خلق الله الانسان وغيره من المخلوقات وألزم نفسه سبحانه بأن يرزقها كلها ولو كانت في باطن الأرض، وما عاني انس من الجوع الا بسبب اهمال اخيه الانسان او تجاهله وفي حديث صحيح «والله لا يؤمن وكرر قسمه عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات وأردف بعدها من بات شبعان وجاره جوعان وهو يعلم».. فضلا عدم عدالة توزيع الثروة أو سوء توزيعها. ويتجسد ما قاله الامام الشعراوي رضي الله عنه ما عاني ابن آدم من جوع الا وغيره من ابناء آدم يعاني من التخمة. أي أن الكثيرين منا يوسوس لهم الشيطان او توسوس له نفسه فيصاب بداء الطفاسة وينسي ما يعاني منه آخرون قريبون منه أو بعيدون. مناسبة هذا الحديث تجسده حكايتان احداهما قرأتها علي صفحة المهندس محمد غنيم علي الفيسبوك والأخري خبرا من فرنسا قرأته في صحيفتنا. الحكاية أرسلها صديق له من هامبورج وانقلها بتصرف بسيط: ألمانيا بلد صناعي وهو يقدم أرقي انتاج يحمل علامات تجارية ذات شهرة عالمية . في بلد كهذا يتوقع الكثيرون رؤية مواطنيه يعيشون في رغد وحياة فاخرة علي الاقل هذا كان انطباعي قبل رحلتي الدراسية. عندما وصلت الي هامبورج رتب زميلاي اللذين يعيشان هناك جلسة ترحيب لي في أحد المطاعم وعندما دخلنا المطعم لاحظنا ان كثيرا من الطاولات كانت فارغة وكانت هناك طاولة صغيرة تواجد عليها زوجان شابان لم يكن امامهما سوي اثنين من الاطباق وعلبتين من المشروبات. كنت اتساءل اذا كانت هذه الوجبة البسيطة يمكن ان تكون رومانسية وماذا ستقول الفتاة عن بخل هذا الرجل. وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن ، طلب زميلنا الطعام كما طلب المزيد لاننا نشعر بالجوع وبما ان المطعم كان هادئا وصل الطعام سريعا لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام عندما غادرنا المكان كان هناك حوالي ثلث الطعام متبق في الاطباق لم نكد نصل باب المطعم الا وبصوت ينادينا!! لاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا الي مالك المطعم!! عندما تحدثوا الينا فهمنا انهن يشعرن بالاستياء لاضاعة الكثير من الطعام. قال زميلي: لقد دفعنا ثمن الغذاء الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لا يعنيكن. احدي السيدات نظرت الينا بغضب شديد واتجهت نحو الهاتف واستدعت احدهم بعد فترة من الوقت وصل رجل في زي رسمي قدم نفسه علي انه ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية وحرر لنا مخالفة بقيمة 50 ماركا! التزمنا جميعا الصمت واخرج زميلي 50 ماركا قدمها مع الاعتذار الي الموظف. قال الضابط بلهجة حازمة اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها، المال لك لكن الموارد للمجتمع وهناك العديد من الآخرين في العالم الذين يواجهون نقص الموارد.. ليس لديك سبب لهدر الموارد! احمرت وجوهنا خجلا.. ولكننا اتفقنا معه نحن فعلا بحاجة الي التفكير في كثر من سلوكياتنا، ان هذا الدرس يجب ان نأخذه علي محمل الجد لتغيير عاداتنا السيئة. قام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة واعطي نسخة لكل واحد منا كهدية تذكارية. فالمال لك لكن الموارد ملك المجتمع. انتهت الرسالة وننتقل من ألمانيا إلي فرنسا. فإذا كانت «الطفاسة» في المانيا عقوبتها غرامة 50 ماركا فالامر يختلف في فرنسا حيث تصل العقوبة الي السجن وهو ما تضمنه الخبر المنشور علي الصفحة الاخيرة في الاخبار الاحد الماضي حيث فرنسا في طريقها لسن قانون يقضي علي محلات بيع الاغذية بتوقيع عقود تبرع بالطعام الذي لم يتم بيعه والصالح للاستهلاك الآدمي الي المؤسسات الخيرية او ان يستخدم في اطعام الحيوانات او كسماد زراعي وتصل عقوبة مخالفة التشريع الي السجن عامين وغرامة 75 الف يورو واعترض الاتحادالفرنسي للتجارة والتوزيع علي القانون واعتبره مستهدفا المتاجر الكبري فقط رغم انها لا تساهم الا بخمسة في المائة فقط من الطعام المهدر بينما اكدت وزيرة البيئة الفرنسية أن كل مواطن في بلدها يتخلص من 30 كجم من الطعام سنويا تكلفتها تصل ما بين 12 إلي 20 مليار يورو. شهر رمضان قادم، فهل من الممكن ان نضع مثل هذه الدروس في الحسبان؟ شيخ الحارة منذ سبعة أو ثمانية عقود كانت أحياء القاهرة منظمة ومرتبة وتتدخل البلدية في كل شئ حتي داخل الاحياء الشعبية، كان هناك شيخ الحارة الذي يتم تعيينه من قبل قسم الشرطة وهو من أبناء المربع السكني التابع للقسم، يعرف كل الناس ويرشد عن الهاربين من التجنيد مثلا أو المخالفين للقانون وكان له احترامه وهيبته ويسجل اسماء السكان الجدد ويجيب قرارهم بمجرد استئجارهم لوحدة سكنية في مربعه. اختفي شيخ الحارة من المناطق الشعبية وتكونت في القاهرة 83 منطقة عشوائية لا تعرف الدولة أي خريطة اجتماعية لقاطنيها وأصبحت أوكارا لكل انواع الجرائم وعلي رأسها جرائم الارهاب.. هل من وسيلة لإعادة وظيفة شيخ الحارة.. علي الأقل نعرف مين رايح ومين جاي في هذه المناطق بدلا ما هي سداح مداح وتحولت لقناع يختفي وراءه كل من أراد بنا سوءاً مجرما كان أو إرهابيا. محافظ علي المنبر مساء الجمعة الماضي وفي برنامج الأمسية الدينية الذي يذاع بعد منتصف الليل بربع ساعة علي محطة القرآن الكريم نقلت الأمسية الاحتفال بافتتاح المسجد الذي اقامه اللاعب حسني عبدربه في بلدته بالاسماعيلية، الامسية دائما تتضمن قارئا للتجويد ودرسا دينيا وتختتم بالتواشيح الا حلقة الجمعة الماضية التي اتاحت للمحافظ ياسين طاهر ان يعتلي المنبر ويلقي كلمة ويا ليته ما القاها ففي الوقت الذي اشار فيه الي رهبة الموقف وانه يقف علي منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يصل علي النبي الذي ذكره مرتين دون ان ينتبه انه في مسجد والصلاة علي النبي فيه اولي من اي مكان غيره او زمان سيادة المحافظ لا ادري أكان طلبا منك ان تلقي كلمة أم انها كانت مجاملة من المسئول عن البرنامج، عموما متعملهاش تاني وسيب المنبر لأصحابه.