حملنا السلاح سويا يا صديقي كالأسود لنحمي تراب الوطن.. تبادلنا الضحكات العالية متوجين بفخر الدفاع عنه.. حلمت باليوم الذي أحملك فيه على كتفي فرحًا بيوم عرسك، ولكني اليوم أحمل نعشك على كتفى، وأبكي على فراقك وسط أهلك، وبدلًا من أحملك إلى عروسك حملت ثأرك.. ارقد بسلام فقد أقسمت أن أسقي من غدروا بك كئوس المٌر والعذاب ولن يغمض لي جفن حتى نطهر أرضنا من هؤلاء الأنذال. وعدتك يا رفيق دربي أن أحملك على كتفي.. وها أنا أفي بوعدي وأحملك شهيدًا وهب حياته فداء لبلده.. أشعر أني سعيد.. فخور.. أرى الملائكة تزفك معي.. سامحني إن أسرعت في خطواتي وأنا أحملك.. أنا أسرع لأوصلك كما وعدتك إلى عروسك.. إلى مكان عرسك الحقيقى.. إلى جنة الخلد يا رفيق دربي وصديق عمري.
استشهدت يا صديقى برصاص الإرهاب الغادر كنت بجانبى ونحمل سلاحنا سويا في وجههم لم نرى وقتها سوى أن نأخذ حق أخواتنا الذين استشهدوا من قبلك.
أصابك رصاص اللعنة وأنت واقف على ساقيك لم تتألم ولم يشعر بك أحد وبعد انتهائنا من المطاردة لحماية تراب وطننا سقطت على الأرض وروت دمائك الطاهرة أرض الفيروز. بكيت يا صديقى بكاء الفراق.. وتذكرت كلماتك أثناء صلاتى عليك التي كنت ترددها لى «تحيا مصر مصر تحيا.. رجالتها عنيها صاحية» كنت تقولها وبداخلك حب وعشق لوطنك كنت تقول لى دائما إنك تتنمى الشهادة في سبيله.
تذكرت يا صديقى وأنت تتحدث مع والدتك وتطلب منها الدعاء لنا كنت تتحدث دائما على الشهادة كأنك كنت تراها قادمة وأمامك ولم يرها غيرك.
وقت الهجوم يا صديقى لم أر سوى أسد يمسك بسلاحه ويقوم باصطياد الإرهاب واحدًا وراء الآخر وبصوتك المرتفع تردد "الله أكبر.. الله أكبر"
أنا اليوم واقف في يوم زفافك الحقيقي آرى كل النساء تطلق الزغاريد والدموع التي تنزل من عيون والديك هي دموع الفرح وآلامهم لفراقك فقط.
رافيعن رؤسهم ويتباهون بك أمام الآلاف ويقولون "ابنى الشهيد البطل"، أوصلك يا صديقى إلى المكان الذي تنام بداخله وسأعود إلى المكان الذي كنا فيه سويا أحمل سلاحى من جديد لحماية وطنى الغالي.. دماؤك يا صديقى أصبحت وقودا لى وأنتظر اليوم الذي أستشهد فيه فداء بلدى لأنام بجانبك.