى؟ في فيلم "أيامنا الحلوة" 1955، للمخرج حلمي حليم، كان هناك مشهد عبرت فيها كاميرا المخرج الكبير عن معاني كثيرة دون أن تنطق، فقط عن طريق ترتيب الممثلين.
نجد في عمق هذه الصورة الفنانة فاتن حمامة، التي قامت بدور هدى الفتاة الفقيرة التي يسكن حولها ثلاثة شبان كانوا يظنون أنها جارة مزعجة، ولكن في هذا المشهد عندما يحاولون اقتحام المنزل ليتشاجروا مع هذه الجارة المزعجة، يكتشفون أنها فائقة الجمال والنعومة، وبجانبهم زينات صدقي "زنوبة" صاحبة المنزل. نرى فاتن حمامة، في عمق الصورة، وحولها هالة من النور، بينما يقف عبد الحليم حافظ وأحمد رمزي، في درجة أدنى بعمق الكادر، مسحوران بجمال هذه الجارة الجديدة، ونرى حجمهما أقل في الصورة، كتعبير عن شعورهما بالضآلة وسوء التصرف الذي فعلاه. بينما نجد زينات صدقي، وعمر الشريف في مقدمة الصورة، وتواجد عمر الشريف في المقدمة، يعود إلى الشخصية العاقلة التي يلعبها في الفيلم، فوجوده في مقدمة الكادر هو وزينات صدقي، لاعتبارهما بأنهم القوة ومركز الثقل في المنزل، فهو قائد هؤلاء الطلاب والأعقل فيهم، وهي صاحبة البيت.