أكد اللواء محمد هاني زاهر- الخبير الاستراتيجي المتخصص فى مهام الأمن الشامل والبحث الجنائي ومكافحة الإرهاب الدولي –أن الميليشيات العسكرية للإخوان المسلمين لا تزال موجودة, موضحا أنها تلقت أسلحة خطيرة من الخارج، وهي أسلحة الثقيلة, بهدف زعزعة أمن مصر وإغراق البلاد في الفوضي والانقسامات، وقال فى حواره مع «فيتو» : إن ميليشيات الحركات الإسلامية الأخري الموجودة بمصر تعتبر خلايا نائمة مشددا على أن القوات المسلحة لن تسمح بأن تهدد هذه الميليشيات أمن الوطن والمواطنين.. وهذا نص ما دار معه من حوار: هل هناك ميليشيات مسلحة خاصة بتيارات الاسلام السياسي الحالية؟ - منذ إنشاء جماعة الإخوان المسلمين في مارس 1928 كان لها جناح عسكري, ومنذ أن قامت الجماعة وهي محظورة, وكان الجناح العسكري للجماعة يهدف للجهاد ومقاومة الاستعمار الإنجليزي، وتم إلغاء الجناح العسكري في عهد عبد الناصر بعد اعتقال سيد قطب وإعدامه, لكن الجماعة تمددت في عصر السادات, وعادت ميليشياتها المسلحة,وفي عهد مبارك, وتحديدا في عام 2007 قدمت الميليشيات الإخوانية استعراضا في جامعة الأزهر, وظهر بعض الطلبة يرتدون ملابس ميليشيات «حماس» تدريبات قتالية عنيفة , لاستعراض القوة, وقد أكد ذلك أن هناك جناحا عسكريا وميليشيات للإخوان,وتم اعتقال الطلاب ,بالاضافة الي خيرت الشاطر,نائب المرشد العام للاخوان المسلمين, وفي الأيام الأخيرة - في حادث الاتحادية- حدث استعراض مماثل لقوة الإخوان بميليشياتهم ,ليؤكدوا أن التعامل يكون بالقوة مع معارضيهم . هل هناك ميليشيات أخري للحركات الإسلامية غير الإخوان الآن؟ - ليس هناك ميليشيات أخري مؤكدة خلاف الإخوان المسلمين, لكن هناك تنظيمات في سيناء, تحاول أن تنتشر في أرض الوادي بمصر مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الرايات السوداء والتكفير والهجرة والسلفية الجهادية وجماعة التوحيد والجهاد, وكل هؤلاء لهم أعداد تقدر بالآلاف ويدعمهم الطرف الخفي الذي يتعامل مع الموساد والصهيونية العالمية لتقسيم مصر من خلال الانقسامات التي نراها. الميليشيات المسلحة في سيناء ..من يدعمها ؟ - الميليشيات الموجودة بسيناء تتعاون مع "حماس" لتكوين ما يسمي بالإمارات الإسلامية وإحياء دور الخلافة الإسلامية التي سقطت بسقوط الإمبراطورية العثمانية,لذا كان لابد من مقاومة الميليشيات المسلحة في سيناء بعنف للقضاء عليها,لأنها تهدف الي زعزعة الامن في سيناء, التي تعد عمق مصر الاستراتجي الأول, فقد تعاون الجيش والشرطة للوصول لحقيقة هذه التنظيمات وكشف من يدعمها, وتلك الميليشيات مكشوفة في سيناء وسيتم القضاء عليها. هل يعني ذلك أن تلك الميليشيات لم يتم القضاء عليها بعد؟ - هذه الميليشيات مازالت موجودة وتعتبر خلايا نائمة,ولا نستطيع القول إنها انتهت,وتلك الميليشيات الموجودة في سيناء لا يقل عددها عن 5 آلاف فرد. تسليح تلك الميليشيات ..من اين ؟ - ميليشيات الحركات الإسلامية الأخري الموجودة بمصر تعتبر خلايا نائمة, ولديها التسليح ولا نغفل حجم الأسلحة الضخم الذي دخل من حدود مصر الغربية من ليبيا ومن الحدود الجنوبية لمصر من السودان ,وتلك الأسلحة والمقذوفات الغرض منها تسليح المعارضة ومعهم التنظيمات الجهادية المصرية. ما هي أهم الأسلحة التي دخلت مصر لهذه الميليشيات؟ - الأسلحة التي دخلت ليست صغيرة ,ولكنها أسلحة ثقيلة مضادة للطائرات والدبابات وقنابل يدوية وبنادق ورشاشات آلية, ومن خلال ما حدث بليبيا فقد استغلت العصابات الفرصة لتهريب السلاح عبر البوابة الغربية المصرية, وتحاول أجهزة الأمن والمخابرات وحرس الحدود السيطرة علي عمليات تهريب الأسلحة ,وكل يوم يتم ضبط آلاف الأسلحة المُهربة, لكن هناك العديد من الأسلحة التي لا يتم ضبطها, فمصر بها كميات كبيرة جداً من الأسلحة المهربة,وهذا بخلاف الأسلحة المهربة من السجون بعد الثورة. هل تلك الأسلحة المهربة والتي تقدر بملايين القطع كلها داخل مصرالآن ومع الميليشيات؟ - بعض تلك الأسلحة في محافظات مصر وبعضها في سيناء لتسليح الخلايا النائمة, بخلاف الذي يتم توزيعه وتسويقه في سوق السلاح. هل يعني ذلك انه من الممكن قيام حرب أهلية في مصر؟ - من الممكن, فكل هذه الوقائع لا تبشر بالخير, لكن عيون أجهزة المخابرات واعية ومتيقظة لكل المؤامرات التي تحاك ضد مصر, وسيتم إلقاء القبض علي هؤلاء الذين يريدون تقسيم البلاد وزعزعة الأمن القومي . أين توجد الميليشيات والعصابات المسلحة في مصر؟ أهم تلك الأماكن التي تتواجد بها المسلحة شمال سيناء, ثم جنوبسيناء, بالإضافة لمحافظات الحدود جنوب مصر من خلال تهريب الأسلحة من السودان, بالإضافة لبوابة مصر الغربية علي حدود ليبيا ومناطق السلوم وسيوة وهذه مناطق لتهريب السلاح أيضاً, إلي جانب الصعيد. أين يتم تدريب تلك الميليشيات؟ هناك معلومات وردت تؤكد تدريب بعض الميليشيات في الأراضي الليبية عن طريق حلف الناتو تمهيداً لزعزعة الأمن في مصر وفي ليبيا أيضاً, فمثلاً في سيناء نجد بعض تلك الجماعات جاء من خارج البلاد وبعضهم تدرب في ليبيا ومنهم من تسرب لباقي المحافظات, وأجهزة المخابرات تبذل جهودها لملاحقة تلك الجماعات, ولا نستطيع القول إن الوضع خطر في سيناء ,فلدينا أجهزة مخابرات علي درجة عالية من الكفاءة ,وسيتم القضاء علي تلك البؤر, والقوات المسلحة لن تقبل أن تكون هناك ميليشيات مسلحة علي أرض مصر سواء من جماعة الإخوان أو أي جماعة أخري. ما هي أخطر الأسلحة الموجودة بمصر ويمكن أن تكون في أيدي الميليشيات؟ - الأخطر هي الأسلحة الواردة من الخارج ,والتي تدفقت بكميات كبيرة بغرض إغراق السوق المصري في بحر من الأسلحة والذخائر، لتفتيت البلد وتوزيع الاسلحة علي كل الأطراف المتنازعة حتي تحدث حرب أهلية وتسقط مصر، وهو المراد من المخطط الصهيوني الأمريكي, والأسلحة محلية الصنع محدودة, والخرطوش يعتبر جزءا من الأسلحة التي تم تهريبها وموجودة في السوق وتقدر بعشرات ملايين القطع, بالإضافة للرشاشات الآلية والمقذوفات مضادة للطائرات والدبابات ,وهذه تمثل خطرا علي أمن مصر وتهدف الي إغراق البلاد في الفوضي والانقسامات.