مرت مصر على مدى تاريخها القديم والحديث بفترات صعبة وواجهتها بشجاعة، وتمكنت من تجاوز المحن التي مرت بها.. في كل إنجاز يتحقق نري المشككين ودعاة الفتن يبثون سمومهم من أجل التشكيك في الإنجازات، وقد واجه زعماء مصر بعد ثورة 23 يوليو52 التي قضت على الملكية العديد من الشائعات.. عبد الناصر مفجر الثورة تعرض للاغتيال في الستينيات في حادث المنشية، وتناثرت الشائعات حول الحادث الذي نجا منه ووصفوه بالتمثيلية، وتصدي للشائعات الشعب المصري الذي قدر دور الزعيم عبد الناصر الوطني.. رحل الزعيم وبقيت مصر قوية وشامخة رغم أنف الحاقدين وأعداء الوطن.. وتولي الرئيس محمد أنور السادات حكم البلاد ولم يسلم هو أيضًا من الشائعات والمؤامرات التي أحاطت به.. وواجهها بقلب جسور وشجاعة الرجال ولم يلتفت لها لأن شاغله الأوحد هو مصلحة مصر وتحرير أراضيها المغتصبة، فكانت حرب التحرير في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر التي أعادت لنا الانتصارات واسترداد الكرامة العربية.. هزم العدو الصهيوني وكسر شوكته بعد أن كان يدعي أنه الجيش الذي لا يقهر، فإذا بالمصريون يحطمون هذه الأسطورة الصهيونية.. لقد التقيت الرئيس السادات مرة واحدة عقب سقوط الطائرة العسكرية، وتحطمها التي تقل الفريق أحمد بدوي في الثاني من مارس 1981، ورفاقه من كبار الضباط الذين كانوا هم الأبطال الحقيقيون في حرب أكتوبر، ولقوا حتفهم جميعًا باستثناء طاقمها، وانتشرت الشائعات حول الحادث، وفي اليوم التالي خرج الشهداء في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة وأصدر الرئيس السادات قرارًا بمنح الفريق أحمد بدوي رتبة المشير.. بعد الحادث بأيام تم إخطاري بحكم رئاستي لاتحاد الطلاب بجامعة عين شمس، بزيارة الرئيس، وفي الموعد المحدد وصل الرئيس إلى قصر الزعفران مقر رئاسة الجامعة، وكان في استقباله د. كامل ليلة رئيس جامعة عين شمس، والعبد لله، والقي السادات خطابًا لشباب الجامعة من شرفة القصر، وهتف الطلاب للسادات التي كانت كلماته تنم عن حبه العميق للوطن.. وبعد ثمانية شهور استشهد السادات على أيدي القتلة الإرهابيين.. اليوم مصر تمر بمرحلة جديدة من الشائعات بعد ثورة 30 يونيو، وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام البلاد.. التشكيك في كل إنجاز يتحقق في محاولة لزعزعة الاستقرار، وقيامهم بارتكاب الجرائم على أيدي الإرهابيين من جماعة الإخوان الإرهابية التي لا تتوقف سمومها، ولكن يقظة الشعب المصري هي طوق النجاة من الشائعات.. لا ينكر أحد أن هناك أزمات ومشكلات تحيط بالوطن، ويستغلها الأعداء من الداخل والخارج للتأثير على الشارع المصري، ولكن بعزيمة المصريين وشجاعتهم وصبرهم على البلاء وحب الوطن سيتم دحر الشائعات في مهدها، ومواجهة الإرهابيين الأشرار مسئوليتنا جميعًا وليست مسئولية الجيش والشرطة فقط، فهم أيضًا أبناء مصر البواسل وأيضًا مواجهة جماعة الإخوان الذين يتوغلون في معظم مؤسسات الدولة، ومنها وزارة الطيران المدني التي تضم عناصر فعالة في كافة مواقعها، فمنهم من ينتمي إلى الجماعة الإرهابية.. ومن يؤيدهم ومن يدعي أنه متعاطف.. هم نبت شيطاني هدفهم تخريب الوطن.. لقد حان الوقت لمواجهتهم ومعهم الطابور الخامس الذي يدعو لمظاهرات ومواجهات بالسلاح يوم 11 نوفمبر.. ياسادة الجماعات الإرهابية لا يمكن أن تحقق انتصارًا إلا من خلال دعم مادي ومعنوي ولوجستي من الخونة والعملاء، وهو مايستدعي مواجهتهم لحماية الوطن ولا يستثني منهم أحدًا في كافة مؤسسات الدولة.. حماك الله ياوطني