يحتفل الأقباط بسبعة أعياد تسمى الأعياد السيدية الكُبرى، وبسبعة أعياد أخرى تسمى السيدية الصُغرى ، وفى دراسة أجراها الأب أنطونيوس مقار إبراهيم، راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان، تلك الأعياد بقوله: الأعياد السيدية الكبرى هي "عيد البشارة وعيد الميلاد وعيد الظهور الإلهي (الغطاس) وأحد الزعف (الشعانين) والقيامة والصعود، وعيد البنديقوستي " أي عيد العنصرة وهو عيد حلول الروح القدس يوم الخمسين، وكلمة Pentecoste هي كلمة يونانية تعني محفل أو حفل" أما عن الأعياد السيدية الصُغرى، فهي عيد الختان، وعيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل، وعيد مجيئه إلى أرض مصر، وعيد عُرس قانا الجليل، وعيد التجلي، وخميس العهد، وعيد تجديد توما. والسنة القبطية تحفل بأعياد أخرى واحتفالات بذكرى استشهاد أو انتقال القديسين المشهورين "أمثال مار مرقس، مار مينا، مار جرجس، القديس تكلا هيمانوت، الشهيدة بربارة، الملاك ميخائيل" في التاريخ الكنسي ، ومثلما تكثر الأعياد والاحتفالات الدينية فى الديانة المسيحية تكثر كذلك الكنائس التى يحرص المسيحيون على زيارتها ويشدون إليها الرحال لإقامة الاحتفالات، والطقوس الدينية الخاصة بالعيد فى تلك الكنائس ال"وادي " رصدت أشهر الكنائس التي تشد إليها الرحال في مصر وهي: الكاتدرائية بالإسكندرية " أقدم كنائس أفريقيا " هى أقدم الكنائس في مصر وأفريقيا بالكامل، وقد أستخدمت للصلاة لأول مرة حوالي عام 62م مع دخول المسيحية إلى مصر عن طريق مارمرقس، ويشد إليها الرحال لقيمتها التاريخية كما أنها المقر البابوى لبابا الإسكندرية. وقد تعرضت الكنيسة للتخريب وإعادة البناء مرات عديدة على مدار القرون الطويلة الماضية، ففي عام 68 م توفي القديس مارمرقس بالإسكندرية ووضع جسده فيها، و في عام 311 م، قبيل وفاة البابا بطرس خاتم الشهداء صلى صلاة أخيرة فوق قبر مارمرقس بالكنيسة، و في عام 321م تمّ توسيع الكنيسة في عهد البابا أرشيلاوس ال18، وفي عام 641م وقع تدمير للكنيسة إثناء الفتح الإسلامي لمصر، وفي عام 680 م قام البابا يوحنا السمنودي البطريرك الأربعين بإعادة بناء الكنيسة ، وفي عام 828م وقعت حادثة سرقة جسد مارمرقس بواسطة بحارة إيطاليين، ونُقل من الإسكندرية لمدينة البندقية (فينسيا) بإيطاليا وبَقيت الرأس بالإسكندرية. وهى تحتوي على سبعة مذابح لإقامة القدَّاسات، المذبح الأوسط بالكنيسة الكبرى (ويُقام فيه القداس يوميًا) وهو على اسم السيدة العذراء والقديس مارمرقس الإنجيلي، والمذبح البحري بالكنيسة الكبرى وهو على اسم رئيس الملائكة ميخائيل، والمذبح القبلي بالكنيسة الكبرى وهوعلى اسم مارجرجس وقد تم تدشين المذابح الثلاثة عام 1952 م مع افتتاح الكنيسة في ذلك الوقت بيد البابا يوساب الثاني، ومذبح مع كنيسة صغيرة على اسم مارمينا، وموقعه بالدور العلوي القبلي وقد أنشأه البابا كيرلس السادس عام 1963م ، ومذبح مع كنيسة صغيرة على اسم القديس الأنبا أنطونيوس والأنبا شنودة رئيس المتوحدين، وموقعه بالدور العلوي البحري وقد اهتم بإنشائه عام 1975 م القمص أنطونيوس ثابت كاهن الكنيسة ووكيل البطريركية في ذلك الوقت. ومذبح مع كنيسة صغيرة على اسم الأنبا أبرام أسقف الفيوم، وموقعه أسفل المزار البحري للقديس مارمرقس بجوار مدفن المتنيح القمص شنودة عبد المسيح كاهن الكنيسة ووكيل البطريركية الأسبق (تنيح في 13 أكتوبر 1989م ومدفون أسفل مذبح الملاك ميخائيل). ومذبح مع كنيسة جميلة لإقامة قداس خاص أسبوعيًا للأطفال، وموقعه أسفل الجزء الغربي من الكنيسة الذي تم توسيعه عام 1985- 1990م . الكاتدرائية المرقسية بالعباسية " مقر بابا الإسكندريةبالقاهرة " الكاتدرائية المرقسية، هى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تم بناءها فى الستينيات من القرن الماضي على أرض الأنبا رويس بجوار الكنيسة البطرسية وبناها بطرس باشا غالى، فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذى تبرع بعدة آلاف من الجنيهات للبدء فى تشييدها، وحضر حفل افتتاحها برفقة الإمبراطور هيلا سلاسي إمبراطور الحبشة (إثيوبيا)، وكان وقتها بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية هو الأنبا كيرلس السادس الذي انتخب بعده البابا شنودة الثالث. وتكتسب تلك الكنيسة أهميتها الروحية عند المسيحيين كونها مقر بابا الإسكندرية في القاهرة. كنيسة العذراء السريان " وادي النطرون " يعتبرها المسيحيون أجمل كنائس البرية إذ تمتاز بالنقوش الجميلة التى تغطى جدرانها وأبوابها وقبابها خصوصا داخل هيكلها المتسع، وهى أقدم مكان فى دير السريان بوادى النطرون بعد مغارة الأنبا بيشوى التى تقع غرب الكنيسة"، و شجرة مارافرام السريانى التى شرق كنيسة المغارة بالدير . وعمارتها تنتمى إلى الطراز البازيليكى المنتشر فى معظم كنائس مصر الأثرية وتشبه إلى حد ما كنيسة دير الأنبا بيشوى وان كانت اصغر منها مساحة ، الا أنها تفوقها فى اتقان النقوش، وبها ثلاثة هياكل ، الرئيسى منها باسم السيدهً العذراء مريم ، والقبلى باسم الشهيد يوحنا المعمدان والبحرى باسم الشهيد ماربقطر ابن رومانوس . وتتميز بحجاب جميل الصنع يسمى باب الرموز، وهو يتكون من ستة ضلف ، الواحدة طولها حوالى275 سم وعرضها 45 سم وقسم كل منها سبعة أقسام. أعلى هذه الضلف مزين بصور للقديسين كتبت أسماؤهم باللغة اليونانية وطعمت بالعاج فى الخشب ، وبقية الاقسام بها رسومات هندسية جميلة من العاج يزينها الصليب . كنيسة الأربعين بوادى النطرون وتكتسب شهرتها من تاريخ انشائها، وهى سميت على اسم شهداء "سبسطيه" بسوريا إذ كانوا جنوداَ شجعاناً فى عهد ليكينوس قيصر 313 م الذين لقوا حتفهم فى بحيرة من الجليد لأنهم رفضوا انكار دينهم ، وتقول الرواية ان الحارس عليهم شاهد اربعين أكليلا استقرت على 39 منهم ، وبقى واحد معلقا ، لأن صاحبه غُلب من البرودة والتجأ إلى الحمام الساخن فمات لوقته ، فاسرع ذلك الحارس واعلن إيمانه ونزل إلى بحيرة الجليد فأستقر عليه الأكليل المعلق واستشهد معهم . كنيسة العذراء المغارة وهى تقع بجوار شجرة مارافرام السريانى ، وملاصقة للسور البحرى لدير السريان بوادى النطرون، ويوجد بها ثلاثة هياكل : الرئيسى للسيدة العذراء ، والقبلى مارمرقس الرسول ، والبحرى مارجرجس أمير الشهداء . وفيها يصلى المسيحيون من الأحد الأول من صرم الميلاد وحتى الخميس الأخير من الأربعين المقدسة ، وبقية العام فى كنيسة السريان . كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل وتقع أعلى الحصن القديم بدير السريان بوادى النطرون، بالاضافة إلى انه كانت توجد كنيسة باسم مارجرجس تهدمت وبنى مكانها جملة قلالى فى عهد القمص يوحنا الاسناوى " مطران الخرطوم، كما كانت توجد كنيسة أخرى بجوارها باسم الانبا يحنس كاما تهدمت وبنى مكانها طاحونة فى عهد القمص مكسيموس وهى قبل الطاحونة الحالية . ويوجد بمقصورة القديسين بالدير انبوبتان الأولى بها رفات الأنبا يحنس كاما ، والثانية بها جزء من مارافرام السريانى ، وكان يوجد بالحصن القديم صندوق من الأبنوس به أجزاء من القديسين "القديس ساويرس ، والقديس ديسقوررس ، والقديس قرياقوس ويوليطه أمه ، والشهيد تادرس المشرقى ، والأربعين شهيدا بسبسطيه والقديس يعقوب الفارسى ، والقديس يحنس القصير ، والأنبا موسى الأسود ، وأيضا جزء من شعر مريم المجدلية " ويذكر المؤرخ إيفلين هوايت انه فى عام 1922 م بإذن من قداسة البابا كيرلس الخامس ، تم نقل هذه الأجزاء بمعرفة رئيس الدير والرهبان إلى مقصورة القديسين. وهاتان الانبوبتان اللتان تحويان رفات القديسين تنقلان باحتفال بهيج وسط الألحان والدفوف ورنين الأجراس فى أول أحد لصوم الميلاد إلى كنيسة العذراء المغارة حيث يصلى بها الرهبان شتاء ، ثم ينقلان أيضا باحتفال فى عشية الشعانين إلى كنيسة العذراء السريان حيث يصلى بها الرهبان صيفاً ، كما يوجد شرق كنيسة العنراء المغارة بالدير شجرة ضخمة تعرف باسم شجرة مارافرام السريانى، وعمرها أكثر من ستة عشر قرناً ، ومازالت بحيويتها وخضرتها.. ويقال إن القديس مارافرام أتى إلى برية شيهيت وقضى بها 8 سنوات فى القرن الرابع الميلادى ، ومن فرط النسك الذى انهكه كان يتوكا على عكاز،فظنه رهبان الأسقيط انه يتشبه بالشيوخ ، فغرس عكازه هذا فى الأرض ، فنما هذا العكاز الجاف وأزهر وأصبحت شجرة ضخمة ، وهى من فصيلة التمر الهندى ويشرب الكثيرون من زهرها وثمرها كبركة . ويضم الدير مكتبة ضخمة كانت موجودة بالحصن القديم ، ثم نقلت إلى القصر الجديد الذى بناه القمص مكسيموس عام 914 تقريبا . وفى عهد نيافة الأنبا ثاؤفيلس نقلت إلى عمارة الأباء الرهبان التى بنيت عام 956 ا م تقريبا ، وعهد بها إلى الراهب انطونيوس ( قداسة البابا شنوده ) فقام بفهرستها وتقسيمها إلى أقسام وترقيمها وعمل كارتات لها ، وأضاف إليها الكثير من المراجع العربية والأجنبية . ثم نقلت أخيرا إلى مبنى المضيفة شرق كنيسة العذراء السريان والمنارة القديمة والتى بنيت حوالى عام 1974م. وتضم تلك المكتبة الكثيرمن الخطوطات المقسمة إلى ميامر ، طقوس ، تفسير ، لاهوت وعقائد، نسكيات ، قوانين بلغات مختلفة أهمها القبطية والعربية وغيرها ، بالإضافة إلى الكتب المطبوعة ومنها كتب:أقوال الأباء ، وكتب عن الخدمة والكرازة ، والتاريخ الكنسى ، والنسكيات ، والوعظ والروحيات ، والطقوس ، والقانون ، واللاهوت والعقائد ، والدراسات حول الكتاب المقدس وتفسيره ، والكتب المقدسة ، بالإضافة إلى قسم عمومى يضم كتبا فى كافة المجالات. كما يوجد بمتحف الدير بعض الأوانى النحاسية والخشبية والفخارية التى كان يستعملها الدير قديما، كذلك بعض الصلبان والمجامر القديمة والقناديل .كما يوجد أيضا صندوق الشركة الذى كان يحوى أجزاء القديسين الذين نقلوا إلى المقصورة الخشبية بالكنيسة كما سبق أن ذكرنا ذلكن وبعض الملابس الكهنوتية منها الصدرة الخاصة بالأنبا إيساك أسقف البهنسا والفيوم والجيزة الذى تنيح فى السنين الأولى لبطريركية الأنبا كيرلس الخامس . ويروى عن القديسين فى الدير العديد من الكرامات ولعل أشهرها حكاية تروى أنه فى أيام رئاسة القمص فيلوثاؤس السابق لنيافة الأنبا ثاؤفيلس وقفت أمام أيقونة السيدة العذراء بالعزبارية عائلة من زرج وزوجته وأولادهما الأربعة وظلوا يصلون بحرارة إلى أن قرب غلق الباب وأمرهم أحد الرهبان بالانصراف فامتنعت الزوجة قائلة أنا لا أبارح هذا المكان حتى تقضى حاجتى ، وكانت مصابة بمرض السرطان فى ثديها وقد تحدد لها اليوم التالى لاجراء عملية استئصال الثدى، ظلت تلك السيده تبكى أنا لا أتركك يا أم النور أعملى أنتى العملية، وتؤكد الرواية أن الرهبان أغلقوا المقصورة عليهم ، وفى الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف الليل سمع تهليلا وأصوات فرح فنزل الرهبان وطلبوا من القمص فيلوثاؤس عمل تمجيد للسيدة العذراء، بعد ما سمعوا من قصة المرأة التى قالت إنه بعد منتصف الليل بساعة تغلب على النعاس بعد بكاء كثير وشعرت بيد توقظنى ، وكان أفراد عائلتى نياما، وتضيف المرأة فرأيت سيدة منيرة كالشمس ومتسربلة بثياب بيضاء وعلى رأسها أكليل مرصع بجواهرثمينة وتحملها الملائكة، فاندهشت من بهاء المنظر. كنيسة العذراء مريم كنيسة اسم العذراء "مريم " أم بدير السريان بالقاهرة والمعروف بالعزباوية، وهو يقع بالقرب من الكنيسة المرقسية الكبرى بكلوت بك ، وسر ارتحال المسيحيون إلى تلك الكنيسة احتوائها على " الأيقونة المعجزية"، إذ يلجا إليها كثيرمن المرضى، وأصحاب المشاكل ، والطلبة أثناء الامتحانات ويتشفعون بها من أجل قضاء حواجئهم، وتقع هذه الأيقونة فى مقصورة للسيدة العذراء لها وهى تحمل الطفل يسوع المسيح ويوحنا المعمدان يقبل قدميه وبجواره الحمل.