بهدوء الحكماء، ورصانة الفلاسفة، وحماس المحاربين، يستقبلك شيخ المجاهدين فى «مدينة الأبطال» ، الرجل ذو ال 87 ربيعا، بلحيته البيضاء، التى تحكى تاريخه النضالى، وطربوشه الأحمر، الذى لا يفارقه أينما حل أو ارتحل، وببزته المتناسقة التى تميل إلى الذوق القديم فى اختيار الألوان الداكنة, فى دلالة على البعد عن البهرجة، والبحث عن الجوهر الرصين..مازال يحتفظ بذاكرة متقدة، وذهن صاف، رغم كل هذه السنوات، فما حدث وعاينه أيام الملك، أو فى الحرب العالمية الثانية، أو حرب فلسطين، يتذكره بكل دقائقه وتفاصيله، وكأنه حدث بالأمس القريب، لا يهاب أحدا، ولا يخشى في الحق لومة لائم ، لم يطلب يوما مالا أو سلطة، مع أنها أتت إليه طائعة أيام السادات , الذي عرض عليه منصب محافظ السويس، فرددها على مسامع السادات قوية، «أفضل أن أكون حافظا بدلا من أن أكون محافظا حاليا أو سابقا».. إنه الشيخ حافظ سلامة ،الشاهد على نضال أمة، عاشق تراب السويس وأهلها، يعرفه الصغار قبل الكبار، فما أن تصل إلى المدينة الباسلة، وتقول أريد الشيخ حافظ حتى تجد ألف يد امتدت إليك لترشدك إلى مكانه.. يروى فى حواره المطول مع «فيتو» جانبا من ذكرياته، ويؤكد أنه مازال قادرا على النضال. كيف ترى مصر فى ظل الأحداث الحالية ؟ - حالة مصر الآن يؤسف لها, لأن الامور تمضى من اضطراب الى اضطراب, بلا أمن ولا استقرار ولا أمان لأى مواطن , وهذه الحالة ليست هى التى كنا عليها, فقد كان الهدف من الثورة ابتغاء الحرية والعدل, ولأننا كنا كيانا واحدا فقد نجحت الثورة وخلعنا نظام مبارك, لكن للأسف لم نجن من الثورة اى شىء حتى الآن, وهذه الاضطرابات مصطنعة, وهناك ايد خبيثة هى التى تحرك هذه الاحداث, وكل الاحداث الحالية بسبب الصراع على السلطة , وانا اسألهم: ماذا قدمتم لمصر ؟ هناك 85 مليون مصرى يريدون العيش بكرامة. وماذا عن محاولة اقتحام قصر الرئاسة ؟ - ارفض هذا التصرف حتى لو اختلفت مع مرسى, فهذه ممتلكات الشعب ويجب ان نحافظ عليها, وأتذكر عندما حاصرت القوات البريطانية قصر الملك فاروق فى عام 1942 خرج الشعب المصرى غاضبا, لكن ما يحدث الآن انه لا احد يهتم بمصر , والكل يسعى لخدمة مصالحه على حساب الوطن, الإخوان وغيرهم من السياسيين, والنظام السابق كله كان دولة لصوص, وحتى اليوم لم تعد الأموال التى هربت تحت فى عهد مبارك وبطائرته الرئاسية . وكيف تنظر إلى مستقبل مصر فى ظل حكم الإخوان والصراع الحالى؟ - الشعب ضحية نزاع على كراسى الحكم , واقول «ربنا يسترها» على مصر وشعب مصر, حتى اليوم ليس هناك تقدم, لكن هناك صراعا على كرسى الرئاسة, وللأسف لا يستطيع اى من المتصارعين ملء الفراغ الموجود حاليا بالرئاسة, ولا حل إلا بمجلس رئاسى مكون من شخصية عسكرية وقاض ورئيس ينتخبه الشعب . وكيف ترى أداء محمد مرسى ؟ - انا لا اقيم اشخاصا, لكني اقيم النتائج, ونحن لم نحقق حتى الآن اى شيء, وقد اعلنت رأيي من قبل, فلم يكن هناك شخص واحد من مرشحى الرئاسة يستحق اصلا الترشح للرئاسة, وحتى الآن لم يتغير اى شيء ,ولو ان مرسي انجز شيئا جيدا كنا سنري هذا الإنجاز, لأن الله تعالى قال «وقل اعملوا فسيرى الله عمله ورسوله والمؤمنون», ومادمنا لم نر, فإنه لم يفعل شيئا حتى الآن. وماذا عن الأداء السياسي لجماعة الإخوان المسلمين؟ - لا تسألنى عن الاخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية, فكل جماعة تؤدى دورا خاصا بها, ومع هذا فمصر تحتاج الى رئيس لا ينتمى لحزب, لأننا فى مأساة الآن بسبب التحزب, فالرئيس يتحزب ل «الحرية والعدالة» وجماعة الإخوان, وهو ما صنع المشكلة، وانا اؤيد ان يقدم مرسى استقالته فورا ، وان يتم انتخاب مجلس رئاسى مدنى. ما الذى يحدث في بلد المقاومة من تخريب وعنف ؟ - ماحدث فى السويس مؤامرة لأنهم بدأوا بمديرية الأمن والمحافظة وتخريب اقسام الشرطة , هذا شيء منظم, بدليل أن السويس هدأت عندما نزل الجيش وما يحدث فى مصر مؤامرات داخلية وخارجية مدفوعة الثمن من رجال مبارك, لأن لهم مصالح وحريصين على مصالحهم, وهم وراء كل هذه المؤامرات. هل الدستور الحالى يحمى الشريعة الإسلامية ؟ - الدستور الحالى او السابق تضييع وقت, لأنه لا ينفذ منه شيء, وكله كلام, حتى مجلس الشعب السابق لم يكن له قيمة, انفقوا عليه 5 مليارات جنيه, بالاضافة الي الاموال التي انفقوها علي الدعاية للمرشحين , ولا شيء ينفذ لا من الدستور الماضى ولا الحالى, لدينا احكام قضائية لم تنفذ حتى الآن, فأى قانون ودستور يتحدثون عنه ولا يتم تطبيق شيء. هل هذا تلميح على الحكم الصادر لك بأحقيتك فى مسجد النور؟ - ليس فقط مسجد النور, لكن هناك احكاما قضائية اخرى منذ 12 عاما, وليس هناك احترام للقانون, بسبب العداء السابق بينى وبين مبارك, وانا منذ عهد الملك فاروق احاول نطق كلمة الحق , ولذلك اعتقلت فى عهد الملك وعبدالناصر والسادات ومبارك, وضيقوا على جدا ,وكانوا يعتقلوننى دون سبب, ماعدا الملك, فقد اتهمني بمساعدة الفلسطينيين ضد الانجليز, وعبدالناصر اعتقلني لأننى انتقدته فى عام 1966 بتهمة تحفيظ القران فى صحن مسجد الشهداء مع 30 شخصا, والسادات اعتقلنى لأننى كنت معارضا لكامب ديفيد . لكنك رفضت قبول تعيين السادات لك كمحافظ؟ - انا مواطن عادى اريد خدمة شعبى ووطنى، دون ان يكون هناك منصب وتقييد بميزانية وروتين, ومن يريد خدمة وطنه سيخدمه دون منصب, واذا قبلت المنصب فانا مقيد, وانا لا اريد صراعا مع احد. لماذا تنتقد الرئيس محمد مرسى وجماعة الاخوان المسلمين ؟ - لست مرتاحا لأداء الرئيس محمد مرسى, واطالب الجماعة بتحسين سياستهم , واذكرهم ان كل مرشحى الرئاسة جاءوا الى هنا, ليس الاخوان فقط ,وقلت لهم إنهم لايصلحون, فما بينى وبين مرسى ليس خلافا شخصيا, لكنها سياسة ومستقبل بلد. لماذا رفضت انتخابات الرئاسة ولم تدعم ايا من المرشحين ؟ - الانتخابات لم تكن نزيهة, ولدينا 51 مليون ناخب, من ذهبوا الي صناديق الانتخابات 26 مليونا فقط, تقاسمهم مرسى وشفيق, وهذا يعني ان 25 مليون ناخب لم يخرجوا من بيوتهم ,لأنهم غير واثقين فى مرسى او شفيق, ومرسى نجح بفارق ضئيل جدا, اخذ ربع اصوات الشعب بينما ثلاثة ارباع لايريدونه, فكيف تكون انتخابات عادلة او نزيهة وكيف يحكمنا رجل لم يؤيده ثلاثة ارباع الشعب. ما المشاكل التى تعانون منها فى السويس؟ - السويس تعانى الاهمال والفوضى وغياب الامن, ولك ان تتخيل ان المياه التى نشربها سيئة ولايوجد مثلها فى اى مكان فى مصر وهذه المشكلة مستمرة منذ 40 عاما, وحتى الآن . لماذا لا يقدم الجيش مثل هذه الخدمات لأهل السويس ؟ - الجيش مكلف بتأمين الوطن والمنشآت , وليس مسئولا عن الصرف والمياه وغير ذلك . لكن الجيش ينفذ مشروعات خدمية للمواطنين منذ سنوات ؟ - الجيش اقام عددا من الاسواق فى السويس, ويدعم الشعب احيانا بالسلع التموينية كخدمة للاهالى وهذا كله ليس من مسئولياته . هل تتذكر دورك فى منظمة سيناء الفدائية ؟ - نعم , كانوا يأتون الى مسجد الشهداء هنا يتدربون ويعقدون اجتماعاتهم السرية بالمسجد, وجميع اعضاء منظمة سيناء من مرتادي مسجد الشهداء, تربوا بالمسجد, وكل إقامتهم كانت هنا, فالمسجد عرف بدعمه للمقاومة على مدى فترات الحروب . ما اهم فترات التاريخ التى يعتز بها الشيخ حافظ سلامة ؟ - عندما ارسل شارون رسالة بتسليم السويس, ورفضنا من مسجدنا هذا, وأرسلنا رسالة لشارون ردا على انذار التسليم, قلنا فيها : مدينة السويس تقول لكم إنها مستعدة للقائكم مرة ثانية , فإن استطعتم ان تدخلوا السويس مرة اخرى فاهلا بكم , فارض السويس تحتاج لأن تروى بدمائكم القذرة, وبالفعل هزمنا الجيش الإسرائيلى بثبات من الله. لماذا سافرت مؤخرا الى سوريا؟ - سافرت الى كل اماكن الجهاد, الى افغانستان والعراق والشيشان وفى ليبيا ضد القذافى, وذهبت لاساند الشعب السورى ضد بشار الأسد, وسوف اسافر مرة اخرى الى هناك حتى ينتصر الشعب السورى . ما الرسائل التى يريد الشيخ حافظ سلامة توجيهها الى الرئيس مرسى وجماعة الاخوان والقوى المدينة ؟ - اقول للجميع إن كانوا مخلصين لمصر: علينا ان نتحد جميعا لإنقاذ مصر حتى نعيد الأمن والأمان, عار علينا هذا الانقسام، مصر للجميع,عليكم ان تعملوا ذلك, وعلى العلماء أن يوجهوا الناس من المنابر للهدوء والابتعاد عن العنف, وعلينا نبذ التطرف. واقول لكل صاحب دم, كل نقطة دم فى رقبة الشعب المصرى, دماء الشهداء لن تضيع, وعلينا القصاص لهم. كما أقول لأبناء مصر الأوفياء, لا تجعلوا الفتن تمزقكم, أما أهالى مدن القناة فهم حصن الدفاع الاول عن مصر وأقول لهم, اصبروا, فإن حقكم سيأتى آجلا أم عاجلا. حافظ سلامة في سطور ولد حافظ أحمد على سلامة بمدينة السويس, فى السادس من ديسمبر عام 1925, وكان الابن الرابع لأسرة سويسية أبا عن جد، والده كان أحد أكبر تجار الأقمشة بالمدينة، التحق بأحد كتاتيب السويس، وهوطفل صغير، وأتم حفظ القرآن الكريم، وفى صباه درس الفقه ومبادئ الشريعة، ثم أخذ فى تثقيف نفسه فى مختلف العلوم الشرعية والفقهية. فطن منذ طفولته إلى أصوات المدافع وطلقات الرصاص التى لا يتوقف دويها فى أرجاء المدينة الباسلة، وفى بدايات شبابه اندلعت الحرب العالمية الثانية، وتحولت السويس لساحة من ساحات المعركة الكبرى، خاصة لدول الحلفاء والتى ضمت «الولاياتالمتحدةالأمريكية وإنجلترا وفرنسا», آنذاك قررت العديد من الأسر السويسية ترك البلد والهجرة إلى القاهرة، خوفا على الأبناء من قصف النار، وكانت أسرة الشيخ من تلك الأسر التى قررت الهجرة، إلا أن الصبى حافظ سلامة رفض الهجرة، واستمر فى السويس يدافع عن بلاده. فى تلك الأثناء تعرف حافظ سلامة عدد من رموز المقاومة الفلسطينية الذين كانوا يقاومون مخطط الإنجليز فى تسهيل عملية تسليم فلسطين لليهود، وبسبب ذلك ألقت القوات البريطانية القبض عليه بتهمة مساعدة الفدائيين الفلسطينيين، وحكمت عليه إحدى المحاكم البريطانية بالسجن ستة أشهر, لكنه خرج بعد 59 يوما من المدة. بعد انقضاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 نشط الشيخ حافظ سلامة فى ممارسة نشاطه الدعوى, بجانب عمله السياسى المناهض للاحتلال البريطانى فى كل الدول العربية وليست مصر فقط. وفى عام 1948 انضم إلى جمعية «شباب سيدنا محمد» التى أسسها مجموعة من المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة، وشارك فى حرب العرب ضد اليهود فى فلسطين، وألقى القبض عليه فى يناير1950بسبب مقال كتبه فى جريدة «النذير» انتقد فيه الملابس التى كانت نساء الهلال الأحمر ترتدينها باعتبارها مخالفة للشرع. ساهم الشيخ حافظ سلامة فى العمليات الفدائية التى قام بها الفدائيون من أهل السويس ضد الإنجليز حتى تم إلغاء معاهدة 36 عام 1951، وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 حدثت خلافات كثيرة بين الشيخ حافظ ومجموعة من قيادات الثورة، بسبب موقفه المعلن والرافض للعلاقة المصرية -السوفيتية فى تلك الفترة، وألقى القبض عليه فى عهد عبد الناصر بتهمة تحفيظ القرآن لأطفال السويس فى مسجد الشهداء، ووصل الأمر إلى حد حل جمعية « شباب سيدنا محمد» . وفى اثناء العدوان الثلاثى عام 1956 كان للشيخ حافظ سلامة دور بارز فى المقاومة بالسلاح، وبالدعوة للجهاد ضد العدو الغاصب،وبعد انتهاء العدوان لم يصمت الشيخ الثائر، واستمر فى نشاطه الدعوى، والسياسى، وأسس جمعية « الهداية الإسلامية» التى اتخذت من مسجد الشهداء مقرا لها، حتى تم اعتقاله فى موجة الاعتقالات الثانية لجماعة الإخوان المسلمين فى العهد الناصري، رغم عدم انتمائه للجماعة، ولم يتم الإفراج عنه إلا فى سبتمبر بعد أحداث نكسة 1967 ,بعد أن قضى فى السجن عشرين شهرا . مع حرب الاستنزاف بدأت مرحلة جديدة من عطاء الشيخ, فتفرغ للشحن المعنوى للقوات المسلحة المصرية، وشارك فى قوافل كبار الدعاة وعلماء الأزهر من أمثال الشيخ عبد الحليم محمود، والشيخ محمد الغزالى، والشيخ حسن مأمون، والدكتور محمد الفحام، والشيخ عبدالرحمن بيصار. وفى مرحلة الإعداد لحرب السادس من أكتوبر تحول الشيخ حافظ إلى « أب روحى» لجنود القوات المسلحة، وأصبح مسجد الشهداء الذى يلقى فيه الشيخ خطبه ودروسه, مزارا لعدد كبير من قيادات القوات المسلحة ، امثال الفريق «سعد الدين الشاذلى» رئيس أركان القوات المسلحة آنذاك، والفريق «عبد المنعم واصل» قائد الجيش الثالث الميدانى، واللواء يوسف عفيفى قائد الفرقة 19مشاة ,وسجل هؤلاء وغيرهم العديد من كلمات الإشادة بالشيخ المجاهد، وبمسجد الشهداء, وبالدور الذى أداه طوال حرب الاستنزاف، وقبل وأثناء حرب أكتوبر. وخلال تلك الفترة كان مسجد الشهداء المقر شبه الدائم لمنظمة سيناء العربية، التى أنشأتها المخابرات الحربية المصرية، من الفدائيين السوايسة لتوجيه ضربات موجعة للعدو الصهيونى فى العمق، وكانت كلمات الشيخ تلهب حماسة الفدائيين ، وتزيد من إصرارهم على رد الاعتبار، وكان أعضاء تلك المنظمة، لا يقدمون على أى عمل فدائى قبل أن يعلموا الشيخ، ويؤدوا ركعتين لله بالمسجد قبل العملية، ومثلهما بعد الانتهاء منها، والعودة سالمين. ومع ليلة 23/24 أكتوبر من عام 1973 , ليلة حدوث ثغرة الدفرسوار تحول مسجد الشهداء إلى مقر لقيادة الحركة الشعبية النضالية فى معركتها ضد العدو الصهيونى بقيادة «شارون», وقاد الشيخ حافظ سلامة وعدد من رموز الحركة الشعبية بالسويس الشباب الثائر فى معركته ضد الإسرائيليين, التى انتهت بدحر الصهاينة وانسحابهم. وعقب حرب أكتوبر تحول موقف الرئيس السادات من الشيخ حافظ سلامة الي النقيض، بسبب رفض الشيخ لاتفاقية السلام، وزيارة السادات للكنيست الإسرائيلى، وانضم الشيخ إلى القوى الإسلامية الرافضة لسياسة السادات فى تلك المرحلة، حتى وصل الأمر إلى أن وصفه السادات فى أحد خطاباته أمام مجلس الشعب ب«الراجل المجنون بتاع السويس», وانتهى الأمر باعتقال الشيخ حافظ سلامة فى سبتمبر 1981, اذ اعتقل السادات كل رموز المعارضة. ومع نظام مبارك واصل شيخ المجاهدين نضاله ضد النظام الجديد، وكان من الداعين إلى تطبيق الشريعة، واعتقل فى عهد الرئيس السابق أكثر من مرة, كانت أولاها عام 1983 بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم من خلال الخطب والمنشورات، واعتقل فى حركة المد الإسلامى مرة ثانية بسبب مطالبته للرئيس لتطبيق الشريعة، ودعوته إلى مسيرة حاملى المصاحف، ومكث فى السجن تلك المرة شهرين, ليستمر نضال الشيخ حتى بعد قيام ثورة 25 يناير وخلع نظام مبارك، وبدأ مرحلة جديدة من النضال فى ظل المد الإسلامى...