سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نص كلمة «السيسى» في افتتاح الجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان.. التعاون المشترك لمكافحة قوى التطرف.. إزالة أى معوقات تحول دون انسياب حركة السلع.. وعلاقاتنا مع السودان تمر بلحظة تاريخية
عقد اللجنة العليا لأول مرة على المستوى الرئاسي بحضور الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، بعد أن عقدت على مستوى النائب الأول لرئيس الوزراء في البلدين خلال السنوات الماضية، وتناول القمة المصرية السودانية أوجه التعاون بين البلدين وسبل تنميتها إلى جانب تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا وسوريا وفلسطين واليمن والتعاون في مواجهة الإرهاب. جمهورية السودان وقال الرئيس السيسي في افتتاح الجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان،: "فخامة الرئيس والأخ العزيز عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان الشقيق السادة الوزراء السيدات والسادة الحضوراسمحوا لي أولا أن أرحب بكم، أخي الرئيس البشير والوفد السوداني المرافق في بلدكم مصر، ولا أقول "بلدكم الثاني" وإنما أقول "بلدكم" مصر، تماما كما يستقر في وجدان كل مصري وكل سوداني، وبما يؤكد العلاقة الخاصة التي طالما ربطت بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمعهما من تاريخ مشترك، وامتداد بشري متصل عبر الحدود، على نحو يجعل من الشعبين المصري والسوداني أشبه بشعب واحد في بلدين يشكلان موطنٍا مشتركا لهما، أخي الرئيس البشيرالسادة الحضور تمر العلاقات بين مصر والسودان بلحظة هامةٍ في تاريخها، إذ ندرك جميعا نحن أبناء وادي النيل أنه يتعين علينا البناء على هذا الترابط الاجتماعي والثقافي الفريد بين الشعبين، والذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، نحو آفاق مستقبلية. التعاون المشترك وتابع السيسى، "ومن خلال تكثيف التعاون المشترك في شتى المجالات، بما يسهم في تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء الذي نتطلع جميعاً إليه، من هنا جاء الحرص الذي أبديناه سويا، أخي الرئيس، على رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون على المستوى الرئاسي، تعبيرا عن إرادة سياسية واضحة للوصول بمستويات التعاون المشترك إلى الآفاق التي تتسق مع ما يربط بيننا من تاريخ، وكذلك مع الإمكانات الهائلة لتعميق وتعزيز العلاقات المصرية السودانية، والتي نوليها من جانبنا اهتماما خاصا، ونحرص على متابعتها بشكل مكثف.السيدات والسادة إننا نحتفل اليوم بتعزيز العلاقات المصرية السودانية عبر خطوات عملية واضحة وثابتة، بدأت بافتتاح منفذ "قسطل أشكيت" في أبريل 2015، وتواصلت بالافتتاح التجريبي لمنفذ "أرجين" الحدودي بين البلدين، وسنواصل جهودنا نحن أبناء شعبي وادي النيل لدعم هذا البناء المتين من الأخوة والمصالح المشتركة الراسخة عبر التاريخ، وللتغلب على أية عقبات قد تظهر خلال الطريق". العمل سوياً واستكمل السيسى حديثه، "أود أن أؤكد في هذا السياق على الأهمية الخاصة لبذل كل الجهد من أجل تذليل جميع العوائق والصعوبات التي تحول دون الانسياب الكامل لحركة السلع بين البلدين والتحرير الكامل للتجارة بينهما في إطار جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وكذا في إطار السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا)، وهو الأمر الذي يتعين أن يكون على قائمة أولوياتنا في إطار مسعانا لتحقيق المصالح المشتركة والعمل سويا لتحقيق تطلعاتنا التنموية، وكذا في إطار أهمية تفعيل وإنجاح التكتلات الإقليمية التي ننتمي إليها، وإن ما نواجهه من متغيرات وتحديات إقليمية ودولية يدفعنا إلى التكاتف وتضافر الجهود، والتمسك بإعلاء دوائر الاتفاق والبناء عليها. والواقع أنه لا غنى عن التعاون المشترك الصادق والمخلص بين مختلف مؤسساتنا من أجل مكافحة قوى التطرف والإرهاب في المنطقة، سواء من خلال الوسائل الأمنية، أو من خلال معالجة جذور هذه الأفكار السامة بالفكر وبتعزيز التنمية، كما سيكون من الهام أيضا استمرار التعاون والتنسيق بيننا من أجل دعم جهود السلام ومساعي التسوية الشاملة للنزاعات في منطقتنا العربية والأفريقية، بما يسهم في إرساء الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. حوار وطنى أخي الرئيس أود أن أؤكد لكم مساندة مصر لكل الجهود التي تبذلونها لإرساء الاستقرار والسلام في أرجاء بلدكم الحبيب، وقد تابعت بتقدير تحركاتكم وإنجازاتكم اتصالاً بذلك، لاسيما فيما يخص مبادرتكم لعقد حوار وطني، وكذا مبادرتكم بتوقيع اتفاق خارطة الطريق مؤخراً. وأثق في أن حكمتكم سيكون من شأنها أن تعيد الأوضاع في دارفور وفي النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى سيرتها الأولى، بما يحقق لأهلنا هناك ما يصبون إليه من أمن وأمان ورخاء، وأنتهز هذه الفرصة لأدعو كافة القوى المخلصة من أبناء السودان لدعم جهودكم. وادى النيل وأؤكد لكم أن مصر لن تألو جهدا من أجل دعم سيادة السودان وضمان وحدته وسلامة أراضيه، ودرء أي محاولات للتدخل في شؤونه الداخلية، وكذا دفع جهود تحقيق التنمية والازدهار والسلام في كافة ربوع السودان.أخي الرئيس، السيدات والسادة الحضور أخيراً، أود أن أؤكد أن إرادة شعبي وادي النيل، وكذلك صدق النوايا والعمل بإخلاص، هي الركائز الضرورية لتحقيق ما نصبو إليه جميعاً من تقدم وازدهار في علاقات البلدين، وتعبيراً عن ذلك، ولدفع علاقاتنا إلى آفاق أرحب، فإنني أدعوكم أخي الرئيس عمر البشير إلى إطلاق شراكة إستراتيجية شاملة بين بلدينا لتجسد العلاقات الوثيقة والروابط التاريخية العريقة الممتدة، وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم في شتى مجالات العلاقات الثنائية، وبما يرسخ المصالح المشتركة بين البلدين. سيدي الرئيس أنتهز هذه المناسبة لأجدد الترحيب بكم والوفد السوداني المرافق لكم في القاهرة وأقول لكم أهلاً بكم في بلدكم مصر".