معدات عسكرية متوجهة إلى سيناء لضبط الأمن تحقيق : أحمد مراد إيمان الخميسي عمرو شاكر الخبراء يحللون الأوضاع في أرض الفيروز جماعات تكفيرية تعبث بأراضي سيناء.. وتنظيم القاعدة يظهر في الصورة ماذا يحدث الآن علي أرض الفيروز؟ هذا السؤال يدور في أذهان ملايين المصريين، خاصة بعد أن طالت فترة العملية العسكرية »نسر« التي تقوم بها القوات المسلحة ضد الجماعات الجهادية المتورطة في عمليات إرهابية كان آخرها قتل الجنود المصريين في منطقة الحدود برفح المصرية..ومنذ بدء العمليات العسكرية تعددت الأحاديث، وتنوعت الاراء، واختلفت التفسيرات، وتباينت وجهات النظر حول حقيقة الوضع في سيناء البعض يتحدث عن وجود مقاتلين بمنطقة وسط سيناء تتراوح أعدادهم ما بين ثلاثة الي خمسة آلاف مقاتل يشكلون مجموعات قتالية وميليشيات عسكرية تبسط سيطرتها علي أجزاء كبيرة من سيناء..والبعض الآخر يتحدث عن وجود جماعات تابعة لتنظيم القاعدة تهدف إلي إقامة إمارة إسلامية في سيناء، تستخدم ترسانات متطورة من السلاح تؤكد حصولها علي تدريبات خاصة علي الأعمال القتالية في دول أخري..وفريق ثالث يحذر من أصابع إسرائيلية خفية تريد أن تُشغل مصر في حرب تزيدها ضعفاً وفقراً، وهي لعبة إسرائيلية جديدة قديمة تحاول من خلالها أن تضعف من حولها لتبقي هي الأقوي في المنطقة..ووسط هذا الضباب الكثيف الذي يلف الاوضاع في سيناء تبدو حقيقة واضحة تنمية سيناء أكثر من مرة رغم وصول مياه النيل إلي وسطها من خلال ترعة السلام، حيث لم يتم استصلاح أكثر من 30 ألف فدان من مشروع ضخم كان يستهدف زراعة 400 ألف فدان. .وأمام هذه الاراء المتشابكة والمختلفة والمتنوعة إزداد الوضع في سيناء غموضا، وشرد عقل المواطن البسيط، وأصبح يتلمس حقيقة هذا الوضع من هنا وهناك دون جدوي.»أخبار اليوم« في التحقيق التالي تطرح القضية الشائكة للنقاش من أجل الكشف عن حقيقة ما يحدث في سيناء الآن اللواء سيف اليزل د. جمال زهران اللواء حسام سويلم مطلوب خطة تنموية شاملة وتخصيص 500مليون دولار للتعمير
الأسلحة مهربة من السودان وليبيا وغزة.. وهدفها إمارة اسلامية خطة تنمية سيناء تنتهي في 7102 ولم ينفذ منها سوي 5٪ فقط يصف د.عبدالرحيم علي مدير المركز العربي للبحوث والدراسات السياسية والاستراتيجية، والخبير في شئون الجماعات الإسلامية ما يحدث في سيناء الآن بأنه »حرب معلوماتية« من الدرجة الاولي ويشير د. عبدالرحيم إلي أنه من أجل قراءة وفهم حقيقة وأبعاد ما يجري الآن في سيناء لابد من الإشارة إلي تاريخ نشأة الجماعات الجهادية في سيناء وأهدافها.. موضحا أنه في أعقاب إعلان الجماعة الإسلامية وحركة الجهاد عن توقفهما عن العنف من خلال مراجعاتهما الشهيرة، ظهرت جماعات جهادية أخري تهدف إلي إقامة إمارة إسلامية في سيناء، وكان من أبرزها »التوحيد والجهاد«، والتي لديها علاقات وثيقة مع »جيش الإسلام« الفلسطيني الموجود في غزة، ومنذ عام 2004 بدأ هذا التنظيم يقوم بعمليات وحوادث إرهابية في مصر، ومنها حادث تفجيرات طابا عام 2004 ثم حادث تفجيرات شرم الشيخ عام 2005 ثم حادث تفجيرات دهب عام 2006 ثم حادث تفجيرات المشهد الحسيني عام 2009 وبعد هذه العمليات والحوادث الإرهابية نجح جهاز الأمن في تعقب هذا التنظيم، وتم القبض علي 90 فردا من أعضائه، وقد حكم علي 9 منهم بالاعدام، و37 بأحكام مختلفة ومتفاوتة، وقتل منهم حوالي 11 في المطاردات مع قوات الأمن، وقد تمكن حوالي 70 عنصرا من عناصر التنظيم من الهرب، وهو ما جعل جهاز الأمن يغلق القضية، ولكن بعد ثورة 25 يناير وفي ظل حالة الفوضي والإنفلات الأمني التي تعاني منها مصر منذ إندلاع الثورة، إستطاع هذا التنظيم أن يعيد ترتيب صفوفه استعدادا لتنفيذ مخططات جديدة في العريش بمساعدة من جيش الإسلام الفلسطيني ويوضح د.عبدالرحيم أنه إلي جانب جماعة »التوحيد والجهاد« تضم سيناء وخاصة المنطقة الوسطي منها عددا من التيارات التكفيرية والجهادية، وهي جماعات تكفيرية جهادية ترفض بشكل مطلق عودة سيادة الدولة المصرية علي سيناء بشكل كامل، وتسعي في مجملها لانشاء امارة اسلامية في سيناء، وقد قسمت هذه الجماعات نفسها إلي مجموعات تحت أسماء مختلفة مثل »جماعة الجهاد الإسلامي« و»جماعة التوحيد«، و»جماعة أنصار الجهادومجلس شوري المجاهدين، وأنصار بيت المقدس ويضيف د. عبد الرحيم: والحقيقة أن عمليات الجماعات الجهادية والتكفيرية المتطرفة الموجودة في سيناء أشبه بما يقوم به »الباعوض الذي يلدغ ثم يختفي«، وهو ما يفسر طول فترة عملية »النسر« التي تقوم بها القوات المسلحة حاليا علي أرض سيناء، والتي تهدف إلي القضاء علي أوكار هذه الجماعات عمليات لا مواجهات ومن ناحية أخري يري الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية والاستراتيجية أن ما يحدث في سيناء الآن ليس مجرد مواجهات أمنية وإنما عمليات عسكرية تقوم بها القوات المسلحة بهدف القضاء علي »الجيوب« الخارجة عن القانون لتحقيق الاستقرار لمنطقة سيناء واعادتها لسيادة الدولة ويقول سيف اليزل: سيناء الآن في وضع شائك للغاية، ومن هنا يأتي إهتمام وحرص القوات المسلحة علي مواجهة هذا الوضع بحكمة وبشكل صحيح وعلي أسس ومعايير علمية، ولاسيما بعد فترة طويلة من الفوضي الأمنية التي ساعدت علي تسليح أفراد الجماعات الجهادية والتكفيرية بأسلحة تم تهريبها من السودان عبر البحر الأحمر، ومن ليبيا عبر الطرق الجبلية، بالاضافة إلي الاسلحة المهربة من أنفاق رفح، والتي ساهمت بشكل كبير في ربط هذه الجماعات بجماعات أخري موجودة في قطاع غزة، ومن المرجح أن يكون لهذه الجماعات الفلسطينية دور رئيسي في تدريب الجماعات الجهادية في سيناء مشيرا في الوقت نفسه إلي أنه من الصعوبة تقدير العدد الفعلي لأفراد الجماعات الجهادية في سيناء، غير أنه من المرجح أن يتراوح عددهم ما بين 1500 إلي 2500 فرد ينتشرون بمناطق قري جنوب الشيخ زويد ورفح ووسط سيناء ويطالب بوضع جدول زمني لتعديل اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع إسرائيل، مؤكدا أن تعديل إتفاقية كامب ديفيد من أهم سبل مواجهة الوضع الشائك في سيناء، وذلك لأن هذا التعديل سوف يعود بالاستقرار والامن علي سيناء خاصة بالنسبة للمنطقتين (ب) و (ج) لأنهما من أكثر المناطق توتراً في سيناء حرب مشتعلة ومن جانبه يؤكد اللواء حسام سويلم الخبير العسكري والاستراتيجي أن ما يحدث علي أرض الفيروز حاليا بمثابة »حرب مشتعلة« منذ ثلاثة أشهر، وفيها تواجه القوات المسلحة المصرية جماعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة وبعض الجماعات الإسلامية المتطرفة والخارجة عن القانون، اصحاب المصالح الذين يتكسبون من وراء هذه الجماعات مادياً من خلال عمليات استيراد الاسلحة ، وإدخالها الي سيناء ويري سويلم أن اتفاقية السلام مع إسرائيل لا يصيبها أي عوار، وأن أعداد القوات المتفق عليها في الاتفاقية بالنسبة لمنطقة الحدود هو عدد متعارف عليه، وقد زاد هذا العدد في الفترة الاخيرة نتيجة لوجود مواجهات وإضطرابات في سيناء.. مؤكدا أن الأهم من الدعوة إلي تعديل إتفاقية كامب ديفيد هو العمل علي تنمية سيناء زراعيا وإقتصاديا وصناعيا وبشريا، وحتي تكون هناك تنمية حقيقة في سيناء في الفترة القادمة لابد من وضع خطة إقتصادية وتنموية شاملة تعمل علي ضخ ما لا يقل عن 500 مليون دولار في سيناء الخلايا النائمة ويصف اللواء د. محمود خلف الخبير العسكري والاستراتيجي ما يحدث في سيناء حاليا بأنه »حرب استعادة السيادة« ضد الخلايا النائمة من الجماعات الإرهابية، مشددا علي أن الحرب علي الإرهابيين يجب أن تستمر، ولا تتوقف إلا بعد تطهير سيناء بالكامل من بقاياهم، مؤكدا أن العملية »نسر« التي تقوم بها القوات المسلحة في سيناء تسير في اتجاهات محسوبة ودقيقة جداً لدي الجيش، وهي تسير في المسار الصحيح لها ويشدد د. خلف علي أهمية إعادة النظر إلي سيناء ومشاكلها بشكل جديد، والعمل علي تنمية المجتمع السيناوي، واستمرار الحوار مع مشايخه وعقلائه، والاستماع لشكاواهم وحلها، وتمكين أهلها من حقوقهم، وإعادة ربط سيناء بالوادي عبر زيادة المخصصات للإقليم الذي تناسته الحكومات المتلاحقة رقابة ضئيلة ينتقد د. جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد أسلوب عدم الشفافية الذي يتبعه المسئولون في الحكومة المصرية في شأن ما يحدث علي أرض سيناء حاليا، وهوما ظهر عند صدور تصريحات لبعض المسئولين عن قتل عدد معين من منفذي العمليات الاجرامية بسيناء دون الكشف عن هويتهم أو تبعيتهم لجهة بعينها أو من يدعمهم، كما أنه لا توجد معلومات عما يحدث، فهناك ضبابية في هذا الشأن..واقترح د. زهران بأن تكون سيناء محافظة واحدة يحكمها محافظ من أصول عسكرية بشمالها ووسطها وجنوبها علي ان يقيم المحافظ بوسط سيناء وتكون معه طائرة خاصة لسهولة التحرك والسرعة، ويكون معه ثلاثة مساعدين لكل جزء بسيناء وتكون صفتهم نواب محافظ، وشخص للتنسيق بينهم كرئيس المشروع القومي لسيناء..ويشير د. زهران إلي أن الخطة الاولي لتنمية سيناء كان محددا لها ان تنتهي في 2017 ولكن للأسف الشديد لم ينفذ منها حتي الآن غير 5٪ فقط الخارجون عن القانون يري اللواء د. زكريا حسين المدير الاسبق لاكاديمة ناصر العسكرية أن ما يحدث في سيناء ليس حربا، وإنما مواجهة عسكرية بين القوات المسلحة وبين الخارجين عن القانون، مشيرا إلي أن هذه المواجهة تتم في شكل حرب عصابات، ولكن لا يمكن أن يطلق عليها اسم »حرب« بالمعني المعروف للحرب العسكرية ويقول العميد حسين حموده رئيس مجموعة مكافحة الصهيونية ومسئول الشئون الفلسطينية بجهاز أمن الدولة السابق: سيناء قضية اجتماعية اقتصادية ذات مضامين سياسية، ومن ثم فإن الحل السياسي للوضع المتأزم في سيناء يجب ان يكون مفتاح التنمية به، وهذا الحل يعتمد علي تعديل اتفاقية السلام مع اسرائيل لمعالجة الفراغ العسكري والانفلات الامني