الأب رافائيل ثروت- كاهن كنيسة مارمينا : الكاهن أو أبونا هو صانع البهجة فى الأسرة القبطية, فلا يمكن إتمام الأفراح أو صلوات الأعياد بدونه, وهوالمحور الرابط بين المعنى الروحى للفرحة والمعنى المصرى للأعياد. الأب رافائيل ثروت -كاهن كنيسة مارمينا بفم الخليج- تحدث ل «فيتو» عن بهجة الأعياد, وفلسفتها وصناعة البركة في حياة الأقباط, قائلاً: كلمة العيد تعني عودته كل عام على أفراد الشعب بالفرح والتهليل, لذلك رتبت الكنيسة بإرشاد إلهى أعيادا كنسية؛ ليحتفل بها المؤمنون بفرح وشكر, وليتذكروا عمل الله مع الإنسان, والهدف من الاحتفال بالأعياد المسيحية, تذكر الأحداث التى وقعت فى هذه المناسبات, وتذكر نعم الله وعطاياه التى منحها للمؤمنين فى هذه الأعياد, وتقديم الشكر لله على عطاياه وأعماله العجيبة, ومساعدة الإنسان على تخصيص أوقات للفرح الروحى. وأضاف: تاريخيا بدأ الاحتفال بالأعياد المسيحية منذ بداية الكنيسة, فقد احتفل آباؤنا الرسل بالأعياد وباركوها وأمروا بالاحتفال بها, وقد مارستها الكنيسة من بعدهم عبر الأزمنة, وجاء ذكر الأعياد المسيحية فى كتاب «الدسقولية" وهو كتاب يحتوى على تعاليم وقوانين الآباء الرسل, ويرجع للقرون الأولى . وورد ذكر الأعياد أيضاً فى المجامع المسكونية, فمجمع نيقية الذى عقد عام 325 م اسند تحديد موعد عيد القيامة إلى بابا كنيسة الإسكندرية . وعن الأعياد الكنسية الرسمية الخاصة بالسيد المسيح, يقول الأب رافائيل: الأعياد الخاصة بالسيد المسيح تُعرف بالأعياد السيدية, ومنها : عيد القيامة المجيد, وعيد الميلاد المجيد, وعيد الغطاس المجيد, وعيد البشارة المجيد, وعيد الشعانين, أحد السعف, وعيد الصعود الإلهى, عيد العنصرة, وتوجد أعياد سيدية صغرى أخرى وهي سبعة . اما أعياد السيدة العذراء مريم, فهي: عيد البشارة بميلادها, وعيد ميلادها, وعيد دخولها الهيكل, وعيد نياحتها, وعيد تذكار ظهور جسدها بعد صعوده للسماء, وعيد بناء أول كنيسة على اسمها فى مدينة فيليبى, وعيد ظهورها بكنيستها بالزيتون . وعن أعياد القديسين يقول: الكنيسة تهتم بالاحتفال بالقديسين لتذكر المؤمنين بأعمالهم, وجهادهم وسيرهم الحسنة, وأن الذين انتقلوا مازالوا أحياء فى السماء, ولتحث المؤمنين على التمثل بإيمانهم وثباتهم فى حياة الفضيلة, لذلك تهتم الكنيسة بالاحتفال بيوم نياحة "انتقال" القديس أو يوم استشهاده وتعتبره عيدا؛ لذلك يمكن أن يكون فى اليوم الواحد أكثر من احتفال. وعن كتاب "السنكسار» يقول: هو كتاب يحوى سير مختصرة لشهداء الكنيسة وقديسيها, وكذلك أعيادها على مدار السنة, فهو بمثابة تقويم كنسى يعتمد على التقويم القبطى الذى يبدأ فى 11 سبتمبر من كل عام ميلادى, ويقرأ "السنكسار" كل يوم فى صلوات القداس الإلهى . أما الموالد فهى صورة الاحتفال الشعبى بالقديس, وأعتقد أن لها جذورا فى التراث الدينى لمصر الفرعونية, ويرى كثير من الباحثين أن الموالد هى إبداع مصرى يعكس حبهم للحياة, وتقديرهم لرموزهم الدينية, والمشكلة كانت فى بعض الممارسات التى لا تليق بهذه المناسبات الروحية, واستطاعت الكنيسة فى الفترة الأخيرة أن تحول المولد إلى نهضة روحية من خلال الصلوات والعظات والتسابيح والترانيم, والكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية كنيسة محافظة على التقاليد والطقوس المسلمة إليها من الآباء الأولين, وكلمة" طقس" تعنى نظاماً وترتيباً, ولا يتم طقس من طقوسها إلا من خلال الكاهن فهو فى الكنيسة أب لشعبه, يمارس مهامه بروح الأبوة, والحب, والخدمة, والبذل, والتضحية من أجل شعبه, وهو يتمثل بسيده ومخلصه يسوع المسيح, ولذلك نرى تعلق وحب الشعب القبطى لرعاته من الأب البطريرك, والآباء الأساقفة والآباء الكهنة . والكاهن كأب يشارك أولاده فى كل مناسباتهم المفرحة من خلال الصلوات, ومنها :صلاة الحميم, وتتم قبل أول استحمام للطفل, وسر المعمودية, وهي صلاة بها ينضم المعمد رسميا للكنيسة, بولادته ولادة ثانية روحية, وسر الإكليل المقدس, وهو سر مقدس فيه يتحد ويرتبط العروسان اتحادا وارتباطا مقدسا, بفعل الروح القدس, وهكذا تكون كل المناسبات المفرحة للأقباط, وأنا أخدم شعب كنيسة مارمينا بمنطقة فم الخليج, وهو شعب طيب, ومحب للكنيسة, ويغمرنى شخصيا بمحبة كبيرة, وافرح جدًا لمشاركتهم فى أفراحهم, وأتمنى لى ولهم أن يتمم الله لنا خلاصنا . ويختتم الأب رافائيل حديثه بقوله :أصلى بترتيلة الملائكة احتفالا بميلاد السيد المسيح" المجد لله فى الأعالى, وعلي الأرض السلام", أصلى من أجل أن يحل السلام والأمان والاستقرار لبلدنا مصر .