عندما استدعي الزميل عصام كامل- رئيس تحرير «فيتو»- مجلس تحرير الجريدة، لبحث فكرة تقديم ملحق عن أعياد الأقباط وجدنا أنفسنا أمام تحدٍ صعب.. ماذا نقدم في هذا الملحق؟ خصوصا أننا في مثل هذه الايام العام الماضي احتفلنا مع الإخوة الأقباط بعيد الميلاد من خلال تقديم ملحق عن السيد المسيح تزينت به صفحات العدد الأول من الجريدة الصادر في 9 يناير 2012. وبعد مناقشات واسعة قرر مجلس التحرير تقديم ملحق عن «أفراح الأقباط» يشمل الأعياد والموالد والزواج والحج والختان.. إلخ غير أننا اكتشفنا في غمرة المناقشات أننا جميعا مسلمون ولا نعرف الكثير من أفراح شركاء الوطن.. هنا بادرنا رئيس التحرير باقتراح انضمام الصحفي القبطي روبير الفارس إلي الملحق باعتباره من أبرز الصحفيين في الملف القبطي، وقد كان، ليكون هذا الملحق الأول من نوعه بين يدي قرائنا الأعزاء. يأتى عيد ميلاد السيد المسيح هذا العام مختلفا عن كل عام ، حيث يجلس على كرسي الباباوية البابا تواضروس الثاني ، الذى خلف البابا شنودة الثالث ، الذى أحبه الأقباط وشعب مصر ،لمواقفه الوطنية العديدة ،وبالتالى فإن فرحة الأقباط هذا العام فرحتان : فرحة بالعيد وفرحة بالبابا تواضروس . ومن أهم أفراح الأقباط الأعياد التى تنقسم إلي سبعة أعياد كبري وسبعة أعياد صغري، بخلاف الموالد الشعبية للقديسين والسيدة مريم العذراء. ويأتي عيد الميلاد المجيد علي رأس قائمة الأعياد الكبري والذى يحتفل به مسيحيو مصر والشرقيون يوم 7 يناير – 29 كيهك بالتقويم القبطي ،وكان للأقباط - عبر التاريخ - احتفالات شعبية بهذا اليوم ,أشهرها في عصر الفاطميين، بإضاءة المشاعل والشموع، التي كانت لها ألوان عديدة وأشكال مختلفة ,منها علي شكل تمثال عمود أو قبة والمزخرف أو المحفور،وتزيين المنازل والأسواق والحوانيت، وكانت توزع فيه الحلوي القاهرية والسمسمية والزلابية ,وأيضا السمك البوري . واختلفت هذه الصورة في العصر الحالي، ففي ليلة العيد «6 يناير» تبدأ الاسرة في صيام انقطاع – أي بدون طعام – من الساعة الثالثة عصراً إلي الساعة الثانية عشرة, منتصف الليل، وتذهب الأسر عند السادسة مساء إلي الكنيسة ليشهدوا الاحتفال الكنسي،بعده تعود الأسر إلي منازلهم لتجهيز احتفالات العيد، بتجهيز شجرة عيد الميلاد ، وفي صباح العيد يقدم الكعك – وهو من الموروثات الفرعونية – ثم يرتدي الأطفال الملابس الجديدة، ثم الذهاب إلي الكنيسة في التاسعة صباحًا لتبادل التهاني. ويثير بابا نويل ، فرحة خاصة لدى الأطفال فى عيد الميلاد ، وقد ظهر أول رسم له ، ببدلته الحمراء الجميلة وذقنه البيضاء الطويلة وحذائه الأسود اللامع ،عام 1881، على يد الرسام الأمريكي توماس نيست في جريدة هاربرس . ومن وقتها انتشر بابا نويل في ثوبه الجديد وصار من اشهر الشخصيات التي يحبها الأطفال في كل أنحاء العالم, ومع تغيير المكان تخلى «سانتا كلوز» عن حماره الذي كان يحمل عليه الهدايا والألعاب ليمتطي زحافة على الجليد يجرها ثمانية غزلان يطلق عليها حيوان «الرنة» ذو الشكل المميز. أما عيد الغطاس فيحتفل به الأقباط في يوم 19 يناير ، ويقام بمناسبة تعميد السيد المسيح علي يد يوحنا المعمدان ، ومن أبرز العادات الشعبية فى هذا العيد أكل القلقاس والقصب . ويعتبر عيد القيامة أو الفصح , أكبر الأعياد, ويطلق عليه أيضًا عيد الأعياد أو إكليل الأعياد أو ملك الأعياد، وليس له تاريخ معين، ولكن يحتفل به يوم الأحد الذي يلي سبت النور. ويأتي عيد سبت النور , قبل عيد القيامة بيوم، ويرمز اسمه أن النور يظهر في مقبرة المسيح في هذا اليوم ,فتضيء منه كنيسة القيامة في القدس . وهناك أيضاً عيد أحد الشعانين, أو ما يعرف بأحد السعف و أحد الخوص وأحد الزيتون، ويحتفل به في الأحد السابع من أيام الصوم الكبير ,وهو الأحد الذي يسبق عيد القيامة ، وترجع تسميته إلي أن الجموع التي خرجت تستقبل السيد المسيح في هذا اليوم، كانت تحمل سعف النخيل وأغصان الزيتون . وتعد الموالد الشعبية المسيحية أحد أهم أفراح الأقباط ، وتتميز بطقوس خاصة ,تمتزج فيها الروحانيات بالعادات والتقاليد المصرية القديمة ,التي تتشابه مع الاحتفال بالموالد الدينية الإسلامية, بالأدعية والابتهالات والتواشيح والترانيم . ومن أهم الاحتفالات المسيحية مولد مار جرجس ، الذي يتم سنويا بمنطقة الرزيقات بجبل أرمنت ,جنوب غرب الاقصر، ويحضره نحو 2 مليون مصري . وتحظي القديسة دميانة ,ببراي بلقاس, بمكانة كبيرة لدي الأقباط , ويجري الاحتفال بمولدها سنوياً في 10 مايو ويستمر لعشرة أيام. وفي مولد القديس مارمرقس تحتفل الكنيسة بعيدين، الأول عيد استشهاده في 30 برمودة (8 مايو)، والثانى عيد اكتشاف رأسه المقدس في 30 بابة (9 نوفمبر), وللقديس مار مرقس كنيستان إحداهما بالإسكندرية ,أما كنيسة القاهرة فهي مقر البطريركية, وأيضًا تحتفل الكنيسة بعيد عودة رفاة القديس مار مرقس في 15 بؤونة (23 يونيو). أما مولد السيدة العذراء فيعتبر من أهم الاحتفالات القبطية, فى كل مكان وليس فى أسيوط فقط، ويستقبل دير السيدة العذراء الموجود بجبل درنكة أكثر من مليونى زائر سنوياً من المسلمين والمسيحيين طيلة أيام الاحتفال ,التى تبدأ من 7 أغسطس وتستمر حتى 21 أغسطس من كل عام, وهى الفترة الزمنية التى مكثتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها فى مصر فى هذا المكان. ويعد الحج ، أحد أهم الأفراح لدى الأقباط ،ويتم الاحتفال به بطقوس خاصة ، وأغان تعرف بأغنيات القدس أو التقديس أو الحنون ,وهى قريبة الشبه بنظيرتها الإسلامية التى تقال إلى حجاج بيت الله الحرام. ويحتفل الأقباط بعيد الختان، يوم 6 طوبة من كل عام قبطى، وهو عيد له طابع خاص، ينتمى إلى الأعياد السيدية الصغيرة، ويرتبط بختان السيد المسيح. وهناك التعميد أيضا ، الذى يعد الطريق لختم المسيحية وجحد الشيطان. ومن أهم أفراح الأقباط أيضا الزواج ، الذى يعد أحد أسرار الكنيسة السبعة ، ويمتاز بطقوس خاصة ، حيث يلزم لإتمام الزواج فى الكنيسة صلوات معينة, ويسمى ما يقال فى صلاة طقس الزواج باللحن الفريحى وتسمى هذه الصلاة بصلاة الإكليل. ويسمى العامة الخطبة المسيحية بنصف الإكليل وهى مجرد محضر يوقع عليه المخطوبان والشهود ويحدد به موعد الزواج وبعض الشروط الخاصة بما يقدمه العريس من هدايا «الشبكة» مع الاتفاق على كيفية تأثيث المسكن. فى هذا الملحق ترصد «فيتو» بالتفصيل أفراح الأقباط ،وطقوسهم ، من الأعياد ،إلى الموالد ،والزواج ،والختان ،والتعميد ،والحج ، فى محاولة لمشاركة المصريين المسيحيين فرحتهم فى عيد الميلاد المجيد ، الذى نقدم لهم فيه تهنئة خاصة ، وسط فتاوى متشددة تحرم تهنئة «شركاء الوطن» بأعيادهم ،رغم أن آيات القرآن الكريم واضحة وتحض على برهم والقسط إليهم باعتبارهم أقرب مودة للمسلمين..