ظلت الولاياتالمتحدةالأمريكية تزعم لأعوام طويلة، أنها الدولة الأكثر ديمقراطية في العالم مع تغير حكامها وتباين طريقتهم في تسيير أمور البلاد. ولكن مؤشرات الديكتاتورية بدأت ترتفع من جديد وسط توقعات بانتهاء عصر الديمقراطية في الولاياتالمتحدة وبداية عصر جديد برؤية الرئيس المنتخب حديثا دونالد ترامب صاحب الفكار المتطرفة والمنحازة ضد العرب والمسلمين خاصة. 1- ترهيب وسائل الإعلام حيث رصدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية 10 مؤشرات تكشف ديكتاتورية الحكام جاء أولها جهودهم المستمرة لترهيب وسائل الإعلام حيث يبقي المستبدين على قيد الحياة عبر تحكمهم في سيل المعلومات، وفق ما أورده الكاتب جورج أوريل في رواية 1984. وأوضحت أن الصحافة الحرة الحيوية واليقظة تعتبر منذ سنوات أساسا للمجتمعات الحرة والديمقراطية من أجل مساعدة الشعوب تقييم أفعال الحكام، مشيرة إلى بدء حكومة ترامب في اتخاذ إجراءات لتقييد حرية الصحافة وتخويف المؤسسات الإعلامية من تقديم تغطية صحفية ناقدة. 2- بناء شبكة إعلامية موالية يأتي ذلك المؤشر كنتيجة للمؤشر الأول، حيث يلجأ الحكام الطغاة لإنشاء شبكة موالية لهم من وسائل الإعلام تقدم لهم الدعم الدائم دون أي انتقادات، وهو ما يتسبب في عزل المواطنين عن الحقيقة المطلقة وهو أحد أبرز المخاوف المنتظر حدوثها في السنوات المقبلة بالولاياتالمتحدةالأمريكية. 3- تسييس الخدمات المدنية والعسكرية تعتبر البيروقراطية الحكومية واحدة من أهم أسباب حماية الديمقراطيات من الانهيار حيث تحمي المسئولين من التعرض للضغوط السياسية. وهي قاعدة يحاول الرئيس الأمريكي ترامب هدمها في الوقت الحالي، وهو ما يعني أن الجيش ومكتب التحقيقات الاتحادي والحرس الوطني ووكالة الاستخبارات، لن تكون جميعها في مأمن من تدخله، وفق بوليسي. 4- مراقبة الخصوم السياسيين اعتبرت فورين بوليسي استغلال السلطات لمراقبة الخصوم السياسيين المؤشر الرابع على الأنظمة الديكتاتورية، كما استخدم ريتشارد نيكسون سابقا، وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لاختراق الجماعات المناهضة للحرب خلال حرب فيتنام. وأوضحت أن أنشطة الحكومة الأمريكية لمراقبة هواتف المواطنين ورسائل بريدهم الإلكتروني وأنشطتهم عبر الإنترنت تتطور يوما بعد يوم ولا تخضع للمراقبة، حتى أنها تخرق القانون مرات عديدة دون محاسبة. 5- مكافئة المؤيدين ومعاقبة المعارضة وسلطت المجلة الضوء على استخدام بعض الأنظمة لسلطة الدولة لمكافئة المؤيدين من كبار رجال الأعمال الموالين للنظام ومعاقبة المعارضة وهي طريقة يستخدمها حاليا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسيطرة على الأقليات داخل حدود دولته. 6- السيطرة على المحكمة العليا ويعتبر السيطرة على المحاكم العليا داخل البلاد أبرز مظاهر تحركات الديكتاتوريين حيث يلجئون لتعيين محلفين وقضاة موالين للنظام بهدف الاستفادة منها في تحقيق مصالح الحكومة. 7- التمييز في تطبيق القانون تطبق الأنظمة الديمقراطية القانون على جميع أفراد المجتمع دون تمييز على عكس الديكتاتوريين والذين يميزون في تطبيق القانون بين المؤيدين والمعارضين. 8 ادعاء التزوير اعتبرت بوليسي ادعاءات ترامب بتزوير الانتخابات وتأكيده على عدم قبول نتيجتها إذا لم تأتِ في صالحه، مؤشرا ضمن مؤشرات القادة الديكتاتوريين الذين يحاولون إثارة ارتباك انتخابي لصالحهم. 9- تخويف وهمي ورصدت المجلة التخويف الوهمي باعتباره أداة من أدوات الحكام الطغاة الذين يوهمون شعوبهم بتهديد سلامتهم وأمنهم واصطناع أحداث غير حقيقية كذرائع لإعلان حالة الطوارئ وإحكام القبضة الأمنية داخل الدولة. 10- تشويه صورة المعارضة تتعمد الأنظمة الديكتاتورية تشويه صورة المعارضة داخل المجتمع عبر إقناع المواطنين أن المعارضين هم أعداء للأمة ولمصالحها وهي تكتيكات استخدمها ترامب وسبقه فيها بوتين وأردوغان لتعزيز سلطتهمم محليا.