سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاصيل اجتماعات اللجنة المصرية السودانية.. السيسي يشدد على تذليل العوائق الحائلة دون الانسياب التجاري بين البلدين.. البشير يستعرض أزمات المنطقة العربية وسبل مكافحة الإرهاب.. وتوقيع عدد من الاتفاقيات
ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، اليوم الأربعاء، اللجنة العليا المصرية السودانية المشتركة لبحث سبل تكثيف التعاون القائم بين البلدين، ويشهد الرئيسان حضور افتتاح أعمال اللجنة ومراسم التوقيع على الاتفاقيات الثنائية. وعقدت اللجنة العليا لأول مرة على المستوى الرئاسي بحضور الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، بعد أن عقدت على مستوى النائب الأول لرئيس الوزراء في البلدين خلال السنوات الماضية. وألقي السيسي كلمة خلال افتتاح الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان. نص كلمة السيسي وقال السيسي: "اسمحوا لي أولًا أن أرحب بأخي الرئيس البشير والوفد السوداني المرافق في بلدكم مصر.. ولا أقول "بلدكم الثاني" وإنما أقول "بلدكم" مصر، تمامًا كما يستقر في وجدان كل مصري وكل سوداني، وبما يؤكد العلاقة الخاصة التي طالما ربطت بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمعهما من تاريخ مشترك، وامتداد بشري متصل عبر الحدود، على نحو يجعل من الشعبين المصري والسوداني أشبه بشعب واحد في بلدين يشكلان موطنًٍا مشتركًا لهما". وأضاف السيسي: "تمر العلاقات بين مصر والسودان بلحظة هامةٍ في تاريخها، إذ ندرك جميعًا نحن أبناء وادي النيل أنه يتعين علينا البناء على هذا الترابط الاجتماعي والثقافي الفريد بين الشعبين، والذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، نحو آفاق مستقبلية أرحب، وذلك من خلال تكثيف التعاون المشترك في شتى المجالات، بما يسهم في تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء الذي نتطلع جميعًا إليه". وتابع السيسي: من هنا، جاء الحرص الذي أبديناه سويًا، أخي الرئيس، على رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون على المستوى الرئاسي، تعبيرًا عن إرادة سياسية واضحة للوصول بمستويات التعاون المشترك إلى الآفاق التي تتسق مع ما يربط بيننا من تاريخ، وكذلك مع الإمكانات الهائلة لتعميق وتعزيز العلاقات المصرية السودانية، والتي نوليها من جانبنا اهتمامًا خاصًا، ونحرص على متابعتها بشكل مكثف. وقال الرئيس: إننا نحتفل اليوم بتعزيز العلاقات المصرية السودانية عبر خطوات عملية واضحة وثابتة، بدأت بافتتاح منفذ "قسطل أشكيت" في أبريل 2015، وتواصلت بالافتتاح التجريبي لمنفذ "أرجين" الحدودي بين البلدين، وسنواصل جهودنا نحن أبناء شعبي وادي النيل لدعم هذا البناء المتين من الأخوة والمصالح المشتركة الراسخة عبر التاريخ، وللتغلب على أية عقبات قد تظهر خلال الطريق. وأردف السيسي: "وأود أن أؤكد في هذا السياق الأهمية الخاصة لبذل كل الجهد من أجل تذليل جميع العوائق والصعوبات التي تحول دون الانسياب الكامل لحركة السلع بين البلدين والتحرير الكامل للتجارة بينهما في إطار جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وكذا في إطار السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، وهو الأمر الذي يتعين أن يكون على قائمة أولوياتنا في إطار مسعانا لتحقيق المصالح المشتركة والعمل سويًا لتحقيق تطلعاتنا التنموية، وكذا في إطار أهمية تفعيل وإنجاح التكتلات الإقليمية التي ننتمي إليها". التحديات الإقليمية واستطرد: "إن ما نواجهه من متغيرات وتحديات إقليمية ودولية يدفعنا إلى التكاتف وتضافر الجهود، والتمسك بإعلاء دوائر الاتفاق والبناء عليها، والواقع أنه لا غنى عن التعاون المشترك الصادق والمخلص بين مختلف مؤسساتنا من أجل مكافحة قوى التطرف والإرهاب في المنطقة، سواء من خلال الوسائل الأمنية، أو من خلال معالجة جذور هذه الأفكار السامة بالفكر وبتعزيز التنمية، كما سيكون من الهام أيضًا استمرار التعاون والتنسيق بيننا من أجل دعم جهود السلام ومساعي التسوية الشاملة للنزاعات في منطقتنا العربية والأفريقية، بما يسهم في إرساء الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي". وقال: "أود أن أؤكد لكم مساندة مصر لكل الجهود التي تبذلونها لإرساء الاستقرار والسلام في أرجاء بلدكم الحبيب، وقد تابعت بتقدير تحركاتكم وإنجازاتكم اتصالًا بذلك، لاسيما فيما يخص مبادرتكم لعقد حوار وطني، وكذا مبادرتكم بتوقيع اتفاق خارطة الطريق مؤخرًا". وتابع: "وأثق في أن حكمتكم سيكون من شأنها أن تعيد الأوضاع في دارفور وفي النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى سيرتها الأولى، بما يحقق لأهلنا هناك ما يصبون إليه من أمن وأمان ورخاء، وأنتهز هذه الفرصة لأدعو كافة القوى المخلصة من أبناء السودان لدعم جهودكم، كما أؤكد لكم أن مصر لن تألو جهدًا من أجل دعم سيادة السودان وضمان وحدته وسلامة أراضيه، ودرء أي محاولات للتدخل في شئونه الداخلية، وكذا دفع جهود تحقيق التنمية والازدهار والسلام في كافة ربوع السودان". وقال السيسي: "أخيرًا، أود أن أؤكد أن إرادة شعبي وادي النيل، وكذلك صدق النوايا والعمل بإخلاص، هي الركائز الضرورية لتحقيق ما نصبو إليه جميعًا من تقدم وازدهار في علاقات البلدين". وتابع: "وتعبيرًا عن ذلك، ولدفع علاقاتنا إلى آفاق أرحب، فإنني أدعوكم أخي الرئيس عمر البشير إلى إطلاق شراكة إستراتيجية شاملة بين بلدينا لتجسد العلاقات الوثيقة والروابط التاريخية العريقة الممتدة، وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم في شتى مجالات العلاقات الثنائية، وبما يرسخ المصالح المشتركة بين البلدين". وقال السيسي: أنتهز هذه المناسبة لأجدد الترحيب بكم والوفد السوداني المرافق لكم في القاهرة وأقول لكم أهلًا بكم في بلدكم مصر. إشادة بالاستقبال ومن جانبه، أشاد الرئيس السوداني عمر البشير بكرم الضيافة وحسن الاستقبال وتفعيل اللجنة المشتركة للشراكة الإستراتجية لتحقق مصالح شعب وادي النيل وتحقيق الصالح الطرفين. واستعرض البشير العلاقات المصرية السودانية وأزمات المنطقة العربية وسبل مكافحة الإرهاب. مذكرات التفاهم ووقع الرئيسان وثيقة شراكة إستراتيجية شاملة بين مصر والسودان، كما وقعا على المحضر الختامي للدورة الأولى على المستوى الرئاسي للجنة العليا المشتركة بين البلدين. وعقب التوقيع صافح الرئيس السيسي نظيره السوداني، وقاما بتبادل الوثيقتين وسط ترحيب من الحضور. وشهد الرئيسان توقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشترك بين مصر والسودان من جانب المسئولين المعنيين لتعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات ومنها مذكرة تفاهم بين البلدين وتشمل الاتفاق الإطارى بين جامعة القاهرة ووزارة التعليم العالى بالسودان بشأن عودة بعثة الجامعة فرع الخرطوم. فضلا عن توقيع مذكرة التفاهم في مجال التجارة بين الجانبين بجانب مقترح البرنامج التنفيذى لبروتوكول التعاون بين وزارتى التجارة السودانية والتموين والتجارة الداخلية المصرية واتفاقية للتعاون في مجالى النفط والغاز. بالإضافة إلى توقيع مذكرة التفاهم في مجال نقاط التجارة بالبلدين، وتوقيع برنامج تنفيذي لبروتوكول التعاون بين وزارة التجارة بجمهورية السودان ووزارة التموين والتجارة الداخلية بجمهورية مصر العربية.