مواجهة الأفكار الهدامة ب إعلام دمياط    موعد امتحانات الشهادة الإعدادية بالقاهرة 2025.. جدول رسمي    رئيس الطائفة الإنجيلية: الاحتفال بمرور 17 قرنًا على مجمع نيقية يعكس روح الوحدة والتقارب بين الكنائس الشرقية    وزير الشؤون النيابية: نحتاج إلى محكمة قضائية لتنفيذ أحكام التحكيم    العشري ممثلًا للغرف التجارية في مركز تحديث الصناعة: استراتيجية شاملة لدعم الابتكار وتحفيز النمو الصناعي    إسكان النواب توافق على مشروع قانون تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف مبدئيا    كامل الوزير يترأس الاجتماع ال24 للمجموعة الوزارية للتنمية الصناعية    عاجل- الداخلية السعودية تحذر من مخالفي تعليمات الحج وتفرض غرامات تصل إلى 100 ألف ريال    وكالة بلومبرج: بنوك إفريقية تواجه مخاوف تباطؤ النمو العالمي بخفض الفائدة    وزير التعليم العالي: 30% من حجم النشر الدولي في مصر تأخذه «ناس تانية» وتحوله لصناعة    وزيرة البيئة تشارك في فعاليات المعرض العربي للاستدامة    الرئيس السيسى يدعو المجتمع الدولى لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير    وول ستريت: تستر الديمقراطيين على وضع بايدن الصحى ساعد على عودة ترامب    توسعات استيطانية بالضفة والقدس.. الاحتلال يواصل الاعتقالات وهدم المنازل وإجبار الفلسطينيين على النزوح    الصين تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان    إيلي كوهين..الجاسوس الذي زرعته إسرائيل في سوريا.. روايات عديدة لكيفية افتضاح سره والقبض عليه .. ساحة المرجة شهدت إعدامه وجثته ظلت معلقة ساعات.. وإسرائيل حاولت استعادة رفاته طوال 60 عاما    رئيس الوزراء الهندي يشن هجوما لاذعا ضد باكستان    السعودية تتيح استعراض تصاريح الحج عبر تطبيق «توكلنا»    المتحدة للرياضة تهنئ نور الشربيني بعد التتويج ببطولة العالم للاسكواش    بيان عاجل من راعي الأهلي بعد اتهامات بالإساءة للزمالك    محافظ الدقهلية يكرم عبداللطيف منيع بطل إفريقيا في المصارعة الرومانية    «الداخلية» تكشف تفاصيل مقطع قيام مستقلي سيارة بإطلاق عيار ناري على أحد الأشخاص بالقاهرة    أمن القاهرة يواصل مكافحة جرائم السرقات وضبط مرتكبيها    رئيس بعثة الحج الرسمية: بدء تفويج حجاج القرعة من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة    ضبط 60 ألف لتر وقود قبل بيعها بالسوق السوداء في البحيرة خلال حملة رقابية موسعة    السجن 3 سنوات لعاطل بتهمة حيازة حشيش وسلاح نارى فى نجع حمادى    جامعة القاهرة توقع مذكرة تفاهم مع مركز التبادل الدولي للتعليم اللغوي بالصين    تنطلق يوليو المقبل.. بدء التسجيل في دورة الدراسات السينمائية الحرة بقصر السينما    إلهام شاهين عن المشروع X: فيلم أكشن عالمي بجد    رئيس الوزراء الإسباني يطالب باستبعاد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن    مجلس الوزراء: لا وجود لأي متحورات أو فيروسات وبائية بين الدواجن.. والتحصينات متوفرة دون عجز    جامعة سوهاج تطلق قافلة طبية توعوية بقرية الكوامل بحري    قوافل طبية متكاملة لخدمة 500 مواطن بكفر الدوار في البحيرة    "تبادل الاحترام وتغطية الشعار".. كوكا يكشف سر مشاركته في الجولة الأخيرة من الدوري الفرنسي    «دخول الحمّام بتقرير طبي».. ضوابط مشددة بامتحانات جامعة المنوفية    وزير الثقافة يجتمع بلجنة اختيار الرئيس الجديد لأكاديمية الفنون    ركن نجيب محفوظ بمكتبة الإسكندرية.. ذاكرة حيّة لأديب نوبل    متى وقفة عيد الأضحى 2025 في مصر؟.. فضل صيامها والأعمال المستحبة في اليوم المبارك    ضبط 5 أطنان أرز وسكر مجهول المصدر في حملات تفتيشية بالعاشر من رمضان    «الشيوخ» يستعرض تقرير لجنة الشئون الاقتصادية والاستثمار    الزمالك يُنفق أكثر من 100 مليون جنيه مصري خلال 3 أيام    بعد تشخيص بايدن به.. ما هو سرطان البروستاتا «العدواني» وأعراضه    كشف ملابسات مشاجرة 5 أشخاص في المطرية    إعلام عبري: نائب ترامب قرر عدم زيادة إسرائيل بسبب توسيع عملية غزة    مسابقة الأئمة.. كيفية التظلم على نتيجة الاختبارات التحريرية    إطلاق مبادرة لخدمة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بالإسماعيلية    صندوق النقد يبدأ المراجعة الخامسة لبرنامج مصر الاقتصادي تمهيدًا لصرف 1.3 مليار دولار    تعرف على حالة الطقس اليوم الإثنين 19-5-2025 فى الإسماعيلية.. فيديو    صدامات نارية في إياب ربع نهائي كأس عاصمة مصر مساء اليوم    "الإدارة المركزية" ومديرية العمل ينظمان احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية    أسطورة مانشستر يونايتد: سأشجع الأهلي في كأس العالم للأندية 2025    متحف الحضارة يحتفل باليوم العالمي للمتاحف 2025    هل هناك فرق بين سجود وصلاة الشكر .. دار الإفتاء توضح    قبل أيام من مواجهة الأهلي.. ميسي يثير الجدل حول رحيله عن إنتر ميامي بتصرف مفاجئ    على فخر: لا مانع شرعًا من أن تؤدي المرأة فريضة الحج دون محرم    أحكام الحج والعمرة (2).. علي جمعة يوضح أركان العمرة الخمسة    نجل عبد الرحمن أبو زهرة لليوم السابع: مكالمة الرئيس السيسي لوالدي ليست الأولى وشكلت فارقا كبيرا في حالته النفسية.. ويؤكد: لفتة إنسانية جعلت والدي يشعر بالامتنان.. والرئيس وصفه بالأيقونة    هل يجوز أداء المرأة الحج بمال موهوب؟.. عضوة الأزهر للفتوى توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحساب (إنجليزي).. والجغرافيا (مصري)
نشر في فيتو يوم 05 - 09 - 2016

مقولة كنت أسمعها كثيرًا على مدى فترات حياتي وكنا نأخذها على اعتبار السخرية والضحك ولا نعبأ لمضمون هذه العبارة ذات المغزى العميق المفسر لسوء أحوالنا الاقتصادية والمعيشية اليوم، إلى أن عشت بنفسي موقفًا طريفًا مررت به منذ أيام قلائل.. حين دعاني وزملائي في العمل لتناول الغداء أحد الإنجليز المقيمين بمصر.. الذي جمعني به سابق معرفة في إطار العمل، وبعد تناول الغداء في أحد المطاعم الشهيرة.. وتقديم الشكر على الدعوة الكريمة، فوجئت بأن الداعي (الإنجليزي) قد قام بدفع حسابه الخاص بما تناوله من طعام فقط.. وترك باقي الحساب ندفعه كل على حسب ما تناوله وما استهلكه من طعام.
ورغم الغيظ الذي امتلكني في حينها.. فلم يخل الموقف من خفة ظل ارتسمت بطبائع المصريين في التعامل مع مثل هذه المواقف المفاجئة، مما ذكرني وجسد أمامي هذه المقولة التي أبرزت أسباب خيبتنا في إدارة شئون حياتنا اليومية ومواردنا الجغرافية.
الموقف رغم معالجته كوميديًا بخفة الظل المصرية، لكنه كان بمثابة درس عملي يوضح مدى سوء ما تعودنا عليه في معيشتنا اليومية من استخفاف قد يبدو عاديًا في ظاهره في التعامل مع مواردنا.. بالرغم من ترديدنا كلمة (الترشيد) وإدراكنا لما سيؤول إليه الأمر جراء هذا الاستسهال والاستخفاف بإدارة مواردنا التي وهبنا الله إياها.. غير عابئين بدعوات ترشيد الاستهلاك، ظنًا منا أن هذا نوع من البخل المذموم أو التضييق في العيش المقسوم.
آفتنا التي لا نلقي لها بالا هي الاستهلاك الزائد عن الحاجة رغم ضعف دخولنا ومواردنا، دون أن يكون لهذا الاستهلاك مردود إيجابي على المستهلك ذاته.. فيسعى إلى زيادة الإنتاج ومضاعفة العمل ليعوض ما تم استهلاكه ويحقق فائضًا يكون بمثابة مخزون استراتيجي يكفي لسد الاحتياجات وقت الأزمات.
لقد شاع الأمر بين كل المستويات والطبقات الاجتماعية حتى وصلنا لحد خطير من السوء في إدارة مواردنا.. رغم جغرافيتنا الغنية بالخيرات والثروات.. ووصل الأمر إلى أن كثيرًا منا يستهلك ما يزيد على حاجته الفعلية لزوم الأبهة والمنظرة.
بل لربما وجدنا من يستهلك ما لا يمتلك قيمته فعليًا.. فأصبح السحب على المكشوف وعلى النوتة، ولجأ كثير منا للقروض وأنظمة التقسيط، وأصبحت هناك حالة من الكساد الرهيب نتيجة ترحيل المشكلات إلى المستقبل دون وعي بأهمية إدارة الموارد الذاتية والتخلي عن سياسة (أبوبلاش كتر منه) كدعوة للإسراف والتبذير إذا ما كان الأمر لا يكلفنا مالًا بشكل مباشر.
لقد أصبحنا متغافلين وغافلين عن النتائج السلبية التي تعود علينا بسبب سوء الترشيد في الاستهلاك، والتي تمثلت في تدني الدخول وانخفاض مستوى المعيشة لقطاع كبير من الشعب.. وانسحب بشدة على فئات من معدومي الدخل تعيش بيننا لم تعد تجد ما يكفي احتياجاتها الأساسية.. وقد وصل الأمر ببعض منهم إلى التجول بين صناديق القمامة ليلًا بحثًا عن بقايا طعام قد تسد جوعه وجوع أبنائه الذين لا يملكون من قوت يومهم ما يشبع احتياجاتهم نتيجة اتباعنا هذه السياسة الخاطئة وأصبحنا ندور في فلك دائرة مغلقة تُستنزف فيها مواردنا بلا ترشيد ولا إنتاج.. مما أدى إلى سوء توزيع الثروات.
فهل (نتخلى) عن سوء إدارتنا لمواردنا (الجغرافية).. و(نتحلى) بحسن (حساب) وترشيد استهلاكنا؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.