سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محطات في حياة «هيكل» في ذكرى ميلاده.. كان أقرب الأصدقاء ل«عبد الناصر».. اختلافه مع «السادات» سبب اعتقاله في 11 سبتمبر.. حول «الأهرام» لصحيفة عالمية.. و«الفشل الكلوي» يكتب نهايته
أنجبت مصر في مثل هذا اليوم، رجلًا خصص له التاريخ الوفير من الصفحات ليتحدث عن إنجازاته، إنه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الذي رحل عن العالم منذ شهور، وفي ذكرى ميلاده، نستعرض أبرز المحطات في حياته. حياته الشخصية ولد الكاتب الصحفي، محمد حسنين هيكل، عام 1923 بمحافظة القليوبية، تزوج "حسنين هيكل" من السيدة "هدايت علوي تيمور"، في يناير 1955، وهي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية، وأنجب منها ثلاثة أولاد هم: "علي هيكل" طبيب أمراض باطنية وروماتيزم في جامعة القاهرة، "أحمد هيكل" رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية، و"حسن هيكل" رئيس مجلس الإدارة المشارك والرئيس التنفيذي للمجموعة المالية "هيرميس". "عبد الناصر" كانت علاقة "هيكل" بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر علاقة صداقة قوية، جعلت هيكل مقربًا جدًا من الرئيس، ومن دوائر صنع القرار، بل مشاركًا في صناعته، والمحرك للعديد من الأحداث، وأحد صناع تاريخ مصر بعد ثورة يوليو. وقال هيكل عن علاقته بعبد الناصر: إنه كان يتصل بي مرتين، الأولى قبل نومه، والثانية عندما يستيقظ، مشيرًا إلى أنه عندما التقى به أولى مرة، أدرك أنه يتحدث مع شخص يفهم التاريخ والاستراتيجية جيدا، وملم بقضية فلسطين، ويفهم في الأدب والشعر والثقافة، وكانت اهتماماته تتسع خارج حدود وظيفته. "هيكل" والأهرام في عام 1956م، اعتذر "هيكل" في المرة الأولى عن عدم رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير الأهرام، إلا أنه قبل في المرة الثانية، وظل رئيسًا لتحرير الأهرام لمده 17 عامًا، وبدأ عام 1957م في كتابة عموده الأسبوعي بالأهرام تحت عنوان "بصراحة"، والذي انتظم في كتابته حتى عام 1994م. ساهم الأسطورة "هيكل" في تطوير جريدة "الأهرام"، ليعطيها بريقا مختلفا وتصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم، وأنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، بالإضافة إلى مركز الدراسات الصحفية ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر. عدل "الكاتب الصحفي" من منظومة العمل داخل جريدة الأهرام، فقام بتطوير التحقيقات الصحفية، وأصبح لأول مرة في الأهرام صفحة كاملة للتحقيقات، وقام أيضا بتطوير قسم الأخبار، بالإضافة لتطوير الإخراج الصحفي، فأعاد تصميم الصفحات من الشكل التقليدي القديم إلى شكل عصرى، جعل الأهرام يتحول فعلا إلى صحيفة عالمية، كما أنشأ أرشيفا ليكون ذاكرة الصحيفة والصحفي. مبنى الأهرام والفضل يرجع أيضًا لهيكل في أن يكون مبنى الأهرام في شارع الجلاء، وهو أول مبنى لصحيفة في العالم العربي، من عشرة أدوار وكله مكيف تكييفا مركزيا، وفيه قاعات للمكتبة، والأرشيف، والاجتماعات وصالة تحرير على أعلى مستوى، وكان لرجال الأمن زيا موحدا، والصحفيين يرتدون البدلة أثناء عملهم بالجريدة، وتليفونات صالة التحرير بدون أجراس، ولكن تضاء فيها لمبات صغيرة بدلا من الجرس للهدوء، والحديث بالهمس. كما كان "النظام والوقار والهدوء" سمة أساسية ميزت الأهرام وقت تولى الأستاذ هيكل رئاسة تحريرها، فحولها إلى مؤسسة لها نظم، وقواعد، وتقاليد، ولائحة، وقيادات، ورئيس مجلس الإدارة يضع السياسات ويتابع تنفيذها، ومعه قيادات كفء. كلها أمور جعلت من "هيكل" السبب في أن تصبح الأهرام في المقدمة، لدرجة أن بائعي الصحف كانوا يطلقون عليها "أهرام هيكل"، وارتفع توزيعها من 60 ألف نسخة إلى 350 ألفا، وعدد الجمعة كان يصل توزيعه إلى 750 ألف نسخة. اعتقاله تسبب تطور علاقته بالرئيس الراحل محمد أنور السادات في اعتقاله، حيث بدأت التأييد والصداقة في بداية حكمه، إلى العداوة والقبض عليه في أواخر عهده، ففي عام 1970، كتب هيكل ثلاثة مقالات حملت عنوان "السادات وثورة التصحيح"، أشاد خلالها "الأستاذ" بالرئيس الذي لم يكمل عامه الأول وقتها في سدة الحكم. ظلت علاقة هيكل بالسادات جيدة حتى حرب أكتوبر، عندما رفض هيكل طريقة تعامل الرئيس السادات مع انتصار حرب أكتوبر سياسيًا، وكان يرى أن السادات يعطي للولايات المتحدة دورًا أكبر مما ينبغي، بعد انتصار تحقق بسلاح جاء من الكتلة الشرقية، وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي، جراء اختلافه حول ما بعد حرب أكتوبر 1973م، والتعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر، كان الكاتب الراحل ضمن اعتقالات 11 سبتمبر. وفاته وشهد، يوم الأربعاء، 17 فبراير 2016، رحيل أستاذ الصحافة العربية عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد صراع مع المرض، بعد أن ساءت حالته الصحية قبلها بثلاثة أسابيع، حين بدأ بالخضوع لعلاج مكثف في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بمياه على الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيًا.