في ظل التقدم التكنولوجي الذي تشهده كافة مجالات الحياة تطورت العديد من الأدوات اليديوية إلى أدوات وأجهزة كهربائية تسبب في تراجع شعبية واندثار للعديد من المهن التي كادت أن تختفي ويختفي أصحابها. ليس من السهل أن يلمح بريق العين أيا من محال كي الملابس بالطريقة القديمة أو ما يسمى بكي الملابس بالرِجْل فالجميع اعتاد على الكي بالبخار داخل المنزل أو خارجه فقط، فمن الممكن أن تلمح أحد أصحاب تلك المهنة يقطن داخل غرفة تشبه في ظلها الكهف. "أعمل مكوجي رجل منذ أكثر من نصف قرن مضى".. بتلك الكلمات بدأ ممدوح شحاتة صاحب السبعين عامًا حديثه ل " فيتو" آخر مكوجي رِجْل يمتهن المهنة عن جدوده بمحافظة المنيا. وأضاف أنه في بداية انتشار المهنة قبل نصف قرن مضى كان الإقبال عليها كبير جدا نظرا لكونها الوحيدة القادرة على كي الملابس الصوف القديمة وكانت تتمتع بشعبية كبيرة عكس ما أصبحت فيه الآن من تراجع أدى إلى اختفاء للمهنة، مشيرًا إلى أن مكوجي الرِجْل مهنته التي يمارسها أصعب بكثير من مكوجي البخار فهو يستخدم قدم ويقف على الأخرى يعتمد عليها في الكي وهو الأمر الذي يصعب على أي مكوجي بالبخار أن يفعله ". وأضاف: "هناك إقبال على مكواة الرِجْل في الوقت الحالي لكن بنسب ضعيفة جدا ويكون الزبائن من أهالي القرى نظرا لأن ملابسهم الثقيلة منسوجة من الصوف الذي لا يتم كيه جيدا إلا بواسطة مكواة الرِجْل". وأوضح شحاته "أن مهنة مكوجي الرجل لم تعد تجدي نفعا في الوقت الحالي في ظل غلاء الأسعار الذي تشهده الأسواق، فمن النادر كي قطعة أو قطعتين للزبائن في اليوم الواحد، لافتًا إلى أن مهنته كان يمتهنها بجدارة 4 فقط بالمحافظة ثم اقتصر الأمر عليه فقط. وأضاف: "مهنتي أوشكت على الانقراض ولا يوجد الآن من يريد أن يتعلمها ليكمل ما قد بدأناه كمكواة الكي بالبخار فمن يموت لا يعود للحياة مرة أخرى "، وتابع: "إننا مهددون من قبل المرافق التي تريد القضاء على كهفي الذي أستظل به وأمارس من خلاله مهنتي".