في حوار أجراه الصحفى محمد همام مع الأديب يوسف إدريس في مجلة نصف الدنيا والتي أعادت نشره عام 2000، رد إدريس على كل من يتهمه بأنه كاتب نرجسي قائلا: «ينتقدنى البعض ويرون أننى كاتب نرجسى، أي مهتم بنفسه وشديد الذاتية فيما يكتب، وأرد عليهم بأن النرجسية مرض، وأنا لست مريضا، والمفروض أن يرى الكاتب عيوبه فقط وليس مزاياه، والدليل أننى لا أعيد قراءة رواية كتبتها أبدا، لأننى أعلم جيدا أننى لو فعلت فلن أرضى عنها، وسوف أعيد كتابتها من جديد. والنرجسية تعمى الإنسان عن رؤية عيوبه الداخلية..أما أنا فأراها جيدا، وأرى أن عمل الكاتب هو أن يسجل انطباعاته الشخصية دون أن يتهم بالنرجسية..لأن إضافته الحقيقية هي أن يقدم للناس وجهة نظره هو وليس أحدا آخر، وإلا كتبها له الآخرون. وينتقدنى البعض بأننى أقدم فيما أكتب بعض الحقيقة ولا أقولها كاملة، وأرد على ذلك بأننى حريص على إلا أمس بذكر بعض الحقائق أشخاصا آخرين والنيل منهم. وأرى أن الحقيقة لابد لها من هدف، وذكرها لابد له من فاعلية، لذلك أختار من الحقائق الحقيقية الفاعلة التي لها تأثير. وأؤكد أنه ليس معنى ذلك أننى أدخر الحقيقة لنفسى..فيكفينى أن أبرهن على أن كل ما أقوله هو حقيقة وليس كذبا أو ادعاء.»