شيخ الغفر أبو سريع بعد أن بلغه غرق إحدى المراكب للهجرة غير الشرعية من الكفر السعيد: يا وقعة طين ؟!!! المركب باللي عليها بقوا في بطن المالح يا سنة سوخة يا ولاااااد ؟!!! لا حول ولا قوة إلا بالله، وإزاي المركبة دي عدت من تحت نظركم يا غفير الغبرة إنت وهو ؟!!، أومال أنا بادركم ع الشط زي النمل وبتصرفوا مرتبات شيء وشويات على خيبة إيه، لا... وإشي وردية تروح، ووردية تيجي، وسلم واستلم، وأمن وأمان، وأبصر إيه وما أدرك كام، وأخرتها شوية عيال صيع ما اعرفش اتلموا على بعض من أنهي مصيبة ؛ يسهوكم ويستعبطوكم ويعملوا عملتهم المهببة دي لحد ما غاروا في ستين داهية، بس يا ريتهم غاروا فيها لوحديهم ؛ دول كمان هايخدونا في رجليهم الله يخرب بيوتكم ودتونا في أبو نكلة... جاتكوا البلاوي منك.. له.. له... الغفير أول سعفان أبو سليمان: ويعني احنا كنا هانعملهم إيه يا حضرة شيخ الغفر يعني ؟! أنا كنت قاعد أنا والوله أبو مرزوقة بنعمل كوبايتين شاي بعد ما كلنا التعيين فضلة خيرك، وقلنا للواد الملواني يخلي باله، رجعنا لقيناه رايح في سابع نومة.... وغفر الفنار بلغونا بالمصيبة دي عن طريق الحمام الزاجل، لحد ما النهار شقشق لقينا الجتت مترمية حوالينا في قلب المية، واللي وصل منها الشط وصل بقى واتلمت عليه كلاب الكفر السعرانة، يعني احنا كنا هانعملهم إيه يعني، وبعدين يا شيخ الغفر يعني هي دي كانت أول مرة ؟ ولا كانت أول مرة، ولا هي أول مرة يعني ؟! ما اللي حصل حصل وكل واحد بياخد نصيبه احنا هانبقى مغسلين وضامنين جنة... الله ؟!! شيخ الغفر أبو سريع محتجا بشدة: جتك نيلة في أمثالك وملافظك السودة... توف من بقك يا وله.. يعني من بين ملايين الأمثال ما نقيتلناش إلا المنيل ده ؟!، - ثم بلهجة متفهمة - شوف يا أبو سليمان أنا معاك إنها مش أول مرة، بس عمر العدد ما كان بالصورة دي أبدا، ده قليل إما أبوك العمدة عبد الستار رفتنا وجاب ناس غيرنا وحطنا برابطة المعلم في التخشيبة، وقدمنا للمحاكمة... سليمان أبو سعفان: أعوذ بالله.. لا يا شيخ الغفر... فكرك ما يروحش للبلاوي الزرقة دي أبدا لا تخشيبة ولا دياوله يا شيخ، أبونا العمدة عبد الستار راجل طيب، وبيحبنا وعمره ما يرضالناش الأذية لأننا طول عمرنا رجالته وستر وغطا على بعض، دا عمر العيبة ما طلعت من بقه يا ريس، وبعدين احنا ذنبنا إيه ما اللي ناوي يغور في داهية هايشوف ميت ألف طريقة يغور بيها وماحدش هايقدر يحوشه أبدا، انت بس فهم الموضوع كويس لحضرة جناب العمدة، وهو هيقدر يوزن الأمور كويس أحسن مني ومنك، ويكلم الناس يهديها ويفهمها، دا الكفر كله بيحبه وبيموت في دباديبه يا راجل، طب وما ليك عليَّ يمين يا شيخ دا لو قالهم ارموا انتم نفسكم بذات نفسيكم في البحر عمر ما حد هايتأخر أبدا، انت بس بلغه الموضوع بالراحة وهو هايتصرف فيه بكل حكمة. يصل الموضوع لحضرة جناب العمدة عبد الستار فيثور ثورة عارمة لهذا الاستهتار من الناس بأرواحهم ويصدر مراسيم كفرية «بإن اللي هايتمسك بيهرب من الكفر الجميل السعيد يعدم فورا على الخازوق بعد ضربه بستين جزمة قديمة على نافوخه البايظ»، وفي أحد الأيام يمسك غفر الفنار بأحد الهاربين ولكن حالته كانت لا تسمح بنقله إلى الكفر فيذهب له العمدة عبد الستار بذات نفسه على زورقه الخصوصي ليسأله: انت يابني هربان ليه مزعلنا ومزعل أهل الكفر اللي بيحبوك ليه ؟!! وهنا يتحامل الشاب على نفسه بكل ما أوتي من قوة ليقف شامخا وهويجيب حضرة العمدة: بتسألني بتهرب ومزعلكم ليه ؟ سؤال غريب ما جاوبشي عليه.. ثم قفز منتحرا في قلب البحر.